العنوان هنا
تقييم حالة 04 مايو ، 2017

استخدامات السلاح الكيماوي في الصراع السوري وردّات الفعل الدولية

الكلمات المفتاحية

وحدة الدراسات السياسية

هي الوحدة المكلفة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بدراسة القضايا الراهنة في المنطقة العربية وتحليلها. تقوم الوحدة بإصدار منشورات تلتزم معايير علميةً رصينةً ضمن ثلاث سلسلات هي؛ تقدير موقف، وتحليل سياسات، وتقييم حالة. تهدف الوحدة إلى إنجاز تحليلات تلبي حاجة القراء من أكاديميين، وصنّاع قرار، ومن الجمهور العامّ في البلاد العربية وغيرها. يساهم في رفد الإنتاج العلمي لهذه الوحدة باحثون متخصصون من داخل المركز العربي وخارجه، وفقًا للقضية المطروحة للنقاش..

مقدمة

تدرج النظام السوري في استخدام أدوات العنف المختلفة خلال سنوات الثورة السورية، وتفاوتت نوعية الأسلحة المستخدمة بحسب السياقات الظرفية العسكرية والميدانية للنظام ولقوات المعارضة أيضًا، وطبيعة المواقف الدوليّة. ضمن هذا السياق، أقدم النظام، مطلع نيسان/ أبريل 2017، على استهداف بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي بالسلاح الكيماوي؛ ما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة نحو 400 شخص ممن وجدوا في مجال الهواء الملوث بالغاز السام.

وخلافًا لموقف إدارة أوباما المتردد في قضية معاقبة النظام السوري على استهدافه غوطتي دمشق بالسلاح الكيماوي (آب/ أغسطس 2013) المنصرم، سارعت إدارة ترامب، أول مرة منذ اندلاع الأزمة في سورية، إلى استهداف قاعدة الشعيرات الجوية في ريف حمص بصواريخ من طراز توما هوك ردةَ فعل عقابي على انتهاك النظام السوري لقرار مجلس الأمن رقم 2118. ومع أن الرد الأميركي جاء زجريًا محدود النطاق والوسائل، فإن تصاعد النبرة الخطابية الأميركية حرّكت المياه الراكدة في الملف السوري لجهة تنامي المواقف الدولية ضد النظام السوري من جهة، والسعي الأميركي، لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية ريكس تيرسلون إلى موسكو، لإقناع روسيا بضرورة الضغط على النظام لإنضاج حل سياسي للأزمة السورية من جهة أخرى.