/ACRPSAlbumAssetList/2022-Daily-Images/syria-the-making-and-unmaking-of-a-refuge-state.jpg
مراجعات 02 يونيو ، 2022

سورية: تشكل دولة اللجوء وتفككها

راما سحتوت

​مُحاضرة في مركز الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر، الممكلة المتحدة، وهي باحثة متخصصة في دراسات الهجرة القسرية والقانون الدولي. حاصلة على الدكتوراه في القانون الدولي للاجئين من كلية القانون في جامعة إكستر (2019).

عنوان الكتاب: سورية: تشكل دولة اللجوء وتفككها.

عنوان الكتاب في لغته: Syria: The Making and Unmaking of a Refuge State.

المؤلفة: داون تشاتي Dawn Chatty.

الناشر: أكسفورد: مطبعة جامعة أكسفورد Oxford University Press.

سنة النشر:2018.

عدد الصفحات: 269 صفحة.

يقدم كتاب سورية: تشكل دولة اللجوء وتفككها مراجعة تفصيلية مهمة عن سورية بصفتها التي كانت دولة ملجأ، قبل أن تصبح دولة مُصدّرة للاجئين، من خلال التركيز على الهجرات القسرية الجماعية المتعددة نحو بلاد الشام في القرنين التاسع عشر والعشرين. وتُبيّن المؤلفة أن سوريا الكبرى/ بلاد الشام وسورية الدولة المعاصرة شكّلتا ملجأً لـجماعات من إثنيات وديانات مختلفة، وتؤطر الهجرة الجماعية الحالية من سورية وتضعها في غضون 150 عامًا من الحركة غير الطوعية للسكان التي ميّزت المنطقة، بدءًا من العقود الأخيرة للإمبراطورية العثمانية. وتجادل المؤلفة بأن الجهود لتعزيز وجود أمة متعددة الأعراق خلال مرحلة التنظيمات العثمانية، وأزمات لجوء جماعات مختلفة من المهاجرين وطرائق الاستجابة المنظمة التي تبنّتها الإمبراطورية العثمانية في أواخر عهدها، والتي سهلت اندماج أولئك المهاجرين مع الحفاظ على هويتهم الخاصة Integration without Assimilation، ساهمت في تشكيل ثقافة قبول "الآخر" والعيش المحلي والتسامح مع الاختلاف الذي ميّز على نحو خاص دولة سورية الحديثة.

بذلك، تحاول المؤلفة، عبر صفحات الكتاب، تسليط الضوء على سمتين أساسيتين اتسمت بهما سوريا/ بلاد الشام: "الكرم" و"التعددية الإثنية والدينية". وشكلت هاتان النقطتان الرسالة الأساسية للكتاب والخيط الجامع بين مختلف فصوله. فالأعراف الاجتماعية والأخلاقية، مثل الكرم وتوفير الملاذ والتكافل في بلاد الشام، سهلت استضافة اللاجئين في تلك البلاد على الرغم من العبء الكبير الذي تحمّلته تلك المنطقة. ومن خلال إعادة بناء التعددية الإثنية والدينية في سورية، ترسم المؤلفة صورة كاملة للأفراد والمجتمعات التي شكلت سورية الحديثة بوصفها دولةَ لجوءٍ ومجتمعًا نازحًا لاحقًا لا ينتمي أفراده إلى دين أو عرق أو إثنية محددة. وبذلك تواجه المؤلفة في كتابها هذا الخطاب الذي يحاول اختزال الشعب السوري والحرب في سورية في ثنائية سُنّي - علوي.