Author Search
​مؤرخ وباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

سيمنار شمس الدين الكيلاني

قدّم الأستاذ شمس الدين الكيلاني، الباحث بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ورقة عن "صورة العالم لدى العرب في العصر الوسيط" ضمن الموعد الأسبوعي لسيمنار المركز العربي الذي يعقد كل خميس. وحاول الباحث في ورقته الاستقصاء عن المعارف والتصوّرات التي اختزنتها الثقافة العربية الوسيطة في متون مكتبتها الغنية، في فروعها المختلفة، واستجلاء معالمها ودلالاتها وأبعادها. فبدأ أولًا بالعودة إلى الجذور والعوامل التي ساهمت في تركيب صورة الثقافة العربية إلى الكون والعالم؛ لينتقل بعدها إلى الرؤية العربية الوسيطة (الكونية) المتردّدة بين نظرية خلق الكون، ونظرية الفيض، ونظرية قِدَم العالم الرشدية، والسّبر عن متخيّلهم عن الكون الكوكبي المحيط بهم، وعن علاقته بعالمهم الأرضي والإنساني.

ثم توقف المحاضر طويلًا في المحطة الثالثة ليبحث في أروقة الثقافة العربية الزاهية بالمعاني، والحفر عن تلافيف الرؤية العربية الوسيطة للعالم، بدءًا من العالم الأرضي وتكوينه، وطريقة تقسيمهم للأرض الكروية في ربوعها المختلفة، بين برّها وبحرها وجبلها وأنهارها، المقدّس منها والدنيوي. فاستقرأ المحاضر بعدها عن نشأة البشر في محطاتهم الكبرى: آدم، ونوح وتفرّع السلالات البشرية وتوزّعها في ربوع العالم المعمور من الأرض، وصولاً إلى محطة إبراهيم أبو الأنبياء وجدّ النبي محمد (ص)، والنظر في حال الأمم التي تفرّعت إليها سلالة نوح، ومن يعيش في وسط العالم، ومن يعيش على أطرافه المترامية، والنظر في معايير الثقافة العربية في موقفها من الأخر الذي يشارك العرب المسلمين في عمارته.

وختم الأستاذ الكيلاني الورقة بالإشارة إلى أنّ العرب في القرن السادس عشر شرعوا بالتراجع والتردد أمام تقدم الغرب، وتراجعت قدرتهم على رؤية التبدّلات العالمية في القوى حتى أن ابن أياس تحدث عن العالم بلغة من يعيش في القرن العاشر ميلادي. على الرغم من أنّ ابن خلدون تكلّم عن بداية صعود أوربا ثقافياً في الشمال.