العنوان هنا
مراجعات 16 مارس ، 2020

النضال من أجل الاعتراف في العلاقات الدولية: القوى الراهنة والتعديلية والصاعدة

كمال بوناب

​أستاذ العلاقات الدولية، قسم العلوم السياسية، كلية الحقوق، جامعة عنابة، الجزائر.

عنوان الكتاب في لغته:

The Struggle for Recognition in International Relations :Status, Revisionism, and Rising Powers.

عنوان الكتابالنّضال من أجل الاعتراف في العلاقات الدولية: القوى الراهنة والتعديلية والصاعدة.

المؤلّف: ميشيل موراي.

سنة النشر: 2019.

النّاشر: Oxford University Press.

عدد الصفحات: 280 صفحة


مقدمة

صاغت المؤلفة علاقات متناظرة بين فرضيات الدراسة ومجموعة من الحِكم التقليدية في العلاقات الدولية؛ ومن فرضياتها أنّ: اللحظة القطبية وصلت حتمًا إلى نهايتها مع صعود قوى عظمى جديدة (في مقدّمها الصين) التي تتحدّى النظام الدولي السائد؛ وأنّ من شأن التحوّلات في السلطة أنْ تزعزع الاستقرار جوهريًا على الصعيد الدولي؛ كما تفترض أن سياسات الدول الخارجية لا تستهدف تحقيق المصلحة المادية فحسب، لكن، وبشكل أساسي، إنشاء هوية في المجتمع الدولي تتطلّب الاعتراف، هذا الأخير هو "فعل اجتماعي" في الأصل؛ لتكون بذلك الحجّة التعديلية للقوة الصاعدة بمنزلة بناءٍ اجتماعي، تضمن لممثّلها مكانة اجتماعية مشروعة؛ غير أنّ (في فرضية أخرى) عملية تأسيس هوية الدولة والحفاظ عليها تبدو غير مؤكّدة، لأن مسار تشكيل الهويات يعتمد على ردود اعترافٍ، من الدول الأخرى، تكون غير قابلة للتنبؤ؛ إذ إن عدم اليقين الاجتماعي يتماشى والبنية الفوضوية، ويقع في قلب مأساة سياسات القوى العظمى.

في مقابل هذه الفرضيات، تروّج المؤلفة لقوانين أزلية في العلاقات الدولية، كأن تستند إلى مقولة روبرت جيلبين "منبع التغيير الدولي يكمن في انفصال بين النظام الاجتماعي القائم وتوزيع القوة تجاه جهات فاعلة تستفيد أكثر من التغيير في النظام"؛ أو مقولته الأخرى التي توضّح أهمية العوامل الاجتماعية في تشكيل ديناميات تحوّلات السلطة "المكانة (الهيبة) هي العملة اليومية في العلاقات الدولية"؛ وتسترسل الباحثة في عرض قانون آخر؛ القوة الصاعدة تسعى للحصول على نفوذ سياسي أكبر، يتناسب مع قدراتها الجديدة، وتُظهر استعدادًا متزايدًا لمتابعة مصالحها، حتى إذا استدعى الأمر استخدام القوة؛ أما قوة الوضع الراهن فتكون مدفوعة بالخوف والشك من المنافسة، وتعمل لاحتواء قوة غيرها ونفوذه؛ وفي ظلّ إصرارها على الدفاع عن الوضع الدولي القائم في مقابل القوة الناشئة التي تتبنّى نيات تعديلية، فسيكون من الصعب تفادي النزاع؛ وستولد معضلات أمنية تؤدي إلى منافسة مكثفة تنعكس في سباقات التسلح المحتدمة؛ وعلى الرغم من ذلك، تكمن المفارقة في أن الدول لا يمكنها إنشاء هويات ذات معنى من تلقاء نفسها، حيث تعتمد دائمًا في ذلك على بعضها بعضًا.

* هذه المراجعة منشورة في العدد 41 (تشرين الثاني/ نوفمبر 2019) من دورية "سياسات عربية" (الصفحات 171-178)وهي مجلة محكّمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسات العامة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات كل شهرين.

** تجدون في موقع دورية "سياسات عربية" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.