/ACRPSAlbumAssetList/Images/imagea8275a6a-55f6-4bfe-8726-707bb93999a2.jpg
مراجعات 09 مايو ، 2017

مراجعة كتاب: لم نعد وحدنا في العالم، "النظام الدولي" من منظور مغاير

أحمد قاسم حسين

باحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومدير تحرير دورية "سياسات عربية"، ومدير تحرير الكتاب السنوي "استشراف للدراسات المستقبلية". عمل أستاذًا مساعدًا في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق. حاصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة فلورنسا بإيطاليا. له العديد من الأبحاث والدراسات المنشورة في مجال العلاقات الدولية. تتركز اهتماماته البحثية في نظريات العلاقات الدولية. صدر له كتاب "الاتحاد الأوروبي والمنطقة العربية: القضايا الإشكالية من منظور واقعي" (المركز العربي، 2021). حرّر العديد من الكتب، منها: "ليبيا: تحديات الانتقال الديمقراطي وأزمة بناء الدولة" (المركز العربي، 2022)؛ "حرب حزيران/ يونيو 1967: مسارات الحرب وتداعياتها" (المركز العربي، 2019)؛ "استراتيجية المقاطعة في النضال ضد الاحتلال ونظام الأبارتهايد الإسرائيلي: الواقع والطموح" (المركز العربي، 2018).

عنوان الكتاب في لغته:

 Nous ne sommes plus seuls au monde: Un autre regard sur l'«ordre international»

 عنوان الكتاب: لم نعد وحدنا في العالم: "النظام الدولي" من منظور مغاير

المؤلف: برتران بادي

المترجم: جان ماجد جبور

سنة النشر: 2016

الناشر: مؤسسة الفكر العربي

عدد الصفحات: 207 صفحات

 

مقدمة

تثير التحولات المتسارعة في النظام الدولي اهتمام الأوساط السياسية والأكاديمية في العالم؛ فقد ركز عدد كبير من الباحثين في العلاقات الدولية على دراسة أبعاد هذه التحولات وانعكاساتها على صعود القوى الدولية وتراجعها. يدور الجدل اليوم حول كينونة النظام الدولي والتغيرات التي تطرأ عليه وعلى شكل الفاعلين الأساسيين ودورهم فيه. لذا يحاول برتران بادي في كتابه لم نعد وحدنا في العالم: النظام الدولي من منظور مغاير، الإجابة عن سؤالين مركزيين: هل النظام الدولي متغير؟ وهل نعيش وحدنا في هذا العالم؟

ينطلق بادي من افتراض أساسي يتمثّل بأنّ التغيرات في النظام الدولي متسارعة ومضطربة، بخاصة بعد الحرب الباردة، إذ أخذت أبعادًا جيوسياسية تهدد بحالة من الفوضى، وذلك مع تراجع التزامات الولايات المتحدة الأميركية الأمنية في مناطق عديدة من العالم، وصعود قوى اقتصادية وعسكرية (روسيا، والصين) تحاول أن تستعيد مناطق نفوذ قديمة، أو البحث عن موطئ قدم لها في مواقع إستراتيجية في العالم الآخذ في التغير والتحول بنسق متسارع. تزامن ذلك مع ظهور عدد من الدول غير قانع (مثل إيران، وفنزويلا، والبرازيل وغيرها) بدوره وبطبيعة النظام الدولي، ولا يرغب في الخضوع لتحكّم نادٍ صغير من الأوليغارشيين الذين يستعبدون الضعفاء، ويسعى إلى مقاومة الضغوط النظامية التي تفرضها القوى الدولية الأساسية. كما أنّ ظهور المنظمات الإرهابية الخارجة عن السيطرة قد زاد المشهد الدولي اضطرابًا وتعقيدًا.

يحاول بادي في هذا الكتاب الذي يقع في ستة فصول، التخلي عن التفسيرات السهلة أو التي تَوافق عليها منظرو العلاقات الدولية، بأنّ التغير في النظام الدولي يكون من خلال انسحاب أحد أطرافه الرئيسة أو بعضها نتيجة انهيار النظام القائم سلمًا أو حربًا مما يمهد لظهور أطراف رئيسة جديدة تعكس مفرداتٍ وقيمًا وأنماطًا سلوكيةً جديدةً، مؤكدًا أنّ العالم قد تغير ولم يعد مقتصرًا على الصور النمطية للنظام الدولي القائم على هيمنة مجموعة من القوى الغربية ترسم السياسات الدولية لباقي دول العالم، أي التخلي عن التقسيمات القائمة على شمالٍ متقدم ومتحضر وجنوبٍ متخلف.


* نشرت هذه المراجعة في العدد 25 (آذار/ مارس 2017) من مجلة "سياسات عربية" (الصفحات 129-136) وهي مجلة محكّمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسات العامة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات كل شهرين.

** تجدون في موقع دورية "سياسات عربية" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.