Author Search
أستاذ مساعد في قسم الدراسات العربية في جامعة برلين الحرة بألمانيا، وباحث زائر في المركز العربي للأبحاث والدراسات. تتركز اهتماماته البحثية في التاريخ الفكري والثقافي للحضارة العربية الإسلامية، حصل على درجة البكالوريوس من الجامعة الأردنية بعمان، وعلى درجة الماجستير في تاريخ الأديان من جامعة لايدن بهولندا، وعلى درجة الماجستير في الدراسات اليهودية والعبرية من جامعة أكسفورد. كما حصل على درجة الدكتوراه من جامعة برلين الحرة بألمانيا.
الدكتور إسلام دية متحدثًا والدكتور حيدر سعيد رئيسًا لجلسة السيمنار
الدكتور إسلام دية
الدكتور حيدر سعيد
الدكتور إسلام دية أثناء تقديم العرض
الحضور المشارك في السيمنار
زاوية أخرى للحضور المشارك في السيمنار

استضاف برنامج السيمنار الأسبوعي الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، الدكتور إسلام دية، الباحث الزائر بالمركز، والذي قدّم محاضرةً بعنوان "في صلة الإسلام بإصلاح المسيحية".

انطلق الدكتور إسلام دية من كتاب "صلة الإسلام بإصلاح المسيحية" لأمين الخولي، الذي طبع سنة 1939، عقب مشاركة الخولي في المؤتمر السادس لتاريخ الأديان في مدينة بروكسل ببلجيكا صيف 1935 بمعيّة شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق (شقيق علي عبد الرازق صاحب كتاب "الإسلام وأصول الحكم"). ورأى الباحث أن المؤتمر كان بمنزلة محفل مهّم بالنسبة إلى الأوروبيين؛ نظرًا إلى تزامنه مع فترة عصيبة في تاريخ أوروبا (ما بين الحربين العالميتين)، وكذا لأبناء المستعمرات الذين وجدوا فيه مناسبة عالمية للمساهمة في النقاشات المتعلّقة بالتقدم والعلم والتحرر الإنساني، والتعبير عن موقف مستقل فكريًا وسياسيًا عن الخطاب الاستعماري المهيمن.

تجاوز الباحث وضع كتاب الخولي في سياقه التاريخي العام، فأشار إلى أنّ فكرة البحث ولدت عقب زيارة مطوّلة قام بها الخولي إلى روما، اكتشف فيها وجود نسخ مترجمة عن القرآن تتزامن مع فترة إصلاح المسيحية. وقد ذهب الباحث في حفره التاريخي نحو موضعة البحث في تاريخ الفكر، فتطرّق إلى ربط محمد عبده بين الإسلام والمسيحية، وجهود باحثين غربيين اهتموا بالموضوع وأغنوه، من دون أن ينزع صفة الطرافة والجدّة عن عمل الخولي. وهو في رأيه عمل قصير تمّ إعداده بمناسبة المؤتمر المذكور أعلاه، وتحوّل لاحقًا إلى كتاب يشمل الاتصال المادي والمعنوي بين الإسلام والمسيحية، وكذا نتائج هذا الاتصال وتمظهراته في الإصلاح المسيحي في نسخته اللوثرية.

وفكّك الباحث المدوّنة البحثية لعمل الخولي وأطروحته الرئيسة؛ حيث أشار إلى "صلة الإسلام بإصلاح المسيحية"، فاعتمد على دراسات أوروبية وعربية تُعنى بتاريخ الكنيسة والمذاهب الإسلامية وعصر النهضة. أمّا أطروحة الكتاب الرئيسة فقد تمحورت حول الكشف عن الصلات التاريخية بين الثقافة الإسلامية وحركة الإصلاح البروتستانتية. ومن بين الملاحظات النقدية التي أشار إليها الباحث، أنّ بحث الخولي خلا من عامل الإصلاح الكاثوليكي؛ أي التجارب الإصلاحية الكاثوليكية التي كانت أقلّ عنفًا من تجربة لوثر.

وعقب انتهاء المحاضرة، فتح الباب أمام الحضور من باحثي المركز وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلّابه، لتقديم مداخلاتهم وطرح أسئلتهم، فأجاب عنها الباحث على مرحلتين لغزارتها وفتحها زوايا نقاش جديدة.