أستاذة مساعدة ببرنامج علم الإجتماع والأنثروبولوجيا بمعهد الدوحة للدراسات العليا. متحصلة على شهادة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية والإنسانية والدينية٬ تحديدا في اختصاص علم الاجتماع٬ من جامعة تونس.
استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، يوم الأربعاء 8 شباط/ فبراير 2023، الدكتورة روضة القدري، أستاذة علم الاجتماع في معهد الدوحة للدراسات العليا، التي قدّمت محاضرةً بعنوان "شتائم مجنسنة وأوجاع لامتناظرة: دراسة كيفيّة حول العنف اللفظي بين الشريكين في تونس"، تناولت فيه مشروعها البحثي الذي يدرس مسألة العنف اللفظي بين الرجال والنساء.
استهلت القدري محاضرتها بأنه من بين العديد من الأبحاث والدراسات التي تناولت العنف بين الأزواج والشركاء، فإنّ قلة منها في تونس تناولت ضحايا العنف اللفظي من الرجال، عدا بعض المقالات الصحافية أو الدراسات في مجالات مختلفة أهمها الصحة النفسية. مؤكدةً أن أغلب التقارير والمؤشرات والإحصائيات تتابع حصرًا ضحايا العنف من النساء. وقالت إنّ الرجال في تونس يحمّلون على نحو مباشر سياسة التحديث المجتمعي الذي بدأها الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة مسؤولية العنف المتصاعد بين الجنسين، وعلى اختلاف مستوياتهم التعليمية يجرّمون مبدأ المساواة، ويرونه خطرًا على الأسرة التي لا تحتمل شخصين يتصارعان من أجل القيادة. وجادلت بأن الرجال يفسرون انتشار العنف اللفظي بين الجنسين بضعف الدور الذي تؤديه الأم في التربية، وبتأثر المجتمع بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
أما فيما يخصّ دوافع عنف الرجال اللفظي ضد النساء، فقالت إن أيّ مستجيبة لم تعتبر أن العنف اللفظي مرفوض في ذاته، ولم تقل أيٌّ منهن إنه لا سبب يبرره، مستعرضةً مجموعة من المبررات التي ساقتها النساء، أهمّها إخلال النساء بواجباتهن المنزلية، ورغبة الرجال في التحكم ورفضهم استقلالية المرأة، ولكن السبب الأهم في رأي الباحثة هو استقواء الرجال على النساء، ووعي الطرفين بهشاشة المرأة في حال الطلاق، خاصة مع غياب أو ضعف استقلاليتهن المادية.
وقد قدّمت الدكتورة فردوس عبد ربه العيسى، أستاذة في برنامج العمل الاجتماعي في معهد الدوحة للدراسات العليا، مداخلةً تعقيبية شدّدت فيها على أهمية دراسة تجربة الرجال المعنّفين من النساء، ممّا يعطي هذا الموضوع قيمة إضافية في مجال الأبحاث المتخصصة في دراسة العنف بأبعاده المختلفة، ولكنها حذّرت في الآن نفسه من قضية الحيادية الجندرية بين الباحثين، في الوقت الذي يبدو فيه واضحًا أن أصل العنف بين الشركاء هو علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجال والنساء، واللامساواة الكامنة بين الذكر والأنثى. وقد أعقب السيمنار نقاشٌ ثريّ شارك فيه باحثون وأساتذة في المركز العربي ومعهد الدوحة وطلبته.