العنوان هنا
دراسات 30 أغسطس ، 2016

المسألة الكردية في ضوء تحول اتجاهات النخب والأحزاب الكردية السورية

شمس الدين الكيلاني

باحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. صدر له عن المركز ثلاثة كتب وهي تحولات في مواقف النخب السورية من لبنان1920 –2011"، وكتاب "مفكرون عرب معاصرون: قراءة في تجربة بناء الدولة وحقوق الإنسان"، وآخرها كتاب "مدخل في الحياة السياسية السورية: من تأسيس الكيان إلى الثورة" في العام 2017. تتركز اهتماماته البحثية في قضايا علم الاجتماع السياسي وتاريخ سورية المعاصر.

أثارت الثورةُ السورية المسألة الكردية من عدّة جوانب مختلفة، وتحولت في إحدى جوانبها إلى مصدرٍ للاستقطاب السياسي والفكري في صفوف المعارضة من ناحية، وإلى محور تجاذب بين السلطة والثورة/ المعارضة من ناحية أخرى. فقد حاول كلّ طرفٍ جذب الأكراد السوريين إلى جانبه، فشجع ذلك بعض النخب الكردية على انتهاز هذا التجاذب لتقوية موقعها المساوم، وبعضها الآخر؛ مثل "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، اختار الانحياز إلى النظام طلبًا لمكاسب "مضمونة"، واستعادةً لتحالف قديم. وتوجهت قوًى أخرى، في تردّدٍ، إلى العمل مع المعارضة بحسابات الربح والخسارة في سبيل التعاون لحلّ المسألة الكردية بوجه خاص، وإنجاز التحول الديمقراطي بوجه عامّ. وتداول الأكراد في هذا المناخ أطاريح جديدةً، وتصورات غير مألوفة بشأن المسألة الكردية، سواء كان ذلك تحت تأثير أطاريح تداولها الأكراد العراقيون والأتراك، أو بدواعي الاستقواء بضعف الدولة والجماعات السياسية السورية، والتنقل ما بين حقل الثورة وحقل السلطة بكلّ ما يحمله ذلك من حسابات ومساومات.

بناءً على ذلك، تحاول الورقة أن تسلّط الضوء على هذه المواقف؛ وذلك بالترابط مع كشف تأثير مفاعيل الصراع على الأرض السورية في سياق تحوّل الثورة الديمقراطي، من معْلَمها المدني الديمقراطي إلى المعْلَم العسكري العنيف، في مواجهة سياسة التدمير والقتل التي مارستها السلطة، وفي سياق تأثير الضغوط العربية، والإقليمية والدولية، وجاذبية توجهات القيادة الكردية العراقية: البارزاني وجماعة الطالباني من جهة، وتركيا ممثّلةً بحزب العمال الكردستاني من جهة ثانية.

 ومن ثمّ، حاولت الورقة تقديم خريطة لمواقف القوى الكردية السورية المختلفة وتوجهاتها من جهة خلفيتها التاريخية، وتطورها بتداخلها في موشور الصراع الاجتماعي السياسي الذي بلغ ذروته بثورة آذار 2011، وما أبرزته هذه الثورة من توجهات مُستجدة من حيث تنوع حقل تجاذباتها في المنعطفات التي مرّت بها الثورة، متّبعةً منهجًا تاريخيًا اجتماعيًا نقديًا، مزاوجةً إيّاه بمنهج التاريخ المقارن، واشتغال المنهج التاريخي الراهن، برجوعه إلى وسائل التواصل الاجتماعي المعاصرة والشهادات، والقول الصحافي اليومي؛ وذلك من أجل مواكبة التحولات الراهنة أحداثًا كانت أو أفكارًا.