لا يزال نجاح استراتيجية "قطع الرأس" بعيدة المدى التي تعتمدها إسرائيل محلّ شكّ إلى حدٍّ بعيد، على الرغم من الطابع المأساوي لاغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني. وليست هذه الاستراتيجية جديدة؛ إذ طُبقت خلال أحداثٍ عديدة سابقًا. ولكن الحزب الذي فقد قادته، نجح مرارًا في استبدالهم بأشخاص جدد بعد فترة قصيرة، وبقوّة متجددة أحيانًا. وقد يشكّل اغتيال نصر الله نذيرًا لحدوث تغيّرات في تكتيكات الحزب، وربما حتى في استراتيجيته. ومع ذلك، إن كان التاريخ يحمل عبرًا، فمن غير المرجح أن يؤدي ذلك إلى تآكل أهداف الحزب وقدراته بعيدة المدى كثيرًا.
يشير مصطلح "قطع رأس القيادة" إلى استراتيجية استهداف القادة والقضاء عليهم، أو استهداف شخصيات رئيسة في منظمة أو حركة أو حكومة ما. وغالبًا ما يُستخدم هذا المفهوم في السياقات العسكرية والسياسية ومكافحة "الإرهاب". وتكمن الفكرة وراء ذلك في أنه بالقضاء على القيادة، تفقد المنظمة فاعليتها وتنظيمها أو قد تنهار. وتهدف الاستراتيجية إلى تعطيل سلسلة القيادة والحدّ من فاعلية قوات العدو، أو إضعاف معنويات المناصرين. ومن ناحية المصطلحات السياسية، قد يعني هذا المصطلح القضاء على كبار المسؤولين أو القادة السياسيين، على أمل أن تؤدي تلك الخطوة إلى حالةٍ من عدم الاستقرار أو فقدان السيطرة.