العنوان هنا
مراجعات 07 نوفمبر ، 2017

بنيوية كلود ليفي-ستروس أو نحو فونولوجيا للثقافة

الكلمات المفتاحية

هشام بوبا

حاصل على شهادة الماجستير من كلية علوم التربية، جامعة محمد الخامس في الرباط، المغرب.

نور الدين غزوان

​باحث في سلك الدكتوراه في قسم علم الاجتماع، كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، القنيطرة، المغرب.

الكاتب: جمال فزة

الكتاب: بنيوية كلود ليفي-ستروس أو نحو فونولوجيا الثقافة

الناشر: دار أبي رقراق للطباعة والنشر

مكان النشر: الرباط/ المغرب

تاريخ النشر: 2017

عدد الصفحات: 165


محاولة منه وضع أسس علمية لمشروع بحثي يروم ملامسة الجوانب المنهجية المتحكمة بالخطاب الأنثروبولوجي في أبرز محطاته، يأتي كتاب بنيوية كلود ليفي-ستروس أو نحو فونولوجيا للثقافة لمؤلفه جمال فزة (أستاذ علم الاجتماع في جامعة محمد الخامس – الرباط)، لاحقًا لكتابٍ سابق بعنوان المنهجية الأنثروبولوجية بين إدوارد فسترمارك وإفانس بريتشارد، الذي أعلن فيه عزمه على التطرق للأنثروبولوجيا منهجًا ومفهومًا من خلال المقارنة بين مذهبين أساسيين طبعا مسار هذا العلم: المذهب التطوري والمذهب الوظيفي - البنيوي. لم يكن لهذه المقارنة ما يميزها سوى تفرّدها بقراءة البراديغمات بربطها بما يؤدي إلى انبثاقها تارة أو انحسارها تارة أخرى. ودأبت المحاولة الثانية على المنوال نفسه. غير أن الكاتب أخذ على عاتقه فيها دراسة الأنثربولوجية البنيوية التي تعتبر من كبرى المدارس التي ظهرت في خمسينيات القرن العشرين، فذاع صيتها بين الباحثين والمستطلعين، حتى إنها لم تستقر في الأنثربولوجيا فحسب، بل تعدّتها إلى حقول معرفية أخرى، كالتحليل النفسي والفلسفة والأدب. وقد خطَّ الكاتب لنفسه في هذا الكتاب مسارًا مميزًا عن باقي المؤلفات التي تعرض عادة الأنثربولوجيا البنيوية سواء باعتبارها عنصرًا لا يتجزأ من السياق الفرنسي الذي شاع في الستينيات، أم بوضعها في داخل عمل يسرد بشكل تعاقبي الاتجاهات والمدارس المختلفة التي تدخل تحت يافطتها.

يقع الكتاب في 165 صفحة من القطع المتوسط، تتوزع في فصلين رئيسين، حاول الباحث خلالهما اتباع ما يسميه الإبيستمولوجيون "منطق الاستكشاف" (Logic of Discovery)، حيث بحث في الشروط التاريخية والمعرفية لانبثاق ما نسميه الآن "الأنثروبولوجيا البنيوية". وما دامت المهمة عسيرة على أي يكن، استعان الباحث بخلفيته المزدوجة بين العلوم والفلسفة، ليقدم عملًا يشرح فيه تلك الاكتشافات والانتقالات، أو حتى الاستعارات وظروفها في سياقات العلم وحاجاته، ومنها مفهوم "البنية". ومن ثم، كانت المعالجة في هذا الكتاب خارجة عن النمط السردي لتاريخ الأفكار وتصنيف الموضوعات، وذلك لمصلحة التعريف بقضايا المنهج والمفهوم من خلال سيرورة تشكّلهما، على اعتبارهما طفرات منبثقة عن مشكلات أساسية واجهها العلم في مسار تقدمه.


* نشرت هذه المراجعة في العدد 22 (خريف 2017) من مجلة "عمران" (الصفحات 199-204) وهي مجلة فصلية محكمة متخصّصة في العلوم الاجتماعيّة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات.

** تجدون في موقع دورية "عمران"  جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.