نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومؤسسة الدراسات الفلسطينية بالدوحة، المنتدى السنوي لفلسطين في دورته الثالثة خلال الفترة 25-27 كانون الثاني/ يناير 2024.
انطلقت أعمال المنتدى بمحاضرةٍ افتتاحية قدّمها عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي، تناول فيها بعمق التطورات الأخيرة التي شهدتها القضية الفلسطينية، وأبعاد الصمود الفلسطيني في وجه حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة. واستهل مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار الأخير جاء بعد مفاوضات شاقة تطلّبت صمودًا استثنائيًا من الفلسطينيين، موضحًا أنّ الاحتلال الإسرائيلي لم يترك وسيلة إلّا استخدمها ليحقق أهدافه العدوانية، بما في ذلك تدمير البنية التحتية وفرض مزيد من المعاناة على سكان القطاع. وأكد أن هذه الحرب كشفت مجددًا عن عنجهية الاحتلال الإسرائيلي وفشل المجتمع الدولي في اتخاذ موقف حازم لمنع هذه الجرائم. وأثبت أنّ إسرائيل فشلت في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعلى المقاومة عمومًا، وأن المقاومة في قطاع غزة بقيت هي الأكثر تنظيمًا، ولم تتمكن إسرائيل من العثور على بديل لها سوى العصابات الإجرامية التي تغير على شاحنات الإغاثة. وأكد أنّ اضطرار إسرائيل إلى وقف الحرب في غزّة، ستدفع ثمنه الضفة الغربية.
وفي سياق تفسير إطلاق يد إسرائيل على كافة المستويات في حربها الضروس ضد كل ما هو فلسطيني في القطاع، وصف بشارة التطورات التي حصلت بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بأنها شكّلت تحولًا جذريًا في طبيعة الصراع، وأكّد فرضيتين رئيستين استند إليهما منذ بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة، أولًا، توقع أسوأ السيناريوهات بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، إذ إن إسرائيل قررت تحويل ردّها إلى حرب ثأرية شاملة تهدف إلى محو المقاومة الفلسطينية تحت غطاء "الدفاع عن النفس". وأوضح أنّ هذه الحرب استغلت غياب ردود فعل دولية وعربية قوية، ما أتاح لإسرائيل حرية مطلقة في استخدام أدوات القتل والتدمير بصورة منهجية ومتصاعدة. وثانيًا، ما بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر لن يكون كما قبله؛ فقد أكد بشارة أنّ التحولات التي أحدثتها الحرب لم تقتصر على المشهد الفلسطيني بل امتدت لتشمل السياق الإقليمي برمّته. وأظهرت الحرب الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل، إضافةً إلى استمرار انقسامات النظام العربي الرسمي الذي بدا كأنه ينتظر القضاء على المقاومة الإسلامية على يد إسرائيل.
وركز بشارة على أن ما وصفه بـ "حرب الإبادة" لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان تعبيرًا عن ثقافة إسرائيلية عنصرية ترى في الفلسطينيين عدوًا جماعيًا يتطلب الانتقام والقمع. وأشار إلى أن ثلاثة عناصر رئيسة تدل على وجود نية للإبادة الجماعية: 1. العنصرية الممنهجة وازدراء الشعب الفلسطيني ثقافيًا وإنسانيًا. 2. تبرير الانتقام الجماعي باعتباره ردة فعل على ما يحدث من مقاومة. 3. شعور الإسرائيليين الدائم بعدم الأمان الذي يتغذى بأفكار نمطية عن العرب باعتبارهم خطرًا وجوديًا.
أما على المستوى الدولي، فنبّه بشارة إلى تميّز الموقف الأميركي وبروز عناصره الأيديولوجية خلال العدوان الإسرائيلي بما يتجاوز العلاقات والمصالح الاقتصادية والجيوسياسية، فقد بالغت الولايات المتحدة الأميركية في تبنّي الرواية الإسرائيلية، وكانت على استعداد لترديد الأكاذيب الإسرائيلية، حتى لو ظهرت بمظهر مُزرٍ أمام العالم. وأشار أيضًا إلى انحدار الكونغرس الأميركي وتدنّي سوية غالبية أعضائه في تقبّلهم أكاذيب بنيامين نتنياهو بحماس منقطع النظير. وأكّد أنّ الأمر نفسه ينطبق على عددٍ من الدول الغربية التي أصبحت على استعداد لقمع حرية التعبير في ديمقراطياتها لإرضاء دولة تمارس الإبادة الجماعية وتقيم نظام أبارتهايد في القرن الحادي والعشرين.
على المستوى الإقليمي، استعرض بشارة التفاعل العربي مع العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنّ الأنظمة الرسمية في الدول العربية، على الرغم من الحرج الكبير الذي واجهته نتيجة الغضب الشعبي الواسع في الشارع العربي، اكتفت في معظم الحالات بخطوات رمزية لم تَرْقَ إلى مستوى مواجهة الجرائم التي ارتُكبت في غزة. وقال إن العديد من الأنظمة العربية لا تزال تسعى إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل بموجب اتفاقيات التطبيع، ومحاولة تهدئة الرأي العام الداخلي الغاضب من استمرار العدوان الإسرائيلي. وأشار إلى أن دوافع صمود الدعم العربي في وجه الغضب الشعبي تعود إلى سببين، أوّلهما، الحزم الإسرائيلي والإصرار على مواصلة الحرب حتى النهاية، بما في ذلك في لبنان. وثانيهما، عدم تزعزع الدعم الأميركي لإسرائيل.
وأكد بشارة أنّ إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية، وعبر اندفاعها غير الآبه بالنصائح الأميركية الودية المرتبطة بمصالحها في المنطقة قد ثبّتتها فاعلًا سياسيًا إقليميًا، وهو ما يُنبئ بتحوّل دول الإقليم إلى الاعتماد عليها، بدلًا من الولايات المتحدة، في الصراعات الإقليمية، جزئيًا على الأقل. وقد ظهر هذا في تحوّل جبهة الإسناد التي بدأها حزب الله إلى حرب شاملة انتهت بانهيار محور المقاومة عمليًا وسقوط نظام الأسد، الذي كان على شفا الانهيار مسبقًا.
في الختام، أشار بشارة إلى أنّ العامل الأوّل في التصدي لهذا التحوّل في دور إسرائيل وصيرورتها الجديدة في المنطقة هو العامل الفلسطيني، وأن ذلك يبدأ من إعادة النظر في استراتيجية المقاومة، من دون التخلي عن خيار مقاومة الاحتلال ونظام الفصل العنصري، وأن يسعى الفلسطينيون لابتداع أدوات نضالية جديدة وخطاب سياسي ديمقراطي يواكب التطور داخل المجتمع الفلسطيني وأجياله المقبلة، ويكون منسجمًا مع الأوساط الدولية المتعاطفة مع القضية، ومتمسكًا بالعدالة المؤدّية إلى التحرر، وأنّ أيّ حلٍّ آخر يتجاهل ذلك سيؤدي بالفلسطينيين إلى نفقٍ لا ضوء يُرى في نهايته.
عُقدت الجلسة الأولى في أربعة مسارات متوازية. ترأّست المسار الأول "القانون الدولي وحرب الإبادة الجماعية على غزة" آية راندال، وكانت بمشاركة سونيا بولس وخافيير أبو عيد بورقة "القانون الدولي وإنهاء الاستعمار في فلسطين: الرأي الاستشاري بشأن عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي"، والحسين شكراني بورقة بعنوان "دراسة مقارنة لمرافعات المنظمات الإقليمية أمام محكمة العدل الدولية بشأن النتائج القانونية لسياسات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، ونزار أيوب بورقة "إسرائيل والقضاء الدولي: اختبارٌ للعدالة الدولية، قراءة مكثفة في اختصاص القضاء الدولي في مساءلة مرتكبي الجرائم شديدة الخطورة في الأرض الفلسطينية المحتلة".
أمّا المسار الثاني "حرب الإبادة الجماعية على غزة والتدمير الثقافي والمادي"، فكان برئاسة عبد الرحمن الإبراهيم، وشارك فيه محمود هواري بورقته "نهب الممتلكات الثقافية الفلسطينية ونقلها غير المشروع: قطاع غزة دراسة حالة (1967-2005)، وتحدث عادل رويشد عن "التحول المكاني والتطهير العرقي في قطاع غزة من خلال الاستثناء، وتناول مجدي المالكي وليث حنبلي في عرضهما "توثيق القطاعات المستهدفة من الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة الغربية".
وترأّست عزّة الحسن المسار الثالث "العدوان على غزة في وسائل الإعلام العربية"، الذي تضمن ورقة لمحمد حماس المصري ومحمد النواوي بعنوان "تحديد المصادر وإضفاء الطابع الإنساني في تغطية الصحف الأميركية والإسرائيلية لحرب إسرائيل على غزّة خلال عامَي 2023 و2024: تحليل كمّي للمحتوى"، وناقش عماد بن العبيدي "محو الطفولة في فلسطين: التغطية الإعلامية وحدود الخطاب الحضاري"، في حين عرض باسم الطويسي "صورة المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية في صحافة النخبة الأميركية: تحوّلات خطاب القوة والأخلاق".
وشمل المسار الرابع "حركة المقاومة الإسلامية ’حماس‘ من التأسيس إلى طوفان الأقصى: التحولات الاستراتيجية والسياسية"، وترأّسته آيات حمدان، وتضمّن أورقًا بحثية قدّمها كلّ من طارق حمّود "الإخوان المسلمون الفلسطينيون: من اضطراب الهوية إلى العمل المسلح"، وأيفر أردوغان شفق "التحول الأيديولوجي والاستراتيجي لحركة حماس بعد الربيع العربي"، ومعين الطَّاهر "طوفان الأقصى وتداعياته: محاولة للفهم".
عُقدت الجلسة الثانية في مسارات أربعة متوازية أيضًا، وكان المسار الأول "محطات في التاريخ الفلسطيني من القرن التاسع عشر إلى النكبة" بإدارة عصام نصّار، تحدث فيه الباحث مهند أبو سارة عن "الدوائر العلمية والأدوار الاجتماعية والسياسية للعلماء في فلسطين في أوائل القرن التاسع عشر"، وناقش بلال شلش في ورقته "فصل الخطاب: بريطانيا أصل الدّاء؟! تأريخ لسؤال الثورة عن المشروع الاستعماري البريطاني في فلسطين وإجاباته (1930-1935)"، وتحدّث فوزي الغويدي عن "يمنيون في فلسطين: من النكبة إلى اجتياح بيروت". وقدّم علي زيدان، المشارك عن بعد، ورقة بعنوان "الجغرافيا الشفوية: إعادة بناء القرى المدمرة من الذاكرة، قرية الصفصاف نموذجًا".
وتضمّن المسار الثاني "منظومة السجن الإسرائيلية: تجارب ورؤى نقدية" برئاسة طارق دعنا، مشاركة لمى غوشة، عن بعد، بورقة "الحرب الخفيّة: قراءة في تشكيل الإنسان الانضباطي عبر ’الأدوات الناعمة‘، الحبس المنزلي وسجن المجتمع"، وورقة شادي شرفا "نظام الضبط والسيطرة الاستعماري في السجون الإسرائيلية من البانوبتيكون إلى الكابو"، وأشرف بدر الذي شارك، عن بعد، بورقته "قراءة تعليمية للسياسات الاستعمارية في المنظومة السجنية الإسرائيلية عقب 7 تشرين الأول/ أكتوبر"، وخالد محاجنة ورينا العقبي بورقة "الإحباط النفسي دافعًا نحو الحرية: تجربة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، سجن جلبوع نموذجًا".
وترأّس سعيد الهاشمي المسار الثالث "فلسطين والتضامن العالمي والعربي"، الذي شمل ورقة "التضامن النسوي المناهض للاستعمار وسياسات المكان: كيف تتعامل النسويات الإيرلنديات مع قضية فلسطين؟" لآزاده ثبوت، وورقة مشاركة عن بعد بعنوان "تأثير ’الإيروس‘: التضامن مع فلسطين في كوريا الجنوبية" لمنتهى عابد، و"النشاط الأكاديمي والطلابي حول إبادة غزة في الجامعات التركية" لمراد قاياجان، و"حركات التضامن المغربية مع فلسطين ما بعد طوفان الأقصى: الواقع والآفاق" للمصطفى بنموسى.
أما المسار الرابع فترأّسه محمد حمشي، وتضمّن مشاركة لأحمد حسين عن "غزّة و’أثر الفراشة‘: تأثير الحرب الإسرائيلية على غزة في النظامَين الإقليمي والدولي"، وورقة لِماندي تيرنر بعنوان "مصانع الهيمنة: كيف ساهمت مراكز الأبحاث الغربية في نشر تحيزها حول إسرائيل وفلسطين بعد7 تشرين الأول/ أكتوبر وإنتاج قبول الإبادة الجماعية؟"، وورقة بوكان وليلى راميك ميسيهويتش "السياسة فوق الوطنية وتنازع الهويات والمصالح الوطنية: موقف الاتحاد الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية (2009–2021)، ومشاركة خضير الدهلكي بورقة "تأثير اللوبي الإسرائيلي في البرلمان الأوروبي في سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية".
نظّم المنتدى في نهاية اليوم الأول ندوة عامة بعنوان "الحرب على غزة وجبهات إسناد فلسطين" ترأّسها حارث حسن، وشارك فيها أربعة متحدثين، حيث قدّم أدهم صولي مشاركة بعنوان "مساندة غزّة: العواقب غير المقصودة لحرب حزب الله المقيّدة"، وتحدّث مهران كامرافا عن "الدعم الإيراني لغزّة: صراع المثالية والواقعية"، وتناول علي محمد الذهب "القيمة الاستراتيجية لدور الحوثيين العسكري في إسناد غزة"، وقدّم مروان قبلان مشاركة بعنوان "جبهة الإسناد في سورية: موقف نظام الأسد من الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان".
عُقدت الجلسة الأولى في اليوم الثاني (الثالثة في المنتدى)، في أربعة مسارات فرعية متوازية، وكان عنوان المسار الأول "أُطر للتحرر"، وقد ترأسته مي أبو مغلي، وفيه شاركت ليلى أبو فرسخ، عن بعد، بورقة عنوانها "التحرر السياسي الفلسطيني بعد الحرب على غزة: حق تقرير لمصير ما بعد منظومة التقسيم"، وشاركت يارا هواري بورقة عنوانها "المرأة الفلسطينية في النضال: نحو صياغة إطار جديد للتحرر"، وتحدّث مهند عياش عن "السيادة وعدم التقسيم: النضال من أجل التحرير وما بعد الاستعمار لفلسطين".
أمّا المسار الثاني "إبادة التعليم في قطاع غزة (1)"، فقد ترأسته سامية بشارة، وشارك فيه رفعت صبّاح بورقة عنوانها "استجابة التعليم في قطاع غزة خلال العدوان الحالي: بين السياسات والخدمات المحلية والدولية في ظل التحديات الراهنة"، وشاركت ريام كفري-أبو لبن بورقة عنوانها "دور مؤسسات المجتمع المدني في الاستجابة للإبادة التعليمية في غزّة"، وشارك أحمد عاشور، عن بعد، بورقة عنوانها "مفهوم التحرّر والبحث عن ثوب جديد في سياق غزّة"، كما شاركت أسماء مصطفى، عن بعد أيضًا، بورقة عنوانها "معلّمو غزّة المبادرون: شموعٌ وسط الظلام".
وعُقِد المسار الثالث "التمثيل الرمزي للمقاومة الفلسطينية" برئاسة إسماعيل ناشف، وقد تضمّن مشاركة لأحمد دردير متمثّلة في "صورة المقاومة المثلى: (عدم) المعرفة وأيديولوجيا القسام"، وتضمّن كذلك ورقة لمجد درويش الذي ناقش "ما تخفيه الكوفية وما تكشفه؟ التاريخ الاجتماعي للكوفية والرجال خلفها"، فضلًا عن ورقة لكريم الحايس تحدّث فيها عن "الاختطاف الجمالي وتصفية استعمارية السينما: عن الحياة الأولى والأخرى للسينما الثورية الفلسطينية"، في حين تحدثت سنابل عبد الرحمن عن "الإمكانيات الجمالية في الصورة الفلسطينية الثورية".
وناقش المسار الرابع "القدس وسياسات المحو والمقاومة"، وقد ترأسه مجدي المالكي، وفيه قدّم منصور نصاصرة ورقة عنوانها "تشكل ’القدس العربية‘: رواية مطار القدس-قلنديا ( 1948-1967)"، ثمّ قدّم داود الغول ورقة عنوانها "إعادة تشكيل جغرافيا القيادة السياسية في القدس"، تلتها ورقة لصونيا سبينوزا نجار عنوانها "المجتمع المدني الفلسطيني والعواطف والصمود تحت الاستعمار الاستيطاني: حالة وادي حلوة".
عُقِدت الجلسة الثانية في اليوم الثاني (الرابعة في المنتدى)، في أربعة مسارات متوازية أيضًا. فقد انطلق المسار الأول "العرب الفلسطينيون في إسرائيل وسؤال المواطنة" برئاسة محمود محارب، وفيه قدّم إبراهيم خطيب ورقة عنوانها "الرعايا مفهومًا وممارسة في تجاوز المواطنة والهوية الوطنية: حالة الفلسطينيين داخل الخط الأخضر"، وتحدّث خالد عنبتاوي عن حالة فلسطينيي 48 في ورقته "من عتبة الوطن إلى مأزق المواطنة: قراءة في حالة فلسطينيّي الـ 48 الراهنة وجدلية الضبط والاحتواء"، وقدّم ضرغام سيف ورقة عنوانها "إعادة النظر في وضعية الفلسطينيين القانونية في إسرائيل".
وترأست دينا طه المسار الثاني، "المرأة الفلسطينية في زمن الإبادة الجماعية"، وشاركت خلود العجارمة في هذا المسار بورقة عنوانها "ما وراء الإبادة: التعدي الممنهج على خصوصية المرأة الفلسطينية خلال العدوان على غزة". وتضمّن هذا المسار أيضًا مشاركة لفردوس عبد ربه العيسى بورقة عنوانها "نساء غزة روايات للحاضر: معاناة ومطاردة للنجاة، تحليل مضمون وسائل التواصل الاجتماعي (يوتيوب)"، كما تضمّن مشاركة لرسمية عبد النبي بورقة عنوانها "المطرزات الفلسطينية: تجسيد للسيادة الفلسطينية الأصلانية".
أمّا المسار الثالث، فهو "الاستيطان في الضفة الغربية"، وقد ترأسه إبراهيم فريحات، وفيه تحدث حسين عيسه عن "الاستيطان الرعوي بالضفة الغربية وسيلةً جديدةً للاستيلاء على الأراضي". وفي هذا المسار، أيضًا، قدّم عمر الواوي ورقة عنوانها "البيانات وحوكمة المياه: استخدام تحليل الحوكمة لفهم تفاعلاتهما وأثرهما في فلسطين"، وشارك عبد القادر بدوي بورقة "تأثير منظمات المجتمع المدني اليمينية في السياسة الإسرائيلية: منتدى كوهيلت و’إم ترتسو‘ نموذجين".
وأمّا المسار الرابع، فهو "أدوات حرب الإبادة الجماعية على غزة"، وقد ترأسه تامر قرموط، وفيه قدّم علي الجاسم ورقة عنوانها "التجويع سلاح حرب: حالة غزة، فلسطين"، في حين نقدت عروبة عثمان، عن بعد، دراسات الصدمة من خلال ورقتها "في نقد دراسات الصدمة: الألم الاجتماعي موقعًا للفعل الاجتماعي والأمل في زمن الإبادة"، وناقش محمد أبو عرقوب موضوع الذكاء الاصطناعي ودوره إعلاميًا خلال العدوان الإسرائيلي في ورقته "فرص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز سرديات الإعلام الفلسطيني حول انتهاكات الحرب الإسرائيلية في غزة".
عُقِدت الجلسة الثالثة في اليوم الثاني، والخامسة في المنتدى، في أربع مسارات متوازية، وكان المسار الأول "اللاجئون الفلسطينيون وحق العودة: الذاكرة والمكان" برئاسة معين الطاهر، وفيها تحدثت دانا العزة عن "النشأة في ظل الاقتلاع من الجذور: تأثير التهميش في تشكيل الهوية الوطنية للشباب الفلسطينيين في لبنان"، وقدّمت هالة أبو زكي ورقة عنوانها "تل الزعتر: تاريخ منسي؟ العنف والذاكرة في مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان"، في حين تحدثت أريج جعفري عن "خيارات اللاجئين الفلسطينيين في العودة".
أمّا المسار الثاني "التمثيل الرمزي للمقاومة الفلسطينية: الأدب والتعليم والثقافة الشعبية"، فقد ترأسته ليلى عمر. وفي هذا المسار، قدّمت غادة الأطرش أطروحة عن "الأدب الفلسطيني وأدب السكان الأصليين في أميركا: مقاومة و’ذاكرة للنسيان‘"، وتحدث يان بوصة، عن بعد، عن "فلسطين العالمية ضد الجدار: فن الشارع أداة مقاومة يومية لإعادة احتلال الفضاء". وشاركت أسماء الشرباتي، عن بعد، بورقة عنوانها "تمثيل الأسرى والشهداء في الكتب المدرسية الفلسطينية: دراسة تحليلية نقدية لخطاب السلطة الفلسطينية".
وترأس المسار الثالث، "الشباب الفلسطيني والناشطية الرقمية"، أيهم السهلي. وفي هذا المسار، قدّم عمر أبو عرقوب ورقة عنوانها "دور منصة تيك توك في تفعيل حركة التضامن العالمية مع فلسطين خلال الحرب على غزة (2023-2024)"، ثمّ قدّمت نوين شريف ورقة تجيب عن السؤال: "كيف تؤثر التغطية المستمرة للإبادة الجماعية في غزة في الهوية الجماعية للشباب العالمي على وسائل التواصل الاجتماعي؟"، في حين اختتمت جالا رزق هذا المسار بورقة عنوانها "دراسة نفسية حول التفكير المستقبلي لدى الشباب الفلسطينيين: دروس في الصمود".
كان عنوان المسار الرابع "الحرب على الضفة وآليات السيطرة الاستعمارية"، وقد ترأسه رشاد توام. وفي هذا المسار، قدّم إبراهيم ربايعة ولورد حبش ورقة عنوانها "البنية التحتية سلاحًا: السلوك الاستعماري الإسرائيلي وتحولاته في جنين"، وقدّمت آيات حمدان ورقة عنوانها "حرب إسرائيل على مخيمات اللاجئين في الضفة: الاستعمار الاستيطاني وعقيدة الانتقام"، وناقش وليد حبّاس "إدارة الأصلانيين: استراتيجية الحكم الاستعماري الإسرائيلي في الأراضي المحتلة".
اختُتم اليوم الثاني من الدورة الثالثة للمنتدى السنوي لفلسطين بندوة عامة عنوانها "سياسة ترامب في عهدته الثانية تجاه القضية الفلسطينية: أيّ آفاق؟"، ترأستها ليلى سورا، وقدّم فيها أسامة أبو ارشيد مشاركة عنوانها "السيناريوهات المتوقعة نحو القضية الفلسطينية في إدارة ترامب الثانية"، وتحدثت تمارا أبو خروب عن "الولاية الثانية لترامب وحقوق الفلسطينيين: ضم الضفة الغربية ونهاية القانون الدولي والتوافق"، وقدّم يوسف منير ورقة عنوانها "ولاية ترامب الثانية: فلسطين في زمن الوحوش"، وتحدث طارق دعنا عن "ما بعد التطبيع التقليدي: اتفاقيات أبراهام في ضوء أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر".
عُقدت الجلسة السادسة للمنتدى في أربعة مسارات فرعية متوازية. ترأّس حيدر سعيد المسار الأول "الذاكرة الجمعية بين النكبة وحرب الإبادة الجماعية"، وشارك فيه أربعة باحثين. ركز حسني مليطات في ورقته على تأويل المعنى الذاكراتي لزمن النكبة، من خلال دراسة البُعد "الماورائي" في مجموعة من الأعمال السردية المكتوبة بالإسبانية. وفي السياق ذاته، استكشف أكرم الأشقر الإمكانات التحويلية لاستخدام الموسيقى في المسارات الصوتية للأفلام السينمائية بين عامَي 1968 و1982، مجادلًا بدورها في المقاومة الثقافية، وحشد الذاكرة الجماعية. واستعرضت تغريد السميري في ورقتها مفهوم النسيان الجمعي لدى الشعوب المستعمَرة بالتركيز على تجربة الفلسطينيين في الفضاء الرقمي. أما حورية بن علي، فتناولت كيفية توظيف كل من ألمانيا وفرنسا الذاكرة الجمعية وأنماط الحجج ذات الدوافع التاريخية، لتبرير سياساتهما الخارجية في كل من حالتَي كوسوفو وغزة.
وفي المسار الثاني "الإبادة الجماعية ونظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد"، الذي ترأسه نديم روحانا، وقُدمت فيه أربع أوراق، تناول مايكل فيشباخ محاولات أنصار إسرائيل الهجوم على مصطلحَي "التقاطعية" و"الاستعمار الاستيطاني" ونزع الشرعية عنهما في سياق الحرب اللغوية. في حين حلّل جواد إقبال منطق الحداثة الليبرالية الذي يشكل الأساس لكل من الصهيونية ونظام الفصل العنصري، وذلك من خلال حالتَي فلسطين وجنوب أفريقيا. وبيّن إميل بدارين أن سياسة الاعتراف الاستعماري الاستيطاني عامة والصهيونية خاصة تمثل مضمارًا رئيسًا للدفع نحو محو السكان الأصليين عبر بناء هياكل معيارية تبيح ممارسات محوهم، واستعرض مصطفى بوصبوعة في ورقته مسارات الاستعمار وسرديات النضال بين كل من الجزائر وجنوب أفريقيا في دعمهما القضية الفلسطينية.
ضم المسار الثالث "إبادة التعليم في قطاع غزة (2)" أربع أوراق، وترأّسته أمل غزال. استعرض نصر الدين المزيني في ورقته واقع التعليم الجامعي وتحدياته في غزة أثناء الحرب، وحللّت سناء أبو دقة تحديات واستراتيجيات التكيف للتعلم عن بُعد في غزة خلال الحرب، واستكشفت، في السياق ذاته، تهاني الدحدوح دوافع التعلم في ظل الإبادة الجماعية في غزة، بينما استعرض فايز الهندي في ورقته مجموعة من المبادرات الوطنية لتعزيز قدرة الطلاب على الوصول للتعليم.
وترأست عرين هوّاري المسار الرابع "التحولات في المجتمع والدولة في إسرائيل في ظل حرب الإبادة على قطاع غزة"، وشارك فيه أيضًا أربعة باحثين. تناول مهند مصطفى في ورقته ظاهرة صعود النزعة الميليشيوية في إسرائيل إثر العدوان الأخير على غزة، بالتركيز على ميليشيات المستوطنين المسلحة في الضفة الغربية، وركز امطانس شحادة على كيفية تعامل تحالف اليمين الحاكم في إسرائيل مع أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، في حين ناقش جاكي خوري الحرب على غزة 2023 وانعكاسها على المشهد الإسرائيلي في ثلاثة مستويات: المجتمعي، والسياسي، والعسكري. أما علاء محاجنة ومازن المصري فتناولا في ورقتهما التغييرات التي طرأت على مكانة الفلسطينيين في إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وتحولهم من حالة الحقوق المشروطة إلى حالة اللاحقوق.
عُقدت الجلسة السابعة للمنتدى في ثلاثة مسارات فرعية متوازية. نظم معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني – ماس المسار الأول "الآثار الاقتصادية للاستيطان في الضفة"، وترأّسه وليد حباس، وقدم فيه أربعة باحثين أوراقهم. درست أنمار رفيدي وملكة عبد اللطيف في ورقتهما المقدمة عن بُعد الديناميكيات الاقتصادية والاجتماعية للقرى والبلدات المقدسية عقب التوسع الاستيطاني، وقدمت وفاء البيطاوي ورقة سياسات تشخص مستويات الدخل والفقر لدى النساء الفلسطينيات العاملات في المستوطنات الإسرائيلية، وتقترح سياسات هادفة إلى تعزيز فرص العمل المحلية طويلة الأجل. أما وليد حباس وجمانة جنزاره، فحللا في ورقتهما الآثار الاقتصادية للمناطق الصناعية الإسرائيلية في الضفة الغربية، بينما قدم أحمد علاونة في ورقته منصة رقمية تعرض تفاعليًا خريطة الاستيطان الإسرائيلي في الأرض المحتلة منذ عام 1967.
وفي المسار الثاني بعنوان "غزة ما بعد العدوان: نظرة مستقبلية"، الذي ترأّسه عماد قدورة، قدم ثلاثة باحثين أوراقهم. عرضتت ساحرة بليبلة ومها السمان في ورقتهما إطارًا نظريًا يهدف إلى "العمران العلاجي" ويدمج بين إعادة الإعمار بعد الحرب وآليات التعافي في قطاع غزة، وناقش محمد السوسي وبسنت الغنيمي في ورقتهما، التدهور البيئي المتعمّد في قطاع غزة، وتدمير الموارد الحيوية بوصفه عقابًا جماعيًا، داعيَين، في سياق إعادة الإعمار، إلى إعطاء استعادة النظم البيئية الأولوية. بينما قدم محمد دريدي في ورقته قراءة للآثار الديموغرافية للعدوان الإسرائيلي على سكان قطاع غزة، مستشرفًا التأثيرات التي ستشمل التركيب العُمري لسكان القطاع.
وبرئاسة حازم رحاحلة، انعقد المسار الثالث "في الاقتصاد الفلسطيني وتداعياته"، وضمّ ثلاث أوراق ركزت على الاقتصاد الفلسطيني. ناقش ماهر الكرد في ورقته مسؤولية إسرائيل عن التعويضات الاقتصادية الناجمة عن حرب تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفقًا لأحكام القانون الدولي. وقدم أنس اقطيط، في ورقته عن بعد، فهمًا معمقًا للديناميات التي تحكم الجباية، وتوليد الإيرادات العامة، وتقديم الخدمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وناقشت غادة السمّان في ورقتها مفهوم البيروقراطية النيوليبرالية، هادفةً إلى فهم واقع الضفة الغربية من خلال استراتيجيات هيمنة البيروقراطية النيوليبرالية في رام الله.
عُقدت خلال اليوم الثالث ورشة عمل مغلقة حول قطاع غزة تحت حكم حماس في الفترة 2007–2023، تألفت من ثلاث موائد مستديرة، وشارك فيها مجموعة من الباحثين، والخبراء، والناشطين، والإعلاميين. ترأس طارق حمود المائدة المستديرة الأولى التي ركزت على موضوع "المجتمع والثقافة"، وترأس هاني عوّاد المائدة المستديرة الثانية "النظام الاستعماري الدولي والإقليمي"، أما الثالثة فترأستها أندريا تيتي، وتمحورت حول موضوع "الاقتصاد والإدارة".
نظّم المنتدى في نهاية اليوم الثالث ندوة عامة بعنوان "العدوان الإسرائيلي على غزة: سيناريوهات ما بعد حرب الإبادة" ترأّستها لورد حبش. وتحدّث فيها علي شعث وعائد ياغي وهاني المصري وطارق حمود عن سيناريوهات عديدة لما بعد حرب الإبادة ومستقبل غزة، متناولين الخيارات السياسية وأبعادها وتأثيراتها الإقليمية في مستقبل غزة، والاستراتيجيات المطلوبة لتعزيز الصمود الفلسطيني لمواجهة المخططات الإسرائيلية للتهجير. وتناولت الندوة أيضًا المشاريع الأميركية - الإسرائيلية لليوم التالي في غزة، فضلًا عن مستقبل حماس. وأعقب ذلك نقاش ثري، شارك فيه أكاديميون وصحافيون وناشطون، تعرّضوا فيه لجملةٍ من القضايا والأسئلة حول السيناريوهات المتوقعة لما بعد حرب الإبادة في غزة.
المنتدى السنوي لفلسطين