Author Search
باحث زائر في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وأستاذ التاريخ العربي الحديث في الجامعة الأردنية. 
Author Search
المحرّر العلمي في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. عمل مديرًا ومستشارًا في عدّة مشاريع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا. له العديد من الدراسات والبحوث في مجالات التعليم، والتنمية البشرية، والتنمية والسكّان، والهجرة الخارجية السوريّة، والاستشراف المستقبلي لمسارات التنمية. وهو مختص بالتاريخ الاجتماعي والسياسي السوري الحديث. شارك في تأليف أكثر من ثلاثين كتابًا مؤلِّفًا، أو مؤلِّفًا أساسيًّا، أو مؤلِّفًا مشاركًا.
مهند مبيضين
جمال باروت (أقصى اليسار) معقبا على ورقة مبيضين
جانب من السيمنار
مهند مبيضين وهو يرد على أسئلة وملاحظات الحضور
تلا العرض نقاش بين المحاضر والحضور

استضاف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يوم الأربعاء 18 نيسان/ أبريل 2018 ضمن برنامج السيمنار الأسبوعي الدكتور مهند مبيضين، أستاذ التاريخ العربي الحديث في الجامعة الأردنية، والأستاذ الزائر بقسم التاريخ في معهد الدوحة للدراسات العليا، الذي قدّم محاضرةً بعنوان "فيصل بن الحسين: اليوميات المفقودة".

وقد استهلّ المؤرّخ الأردني عرضه بتأكيد أهمية الحديث عن تجربة حكومة فيصل بن الحسين في سورية وإقامة مملكته العربية (1918-1920) كما تحدّث هو نفسه عنها، وهي التي طالما تحدث عنها الآخرون؛ سواء من خلال أعمال علمية، أو مذكرات رجال الحركة العربية، أو من عمل معه إبّان حقبة حكمه في سورية، أو لاحقًا في العراق. ويأتي ذلك بمناسبة مرور مئة عام على تنصيب تلك الحكومة.

وفي هذا الصّدد، كشف مهند مبيضين عن نصٍّ لفيصل بن الحسين بخطّ يده، لم ينشر سابقًا، وهو يومياتٌ تبدأ في الأول من كانون الثاني/ يناير 1921، وحتى 14 نيسان/ أبريل 1921، يسرد فيها ما حدث معه في الغرب لأجل القضية العربية بعد خروجه من سورية، وما تعرض له من ضغوط حول ما سماه "المقاولة" التي عرضت على مؤتمر الصلح، ولاحقًا قيل إنها اتفاقية مع وايزمن، وما جرى له مع لورنس وممثلي الخارجية البريطانية، حول مستقبله السياسي ومستقبل شرق الأردن، ومخاوفه من قبول شرق الأردن بتسوية سريعة، بعد انتهاء مؤتمر القاهرة ولقاء شقيقه عبد الله مع تشرشل في القدس في 28 آذار/ مارس 1921، إلى جانب ما يسرده عن رحلته على متن الباخرة "مالوا" متوجهًا إلى مصر ولقاء لورنس في بور سعيد.

كما أوضح الباحث أنّ فيصل بين الحسين كان قد كتب مذكراته باللغة الإنكليزية عن تجربته في سورية أثناء بقائه في إيطاليا لمدة أربعة أشهر بعد خروجه من سورية. وعبر أحد رجال الحركة العربية، وصلت نسخة منها إلى الصحفي سامي الشمعة الذي ترجمها ونشرها، قبل عام 1940، وأعاد الباحث مبيضين نشرها وتحقيقها عام 2017. لكن تلك المذكرات خاصة بالقضية السورية حتى مغادرة فيصل درعا. أما النص الذي عرضه مهند مبيضين في المحاضرة وهو بصدد تحقيقه، فهو لم ينشر سابقًا، ولا يعرف عنه إلا من كان مع فيصل في لندن وفاوض معه في رحلته بعد أن "مكث أربعة أشهر في لندن". وقد أجرى خلالها مباحثات مع رجال الإدارة البريطانية حول القضية العربية ومستقبله السياسي، وفيها تقييم للمرحلة التي عاشها في أوروبا متطلعًا إلى العودة من دون خسارة جديدة. وفي هذا النص، يكشف فيصل عن خيبة أمله في وعود الغرب، وحرجه تجاه ما يصله من مطالب والده، وما يسيء إليه "من مدّعي الوطنية وهم بعيدون عنها وعن السياسة العمومية، مما يجعلهم يرون الحقائق على غير شكلها، فيسؤني سماع أقوال بعض السوريين وخدشهم في شخصي ...". وفي اليوميات أيضًا توثيق وسرد عن الاتصالات التي أجراها في الغرب، والتي تظهر شخصيته القلقة آنذاك، ومواقفه من النخبة العربية التي عملت معه في سورية، ورفض الفرنسيين له، وتعويله الكبير على صداقة لويد جورج.

وقد أعقب محاضرة الدكتور مبيضين تعقيبًا للأستاذ محمد جمال باروت، الباحث المشارك ورئيس قسم الأبحاث في المركز العربي، تناول فيه مجموعة من القضايا المنهجية والتحليلية ذات الصلة بالمخطوطة.

وفي الختام، دار نقاش ثريّ بين الباحث والحضور في موضوع البحث.

Faysal-BenHusein-Memories.jpg

صفحة من مخطوطة يوميات فيصل بن الحسين (كانون الثاني/ يناير - نيسان/ أبريل 1921)