Author Search

أستاذة الدراسات الإسلامية والدراسات الدينية المقارنة بالجامعة التونسية

زهية جويرو
زهية جويرو
معتز الخطيب معقبا على ورقة السيمنار
معتز الخطيب معقبا على ورقة السيمنار
هاني عواد مترئسا جلسة السيمنار
هاني عواد مترئسا جلسة السيمنار
من قاعة السيمنار
من قاعة السيمنار

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 24 أيار/ مايو 2023، الدكتورة زهية جويرو، أستاذة الدراسات الإسلامية والدراسات الدينية المقارنة بالجامعة التونسية، التي قدّمت محاضرةً بعنوان "الاجتهاد الجديد في التشريع الإسلامي وقضاياه"، تناولت فيها مسائل التجديد في التشريع الإسلامي.

ذكرت الباحثة أنَّ مسائل التشريع الإسلامي وقضايا الاجتهاد والتجديد الفقهي والأصولي استقطبت اهتمام الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر، وذلك لما للتشريع من ارتباط وثيق بالحياة الاجتماعية ومن انعكاسات على أوضاع المسلمين وعلى اجتماعهم، موضحةً بأنّ التعارض بين وضع المنظومة الفقهية الأصولية وحركة المجتمعات الدائبة وتحولاتها العميقة أمر لا مفرّ منه، فقد اتجه نظر المفكرين والمصلحين نحو البحث عن حلول تجعل من التشريع فاعلًا في خدمة الإصلاح والتقدم المنشودين لا عاملًا من عوامل الجمود والتراجع الحضاري.

وقالت جويرو إن محاولات الاجتهاد والتجديد الفقهي والأصولي في الفكر العربي الحديث والمعاصر قد حكمها نسقان رئيسان: نسق الترميق، وهو نسق يقوم على التصرف في المتاح من داخل المنظومة التقليدية الراسخة من القواعد والآليات والمنهجيات والمصادر، والهدف هو "إعادة فتح باب الاجتهاد" لخدمة غايات يتجاور فيها العملي الإجرائي (تقديم حلول للأسئلة الطارئة) بالعقائدي الإيماني (الإبقاء على مبدأ أن الشريعة مصدر القانون أو أحد مصادره على الأقل). أما النسق الثاني فهو نسق الخرق، وتقصد به كل الأعمال التي حاولت أن تخرق السياج الذي أحاطت به المنظومة الأصولية التقليدية نفسها وجردها من القدرة على صياغة أجوبة وحلول لأسئلة الحاضر ومشكلاته، متوسّلة في خرقها ذاك وسائل وأدوات تقع مرجعيتها خارج حدود تلك المنظومة، وتنتمي في مجملها إلى منظومة المعرفة الحديثة.

ولاحظت جويرو أن محاولة الخرق تلك أسست للانتقال من "إعادة فتح باب الاجتهاد" إلى إنشاء اجتهاد جديد، ومن تجديد الفقه الإسلامي إلى تجديد المنظومة التشريعية والثقافية والمعرفية الفكرية عمومًا، ومن حلول لنوازل مستجدة إلى البحث عن حلول لقضايا أكثر تعقيدًا، منها ما يتّصل بموقع الدين من تنظيم المجتمعات ومن إدارة الدول الحديثة، ومنها ما هو متعلق بقضايا فكرية منهجية على غرار قضايا التأويل والتلقّي.

وقد قدّم الدكتور معتز الخطيب، أستاذ المنهجية والأخلاق في جامعة حمد من خليفة، مداخلةً تعقيبية شدد فيها على ضرورة الانتباه إلى أن الاجتهاد والتجديد في الفقه الإسلامي بدأ منذ وقتٍ مبكّر جدًا في التاريخ الإسلامي. وقد أعقب السيمنار نقاشٌ ثريّ شارك فيه باحثون وأساتذة في المركز العربي ومعهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته.