مراجعة كتاب "حقوق الإنسان وأخطاء الروبوت: أن تكون إنسانًا في عصر الذكاء الاصطناعي"
مراجعات 23 يوليو ، 2025

مراجعة كتاب "حقوق الإنسان وأخطاء الروبوت: أن تكون إنسانًا في عصر الذكاء الاصطناعي"

أحمد قاسم حسين

باحث أول ​في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومدير تحرير دورية "سياسات عربية"، ومدير تحرير الكتاب السنوي "استشراف للدراسات المستقبلية". عمل أستاذًا مساعدًا في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق. حاصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة فلورنسا بإيطاليا. له العديد من الأبحاث والدراسات المنشورة في مجال العلاقات الدولية. تتركز اهتماماته البحثية في نظريات العلاقات الدولية. صدر له كتاب "الاتحاد الأوروبي والمنطقة العربية: القضايا الإشكالية من منظور واقعي" (المركز العربي، 2021). حرّر العديد من الكتب، منها: "ليبيا: تحديات الانتقال الديمقراطي وأزمة بناء الدولة" (المركز العربي، 2022)؛ "حرب حزيران/ يونيو 1967: مسارات الحرب وتداعياتها" (المركز العربي، 2019)؛ "استراتيجية المقاطعة في النضال ضد الاحتلال ونظام الأبارتهايد الإسرائيلي: الواقع والطموح" (المركز العربي، 2018).

​عنوان الكتاب بلغته الأصلية: Human Rights, Robot Wrongs Being Human in the Age of AI.

  مؤلفة الكتاب: سوزي أليغري. 

الناشر: Atlantic Books. 

سنة النشر: 2024.

 عدد الصفحات: 184 صفحة.

أصبحت العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان في السنوات الأخيرة محور نقاش عالمي متعدد الأبعاد، يتداخل فيه البعد الفلسفي مع القانوني على نحو غير مسبوق. فقد أكدت الأمم المتحدة، عبر مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي يجب أن تظل ملتزمة بقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان، بل دعت إلى حظر، أو وقف، أي تطبيقات للذكاء الاصطناعي يثبت عجزها عن الالتزام بمعايير محدّدة، وضرورة اعتماد نهج قائم على حقوق الإنسان في حوكمة التقنيات الجديدة والاستماع إلى صوت الفئات المتضررة من تبعاتها، مع التركيز على النساء والأطفال والأقليات والفئات المهمشة التي تتأثر على نحو غير متناسب بالتحيزات الخوارزمية. وعلى الصعيد ذاته، برز الاتحاد الأوروبي فاعلًا دوليًا رياديًا في تنظيم الذكاء الاصطناعي بطريقة تراعي الحقوق الأساسية، معتمدًا قانونًا للذكاء الاصطناعي (EU AI Act) يُعدّ الأول من نوعه دوليًا في هذا المجال. ويهدف هذا التشريع إلى ضبط استخدامات الذكاء الاصطناعي ضمن نهج تقييم المخاطر، فارضًا قيودًا صارمة على التطبيقات عالية الخطورة، وحاظرًا الممارسات التي تُعَدّ انتهاكًا للحقوق والكرامة، وقارِنًا ذلك باشتراط الشفافية والإشراف البشري. وقد وُضِعت هذه المحظورات لحماية الكرامة الإنسانية وتحقيق المساواة وصون الخصوصية، مع ترسيخ معيار عالمي لاستخدام مسؤول للذكاء الاصطناعي.


* هذه المراجعة منشورة في الكتاب السنوي التاسع 2024 من دورية "استشراف" (الصفحات 231- 241)، وهي دورية محكّمة للدراسات المستقبلية والاستشرافية، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا مرة كل سنة.
** تجدون في موقع دورية "استشراف" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.