استضاف برنامج السيمنار الأسبوعي الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يوم الأربعاء 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 الدكتور مهند مبيضين، الباحث الزائر في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وأستاذ التاريخ العربي الحديث في الجامعة الأردنية. وقد تناولت محاضرته موضوعًا بعنوان "من الأدب إلى التاريخ: دمشق في مخطوط 'الكشف والبيان'" للصيداوي.
وقد أبرز الباحث أنّ أهمية مخطوط "الكشف والبيان" تكمن في أنّه يشكّل نصًّا موازيًا للتاريخ اليومي من باب الآداب والأخلاق، ومتضّمنًا لبعض التواريخ عن حوادث مفقودة في سجل اليوميات الشامية، وهي تغطي السنوات التي تلَت انتهاء حكم أسعد باشا العظم وتولي حسين باشا مكي، وتندرج في السياق العامّ ضمن حقل التاريخ والأدب والأخلاق، كما أبرز الباحث العلاقات الاجتماعية وأخلاقيات المجتمع، وأظهر مواقف الناس منها.
وقد عدّ الباحث المخطوط نصًّا أخلاقيًا، له في الآن ذاته محمولات تاريخية تنقُل لنا حياة الناس الاجتماعية وعلاقاتهم، وتبوح في صورتها العامة بموقف كاتبها الذي رسمَ مشاهداته وأحوال زمانه وتجارب الناس، ونقَل إلينا بعض أخباره "ممن وثق بهم وتحرّى صدقهم"، والتي دوّنها بصيغة نصٍّ أخلاقي وعظي وبلغةٍ لا تخلو من الألم والتحسّر، ذاكرًا أحوال الناس وصفاتهم وما شاع في عصره من عادات وأخلاق وأحداث جسامٍ.
ثمّ استعرض الباحث العديد من الوقائع التي أشار إليها الصيداوي في مخطوطه، كما عاد على بدءٍ إلى نُسخ المخطوط الثلاث التي هي بحوزته (نسخة دار الكتب الظاهرية بدمشق، ونسخة دار الكتب القومية في مصر، ونسخة مركز المخطوطات والتراث والوثائق في الكويت)، عارضًا لخصائصها على التوالي وللفروق في ما بينها، ليختم المحاضرة بالحديث عن سبب التأليف وعنوان المخطوط.
وبعد محاضرة الدكتور مبيضين كان للأستاذ محمد جمال باروت، الباحث المشارك ومدير قسم الأبحاث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، تعقيبٌ استعرض فيه عدة جوانب من المخطوط، مركّزًا على نحو أساسي على مناقشة موضوع جنس المخطوط، إذ يتداخل الجنس الأدبي – الغالب – مع الجنس التاريخي والجنس الأخلاقي.
وقد أعقب ذلك نقاش عامّ شارك فيه جمهور الحاضرين.
