استضاف برنامج السيمنار العلمي الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يوم الأربعاء 18 كانون الثاني/ يناير 2017، الدكتور المُعتزّ بالله السَّعيد، الخبير اللُغوي الحاسوبي بمعجم الدوحة التاريخي للّغة العربية. وقد تناول السيمنار موضوع "الصِّناعات اللُّغَويَّة العربيَّة: الواقع والآفاق".
عرضَ الباحثُ في مُحاضرته مفهومَ الصِّناعة اللُّغويَّة وميادينها وحُقُولها، وتناولت المُحاضرةُ تقييمًا لعناصر الصِّناعة اللُّغويَّة الثَّلاثة (الباحث اللُّغويّ، والمورد، والمُنتَج) من حيثُ الجودة والتَّأثير والقيمة السُّوقيَّة. كما عرضَت المُحاضرةُ إشكالات التَّكوين المعرفيّ لدى الباحث اللُّغويّ، وأثر ذلك على الصِّناعة اللُّغويَّة العربيَّة. وعرضَ الباحثُ بعضَ تجارب الصِّناعات اللُّغويَّة العربيَّة، مع مُقارنتها بمثيلاتها في اللُّغات الأخرى.
وأشارَ الباحثُ إلى وُجود علاقةٍ طرديَّة بينَ تكوين الباحث اللُّغويّ وقيمته السُّوقيَّة؛ إذ تزدادُ هذه القيمةُ بتنامي مهاراته وقُدرته على استثمارها. كذلكَ فقد أشارَ الباحثُ إلى وُجود فجوةٍ بينَ الصِّناعات اللُّغويَّة العربيَّة ومثيلاتها، نتيجةَ التَّركيز في العربيَّة إلى التَّرويج لمُنتجات الصِّناعة، دونَ إنجازٍ يُصاحبُ الإعلانَ عنها.
وانتهى الباحثُ إلى أنَّ الواقعَ يفرضُ علينا أن نضعَ إطارًا لانتقالٍ حقيقيّ من استهلاك الصِّناعات اللُّغويَّة إلى إنتاجها، ومن طلب المعرفة لغاية المعرفة فحسب إلى طلب المعرفة لغاية التَّنمية والاستثمار، ومن المفعوليَّة في الاستسلام لواقع الصِّناعة إلى الفاعليَّة في بناء مُستقبلها.
وقد تلا المحاضرة نقاشٌ عام أسهم فيه جمهور الحاضرين.
