العنوان هنا
تقييم حالة 26 أكتوبر ، 2011

الأمازيغية في المغرب: جدل الداخل والخارج

الكلمات المفتاحية

محمد مصباح

باحث مغربي. يعمل منذ آذار/ مارس 2009 ، باحثاً في المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة. حاصل على شهادة الماجستير في جامعة محمد الخامس -أكدال- بالرباط. له دراسات عديدة منشورة؛ آخرها دراسة في العدد 14 من المجلة العربية لعلم الاجتماع (إضافات) بعنوان: "الأنثروبولوجيا الأنغلوساكسونية في المغرب": تقييم الأطروحة الانقسامية لغيلنر. ولديه دراسات أخرى قيد الإعداد للنشر.

أثارت دراسةٌ للباحث الإسرائيلي في "مركز موشي ديان" بريس وايتزمان[1]، والصادرة في شهر آب/أغسطس 2010، جدلاً بخصوص دعم إسرائيل للتيار الراديكالي داخل الحركة الأمازيغية في المغرب، واتّخاذه مدخلاً للتطبيع مع إسرائيل في محيط مجتمعي وسياسي يرفض ربط علاقات معها. فقد اعتبر وايتزمان أنّ رعاية فاعلين في الحركة الأمازيغية في المغرب هو جزءٌ من سياسة إسرائيل الخارجية في المنطقة لمواجهة القوى التي تصنّفها إسرائيل على أنها عدائية مقابل أخرى تصفها بالمعتدلة، "فمن وجهة نظر إسرائيلية، فإنّ علاقتها بالرباط تشكّل امتدادًا لسياساتها مع "المحيط"، فرعاية الفاعلين غير العرب في محيط الشرق الأوسط هي من أجل إقامة التوازن مع ضغط الدول العربية الراديكالية والعدائية"[2].

كان نشر هذه الدراسة النقطة التي أفاضت الكأس في موضوع الاشتباه في ضلوع ناشطين في الحركة الأمازيغية بالمغرب في التطبيع الإسرائيلي. وتبرز هذه الدراسة التي نشرها مركز دراسات تابع لجامعة تل أبيب، وله علاقة بمراكز صناعة القرار السياسي في إسرائيل، رهان هذه الأخيرة على توظيف فاعلين في تيّارٍ راديكالي داخل الحركة الأمازيغية من أجل "تحسين صورتها" في المنطقة والتأسيس لقبولٍ اجتماعي لها.

ولا يتعلّق الأمر بكلّ مكوّنات الحركة الأمازيغية في المغرب، ولكن بتيارٍ راديكالي متنامٍ انطلق مع الجيل الجديد من الناشطين الأمازيغ الذين التحقوا بصفوف الحركة الأمازيغية في بداية التسعينيات من القرن

الماضي، بعد أن كان جلّهم ينتمون إلى اليسار. وأصبح هذا التيار يرفع شعاراتٍ تغازل إسرائيل غير مبالٍ بقضايا الأمّة، وفي مقدّمتها القضيّة الفلسطينيّة، وينتقد الوجود العربي والإسلامي في المغرب؛ فقد قال أحمد الدغرني (مؤسّس الحزب الديمقراطي الأمازيغي -المحظور-)، في تصريح لوكالة "قدس بريس" إنّ مسألة العلاقات الأمازيغية مع الجانب الإسرائيلي هي "إحدى وسائل الدفاع عن النفس، ضدّ الاستهداف الذي يتعرّض له أمازيغ المنطقة المغاربيّة من القوميّين العرب ومن بعض المتطرّفين الإسلاميين"[3].

وهو ما جعل وايتزمان يؤكّد في دراسةٍ لاحقة أنّ تحدّي مجموعات صغيرة من الناشطين الأمازيغ "واهتمامهم بكلٍّ من إسرائيل والتاريخ اليهودي، خصوصًا العلاقات التاريخية المزعومة بين اليهود والبربر في الأزمنة القديمة، وضمنها المقاومة الأولى للغزوات العربية من طرف الكاهنة المفترض أنها ملكة بربرية يهودية"[4]، يدخل في سياق اعتبار إسرائيل حليفاً في مواجهة القوى القوميّة العربية، وهو ما يعكس -حسب رأيه- "معارضتهم للهيمنة العربية-الإسلامية وإخضاع اللّغة والثقافة الأمازيغية"[5].

------------------------------

[1] Bruce Maddy-Weitzman, "The limits and potentials of Israel-Maghreb relations", IPRIS Maghreb Review, August 2010.
[2] المرجع نفسه، ص 15.
[3] الدغرني: العلاقات مع إسرائيل مصلحة أمازيغية، موقع هسبريس، 19 آب/أغسطس 2009.
[4] Bruce Maddy-Weitzman, "Morocco's Berbers and Israel", Middle East Quarterly, Winter 2011, p. 79.
[5] المرجع نفسه.