Author Search
أستاذ مشارك، وعضو الهيئة التنفيذية لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية. مختص في أصول النظرية النحوية وتحليل الخطاب بجامعة الأزهر الشريف؛ حاضر في جامعات الأزهر الشريف والإمارات العربية المتحدة وجامعة السلطان قابوس.
سيمنار
سيمنار "كيف صنع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية" هو الأول في سلسلة تخصص للمعجم
أبرز محمد الخطيب العمل الضخم الذي أنجزه فريق المعجم إلى غاية إصدار المدونة الأولى
أبرز محمد الخطيب العمل الضخم الذي أنجزه فريق المعجم إلى غاية إصدار المدونة الأولى
محمد الخطيب خلال عرض مداخلته
محمد الخطيب خلال عرض مداخلته
محمد الخطيب
محمد الخطيب
جانب من النقاش الذي تلا العرض
جانب من النقاش الذي تلا العرض
محمد الخطيب يرد على استفسارات الحضور وملاحظاتهم، وإلى جانبه عزالدين البوشيخي المدير التنفيذي للمعجم
محمد الخطيب يرد على استفسارات الحضور وملاحظاتهم، وإلى جانبه عزالدين البوشيخي المدير التنفيذي للمعجم
محمد الخطيب خلال النقاش مع الحضور
محمد الخطيب خلال النقاش مع الحضور
أحد المتدخلين خلال النقاش
أحد المتدخلين خلال النقاش

عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يوم الأربعاء 13 شباط/ فبراير 2019، حلقةً جديدة من برنامج السيمنار الأسبوعي، قدّم خلالها محمد الخطيب، الخبير اللغوي في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، محاضرةً بعنوان "كيف صُنع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية؟ من معضلة النص إلى دقة البناء".

ابتدأ الباحث محاضرته بتأكيد أنّ نهضة الأمم تستلزم "أن نخرج من ذلّ الأخذ إلى عزّ العطاء"، فـ "لم تُعرف أمّة بَنت حضارتها بعقول غيرها، ولا جدّدت معارفها بلغةٍ غير لغتها". وتعمّد الخطيب ألَّا يكون حديثه عن المعجم، بل في المعجم؛ إذ أوضح أنّ هذا المُنتج كان ثمرة عمل ثلّةٍ من المعجميين المرابطين من علماء العربية، الذين استلموا مسؤولية بناءِ معجمٍ تاريخيّ يتحرّى انتقاء الألفاظ وفق الضوابط المعجمية التي نُصّ عليها في الدليل المعياري.

كما أبرز الخبير اللغوي بعض الصعوبات التي كانت مُعْضِلَة النص العربي، وما فيه من الامتداد وتعدد المصادر، وأشار إلى أنّ المصادر غير المخدومة تمثّل 90 في المئة من تراث الأمة الذي لم يُحقّق، في حين أن المصادر التي حُقّقت تشتمل على العديد من الأخطاء، أو فيها إغفال متعمّد لما هو مُشكل، إضافةً إلى معضلة التصحيف والتحريف بسبب طبيعة اللغة الاشتقاقية، وتشابه رسم حروفها، وانزياح معاني الألفاظ، وانتقال المعنى من الحقيقة إلى المجاز.

وأكّد الخطيب أنّ ما تُرك من جذاذات لم تُنشر في المعجم، تخدم اللغة العربية بدقّة التحقيق، وتصويب ما حدث من تحريف، وأنها أسهمت في فرز المعاني والألفاظ بما يُحقق الدقّة المُثلى للمعجم. وردّ الباحث على من عابَ تعدّد المستويات في بناء المعجم في مرحلته الأولى بأنّ الغرض من ذلك كان تحصين اللفظ والمعجم، حتى لا يفرّ منه شيء، أو يدخل إلى المعجم ما هو ليس فيه، وأنّ سبب الفترة الزمنية التي احتاج إليها المعجم هو هذا البحث والتنقيب؛ على اعتبار أنّ البحث عن كلمة لم تُشرَح يأخذ مدّة من الزمن، يلزم بعدها معرفة المعنى؛ ممّا قد يضطرّ الباحث إلى التخلّي عن الجذاذة لأنّ المعنى مسبوق؛ لذا، فما كان للقائمين على المعجم أن ينقلوا كلمة من دون فقه معناها بدقّة. وأوضح أنه لا يوجد في العالم كله تخصصُ بناء المعجم التاريخي، ولا يوجد عالِمٌ دُرّب على التقاط الألفاظ ومعانيها؛ لأنّ ذلك يحتاج إلى عالم موسوعي ملمٍّ بعلوم اللغة وغيرها من العلوم الشرعية، وحتّى العلوم الطبيعية، وألفاظها التراثية.

وختم الخطيب بذكر الضوابط التي وُضِعَت في منهجٍ صارمٍ يعتمد على "المدونة التي حاولت، قدر استطاعتها، لملمة شتات تلك النصوص وترميزها ووضعها في سياقات مؤرخة بتواريخ وَفَيَات أصحابها"، وعرض آلية صياغة الجذاذة والمراحل التي تمرّ عبرها الكلمة. ثمّ أشار إلى دور المنصة الحاسوبية في تسهيل العمل على مئات العاملين في المعجم، وإتاحته لهم في أوقات مختلفة وبلدان متعددة. وأكّد أنّ هذا المعجم هو الأوّل في التاريخ؛ إذ اعتمد في بنائه من نواته الأولى حتى اليوم على الحاسوب، وأنه مُنجزٌ فريد في إصداره وشواهده ومعانيه وتأريخه لكل لفظ، وأنه بدأ يُمثّل إلهامًا للعلماء والمؤسسات العلمية في تجاربهم وإنجازاتهم العامة والخاصة.

بعد المحاضرة، جرى نقاشٌ ثريٌّ حول ما طرحه الباحث محمد الخطيب بين الحضور من باحثي المركز العربي وأساتذة معهد الدوحة وطلابه.