برزت الهجرة الدولية بوصفها عاملًا مهمًا في تشكيل المشاهد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في السنوات الأخيرة. لكنّ حركة تنقّل الأشخاص هذه تشكّل مخاطر وتحدّيات لكلّ من بلدان المنشأ والمقصد. وتُعدّ إيران إحدى أهمّ الوجهات لعدد كبير من الأفغان، سواء كانوا مقيمين أو مهاجرين أو غير نظاميين.
وقد عاش العديد منهم في إيران أكثر من أربعة عقود، ويمكن أن تُعزى أسباب هذه الهجرة إلى عدّة أحداث رئيسة، منها: غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان في كانون الأول/ ديسمبر 1979، واندلاع الحرب الأهلية وحكم طالبان لأفغانستان (1996-2001)، وغزو الولايات المتحدة الأميركية للبلاد في تشرين الأول/ أكتوبر 2001، إضافةً إلى انهيار حكومة الوحدة الوطنية وإعادة تأسيس طالبان لإمارة أفغانستان الإسلامية في آب/ أغسطس 2021. وخلال هذه الفترات، هاجر ما يقارب 3.6 ملايين أفغاني إلى إيران، وما زالت هذه الهجرة مستمرّة حتى اليوم. وتجدر الإشارة إلى أن نحو 36 في المئة من سكّان أفغانستان الذين هاجروا إلى إيران هم من الفتيات والنساء؛ أي ما يعادل 1.3 مليون شخص.
تُعدّ مسألة تعليم النساء الأفغانيات وتأهيلهن مهنيًا في إيران مسألة معقّدة، تبلورت بفعل السياسات الكليّة للحكومة الإيرانية في ما يتعلّق بغير الإيرانيين. وسعت الحكومة، منذ أوائل تسعينيات القرن العشرين، للحدّ من عدد اللاجئين والسيطرة على حركة الهجرة الجديدة ومنعها، وحثّهم على العودة إلى أفغانستان، في إثر التحوّلات التي اعترت "سياسة الباب المفتوح" التي تنتهجها إيران تجاه اللاجئين الأفغان، وظهور مشكلات اقتصادية واجتماعية في إيران. وبناءً عليه، فُرضت قيود مختلفة على تعليم الفتيات والنساء الأفغانيات، جعلت اللاجئين يشعرون بأنهم يلقون قدرًا أقلّ من الترحيب. ومن بين هذه القيود، تخصيص مناطق إقامة للّاجئات بعيدة جغرافيًا، ومنعهنّ من دراسة بعض المواد في المدارس والجامعات، وتقييد التحاقهنّ بالمدارس العامة وحصولهنّ على الكتب المدرسية؛ ما أثّر سلبيًا في تعليمهنّ.