Author Search
أستاذ الأدب المقارن بمعهد الدوحة للدراسات العليا
تساءل الباحث: هل الحكاية الفلسطينية كافكاوية؟
تساءل الباحث: هل الحكاية الفلسطينية كافكاوية؟
عاطف بطرس العطار
عاطف بطرس العطار
ناقش عاطف بطرس العطار  فكرة إن كان كافكا
ناقش عاطف بطرس العطار فكرة إن كان كافكا "نبي الهولوكوست"
تبع العرض نقاش ثري مع الحاضرين
تبع العرض نقاش ثري مع الحاضرين

استضاف برنامج سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يوم الأربعاء 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، أستاذ الأدب المقارن بمعهد الدوحة للدراسات العليا، الدكتور عاطف بطرس العطار الذي قدم محاضرة بعنوان "كافكا وقصص فلسطينية أخرى".

وعلى خلفية مشروعه البحثي "كافكا في الفكر العربي"، والذي سيصدر قريبًا في كتاب، خص الباحث هذه المحاضرة برسم بعض مسارات هذه العلاقة المرتبكة، علاقة كافكا بفلسطين، وسيناريوهاتها وترتيباتها.

استهل الباحث عرضه بطرح الأسئلة التالية: ما علاقة كافكا بفلسطين؟ وهل الحكاية الفلسطينية كافكاوية؟ أم هل أن قصص كافكا فلسطينية كما اقترح الكاتب وديع سوداح في مجموعته القصصية: كافكا وقصص فلسطينية أخرى؟ وهل ينام كافكا تحت جلد كل مثقف عربي وفلسطيني؟ هكذا كتب محمود درويش في قصيدته "بيروت" في العام التالي للاجتياح الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية:

"ووجدت كافكا تحت جلدي نائمًا

وملائمًا لعباءة الكابوس، والبوليس فينا"

ومن هو كافكا الفلسطيني الذي يصوره سميح القاسم في رسالته إلى محمود درويش قديسًا أو نبيًا يظهر فجأة ليعتلي منصة الأمم المتحدة ملقيًا كلمةً مقتضبةً على خلفية الكارثة الفلسطينية، "يلقي كافكا خطابه المرعب: ’ألم أقل لكم؟‘"؟ فهل حذرنا كافكا قبل مماته في عام 1924 مما سيحدث في فلسطين؟ أكان كافكا "نبي الهولوكوست" كما أراد أن يراه بعض النقاد، أم كان بالأحرى نبي النكبة، أم قديس الستينيات الذي تجلى للمثقفين العرب في زمن الهزيمة؟ ويجيب عاطف بطرس عن السؤال الأخير ضاربًا المثل بالأديب نجيب محفوظ الذي ربما عبّر عن هذه اللحظة التي وسمت بكونها "كافكاوية" عندما كتب: "عرفت كافكا قبل أربعين عامًا أو يزيد، لكني التقيت به عيانًا بعد هزيمة 67 بوجه خاص".

ويبرز العطار أن كافكا من المنظور العربي لم يبقَ ذاك النبي أو القديس المبجل فحسب، بل تجلى أيضًا في صورة الشيطان؛ لا سيما حين صوره بعض الكتاب العرب كاتبًا صهيونيًا، وذلك على خلفية وجوده في مدينة براغ وسط دوائر ثقافية صهيونية، وبين أصدقاء هاجر معظمهم فيما بعد إلى فلسطين. وأشار الباحث إلى أن كافكا فكر في السفر إلى فلسطين، غير أنه لم يفعل؛ وإنما سافرت أوراقه ومخطوطاته التي حملتها حقيبة نازح يهودي غادر براغ قبل أن يجتاحها الجيش النازي بلحظات في عام 1939، وبقيت معظم أوراق أديب براغ ذي الأصول اليهودية في فلسطين. عدّت هذه الأوراق إرثًا ثقافيًا في إسرائيل، وأودعت مكتبة إسرائيل الوطنية. أما النازح اليهودي، فهو صديقه ماكس برود الذي قدم كافكا للعالم فيما بعد على أنه صهيوني.

وفي ختام محاضرته، عاد أستاذ الأدب المقارن ليطرح أسئلة: كيف يمكننا الآن أن نفكر في كافكا عربيًا بعد نحو ثمانية عقود من الانشغال العربي به، انشغال يتأرجح بين الانبهار وصناعة أيقونة القداسة وبين الاتهام والتشكيك والرفض؟ وماذا يعني لنا اليوم، في لحظات قد تفوق في كارثيتها لحظة هزيمة الستينيات؛ أي في لحظات هزيمة الثورات والحروب الأهلية والقتل والدمار والتشرد واللجوء؟

وقد أعقب المحاضرة نقاش ثري أسهم فيه الحضور.