Author Search
أستاذة التاريخ وعميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا. 
من قاعة السيمنار
من قاعة السيمنار
المتحدثون
المتحدثون
أمل غزال
أمل غزال
دينا رزق خوري معقبة على ورقة السيمنار
دينا رزق خوري معقبة على ورقة السيمنار
هاني عواد مترئسا جلسة السيمنار
هاني عواد مترئسا جلسة السيمنار

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 5 نيسان/ أبريل 2023، الدكتورة أمل غزال، أستاذة التاريخ وعميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في معهد الدوحة للدراسات العليا، التي قدّمت محاضرة بعنوان "زنجبار والتحرر السياسي بين’الستينيات العالمية‘ والصراع الداخلي"، تناولت فيها العلاقات بين زنجبار وكوبا في ستينيات القرن الماضي، بوصفها نموذجًا للعلاقات الجنوبية - الجنوبية التي يندر دراستها.

استهلت غزال محاضرتها بقولها إن كتابة "تاريخ الجنوب" عبر العلاقات الجنوبية - الجنوبية لا يقتصر على فترة الستينيات أو حتى الخمسينيات، وإنما يسبق هذين العقدين ويرتبط على نحو رئيس ببروز الطباعة والباخرة، وهما عاملان غيّرا من سرعة التواصل وكثافته. يُضاف إلى ذلك الاستعمار نفسه، وما أنشأه من بنى تحتية لتسهيل الحكم والتحكم، وما أفرزه من شبكات عابرة للحدود، موضحةً أن تطوّر المنهجيات التاريخية في العقد الأخير ساهم في إخراج "تاريخ الجنوب" من أطرٍ نظرية عدة كانت مهيمنة على كتابة تاريخه، منها سلطة الحدود الوطنية على المخيلة التاريخية وعلى البناء السردي للتاريخ.

تناولت غزال العلاقات الجنوبية - الجنوبية من خلال دراسة نشاط حزب زنجبار الوطني في كوبا، الذي، بحسبها، لم يتزامن مع صراعات محلية شديدة لتحديد هوية زنجبار وتحديد مستقبلها فحسب، بل كان في حد ذاته أداة لتموضع سياسي داخلي أدى دورًا في الاستقطابات الداخلية في زنجبار أيضًا. وقد تزامنت هذه العلاقات مع حراكٍ داخليّ يطالب بالاستقلال وتحديد المصير السياسي، وهو ما قاد إلى جوٍّ مشحونٍ من العداء بين فئات عرقية عديدة تتصارع فيما بينها على مستقبل زنجبار، وتحديد هويتها وانتماءاتها الإقليمية.

وأشارت غزال إلى أن دراسة العلاقات الجنوبية - الجنوبية لا تعني إغفال أهمية العلاقات الشمالية - الشمالية التي لم تنشط بموازاة العلاقات الجنوبية – الجنوبية فحسب، وإنما أيضًا لاحتوائها الأخيرة ومحاصرتها وتبادل المعلومات عن نشاطاتها، مبيّنةً أن هذا النشاط لا يمثّل انعكاسًا للحرب الباردة فحسب، بل يمتد ليشمل أوجه القلق الذي سببته حركات التضامن العابرة للحدود في دول الجنوب أيضًا.

وأوضحت غزال أن مشروعها البحثي لا يهتمّ بتقديم حالةٍ أخرى من حالات تحالفات الستينيات فحسب، بل يدقق كذلك في حالة النوستالجيا السائدة في الكتابات عن الستينيات، ويدعو إلى النظر في كيفية التوفيق بين المسرح العالمي للأحداث والمسرح المحلي وتناقضاتهما.

ثم قدّمت الدكتورة دينا رزق خوري، أستاذة التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة جورج تاون الأميركية والباحثة الزائرة في المركز العربي، مداخلةً تعقيبية شددت فيها على أهمية دراسة العلاقات الجنوبية - الجنوبية، كما شددت أيضًا على أهمية تناول الروابط بين دول العالم الثالث في سياقات مقارنة. وقد أعقب السيمنار نقاشٌ ثريّ شارك فيه باحثون وأساتذة في المركز العربي ومعهد الدوحة وطلبته.