Author Search
​أستاذ مشارك ورئيس برنامج علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في معهد الدوحة للدراسات العليا. 
Author Search
​أستاذ الأدب العربي الحديث والأدب المقارن في معهد الدوحة
Author Search
أستاذ الفلسفة في معهد الدوحة للدراسات العليا، ومدير تحرير دورية "تبيّن " للدراسات الفلسفية والنظريات النقدية، 
Author Search
باحث في المركز العربي ورئيس تحرير دورية "سياسات عربية"، 
Author Search
​أستاذ علم
الاجتماع والأنثروبولوجيا في معهد الدوحة للدراسات العليا، حاصل على
الدكتوراه في علم الاجتماع
Author Search
أستاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية وبجامعة قطر. يهتمّ بسيميولوجيا الأمكنة والتعبيرات الاحتجاجية.
Author Search
عالم أنثروبولوجي مغربي، أستاذ في جامعة برنستون في الولايات المتحدة. 
الدكتور إسماعيل الناشف يفتتح قراءات السيمنار
من اليمين الدكتور عبد الله حمودي، والدكتور أيمن الدسوقي، والدكتور حيدر سعيد، والدكتور رشيد بوطيب
الدكتور أيمن الدسوقي أثناء تقديمه قراءته
الدكتور مولدي لحمر يقدم قراءته
صورة عامة للحضور المشارك في السيمنار
زاوية أخرى من الحضور المشارك في السيمنار

عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة بالشراكة مع برنامج علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بمعهد الدوحة للدراسات العليا، يوم الخميس 28 آذار/ مارس 2019، حلقةً نقاشية استضافت ثلة من باحثي المركز العربي وبعض أساتذة علم الاجتماع بمعهد الدوحة للدراسات العليا، وكان محور السيمنار هو مناقشة كتاب المسافة والتحليل: في صياغة الأنثروبولوجيا عربية للدكتور عبد الله حمودي، الصادر عن دار توبقال بالمغرب، وأدار الجلسة الباحث في المركز العربي الدكتور مراد دياني.

استهل الدكتور إسماعيل ناشف مداخلته بتأكيد أهمية ما قدمه حمودي من تأسيسه لفضاء معرفي متنامٍ ومتواتر يبدأ من الأنثروبولوجيا ولكنه لا ينتهي إليها. واعتبر أن فهم الكتاب يضطرنا إلى موضعته في سياق سلسلة نسقية، وهذا بحكم مفصليته في المدونة الأنثروبولوجية؛ فقد استند ناشف في ذلك إلى ثلاثة كتب مركزية لعبد الله حمودي؛ هي الشيخ والمريد والضحية وأقنعتها وحكاية حج: موسم في مكة، معتبرًا أن حمودي استند إلى بنية أساسية تتراكم عليها معارف مختلفة، وهذه البنية هي علاقة قوة محددة بين مستويين: مستوى سائر مسيطر ومستوى تابع، وإلى فكر نقدي متجذر يقر بضرورة وضع "تماسف" خارج عن الظاهرة والعمل على تشخيصها بعد ذلك. واقترح إجهاض المسافة والإبقاء على حميميتها، ولكن ليس لنفي المسافة، وإنما للمراوحة في الوجود كشرط معرفي.

أما أيمن الدسوقي، فانطلق من تأملات عميقة تمخضت عن قراءته لكتاب عبد الله حمودي، وكذا إيمانه العميق بمشروع حمودي الفكري الذي بدأ من عبورٍ أنثروبولوجي من دون الانتهاء إليه وإبراز سمة التقاطع مع الأدب المقارن؛ ذلك أننا لما ننكص القهقرى بمنحى التاريخ، نجد فيه الكثير من التقاطعات بين الأدب المقارن والأنثروبولوجيا، وهذا التقاطع الذي تولدت منه لغة مفاهيمية تنطلق من دراسة خصوصية الظاهرة، حيث لا يكفي استكشاف خصوصية الممارسة المعرفية، بل لا بد كذلك أن تتحاور مع اللغة المفاهيمية التي تولد الحقل المعرفي.

واعتبر رشيد بوطيب أن الشيخ والمريد هو أهم ما أنتج في الأنثروبولوجيا المغاربية؛ إذ ناقش فيها مفهوم اللغة العربية ودورها بوصفها وسيلة للتحرر وبناء مفهوم النقد المزدوج، وأن العلوم الاجتماعية والإنسانية لا ترتبط بالهوية، بل بأسئلتها. كما انتقد مقاربة حمودي المنادية بالنأي عن التفكيكية، مؤكدًا لزومية حضورها، واعتبر أن التبعية تبرر الاستبداد أو تسكت عنه.

أما الدكتور حيدر سعيد، فأكد أن الكتاب يناقش إشكالية سؤال تأسيسي للمركز العربي، أي ما معنى إنتاج معرفة باللغة العربيّة، كما يناقش إشكالية توطين المعرفة، فالكتاب أشبه بالعصف الذهني، وأنه ينبغي أن تتبعه كتب أخرى سواء لحمودي أو لغيره. ويستعيد حمودي نقاشًا أنثروبولوجيًا يعود إلى الثمانينيات، حول إمكانية إنتاج أنثروبولوجيا محلية. كما تحدث عن العلاقة مع التراث المحلي، معتقدًا أن العلاقة الأولى هي علاقة الإنتاج المعرفي للناس العاديين. أما العلاقة الثانية، فهي الخروج نحو مفهوم خارجي.

واعتبر الدكتور المحسن بوعزيزي أن مشروع حمودي هو مشروع للدفاع عن أنثروبولوجيا عربية خرجت من رحم الهموم العربية ومكتوبة بلغة عربية لديها حميمية مثيرة مع المحلي، يصبح معها الواقع كمفهوم والواقع كلغة. وأشاد بقيمة وأهمية كتاب حكاية حج الذي وضح منهجية حمودي، وهو يؤكد مفهومية الابتعاد في أقصى الحميمية؛ فهو رحلة خلاص، ورحلة أنثروبولوجي مسلم، وكان حمودي متأثرًا بكتاب كلود ليفي ستراوش مداريات حزينة الذي اشتهر بعبارة ستراوش "أنا أكره السفر والاستكشاف"، والذي حاول فيه النأي بالحضارة الغربية الأوروبية من عقدة المباهاة بالتفوق والسمو والمركزية في التفكير والتنظير المعرفي، مُموضعًا إياها في مواجهة باقي الحضارات البشرية الأخرى، مقتنعًا ومبرهنًا ومؤكدًا في نهاية المطاف بأن الحضارة المتفوقة والسؤددية هي تلك الحضارة التي لها إمكانية الانفتاح على التحاور والتقاطع والتواشج والحميمية مع حضارات إنسانية أخرى، بغض النظر عن الفاعل التكنولوجي والتقني وعدم اعتباره قاعدة جوهرانية ومفصلية في الرفع من قيمة حضارة بشرية مهما كانت.

أما مولدي الأحمر، فتطرق إلى التحرر من المعرفة الكولونيالية؛ وذلك بتأزيم المنهج، معتقدًا أن القضية الأساسية التي تجلب الانتباه هي في محاولة تجاوز المعارف الكولونيالية بتأزميها، بشرط البحوث الميدانية، إضافة إلى أن تأزيم المعرفة يكون بإخضاعها للبحث الميداني. كما تناول الأحمر سؤالًا موضعه الحميمي: هل هي عملية يمكن أن تذهب بجزء من الحميمي، وبما يمكن أن يكون مسكونًا.

وتبع مداخلات الباحثين تعقيبًا من الأستاذ عبد الله الحمودي أكد فيه أن إنتاجه المعرفي إنتاج إمبريقي بالأساس وهذا ما تجلى في الكتابة عن القبيلة؛ إذ قال إنه يجرب كيف يكتب في المسألة، ويقوم بتجارب لغوية وتاريخية حولها. كما أكد ضرورة إعادة النظر في المنهج، لكن ليس عبر ضرب الحائط بالمعارف الكولونيالية، وإنّما بإعادة النظر فيها. وألح على ضرورة تأسيس أنثروبولوجيا جديدة عربية يمكن أن تؤسس لمدرسة تتعلم منها الأنثروبولوجيا الفرنسية والأنجلوسكسونية.