Author Search

​مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات - فرع بيروت.

خالد زيادة
جانب من الحضور في السيمنار عن بعد
خلال النقاش الذي تبع عرض المحاضر

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 14 نيسان/ أبريل 2021، الدكتور خالد زيادة، مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات - فرع بيروت، الذي قدّم محاضرة عنوانها "دراسة الهوية: مصر نموذجًا".

بدأ الباحث محاضرته بطرح مجموعة من الأسئلة الافتتاحية بشأن إشكالية الهوية الوطنية، منها: أيستند موضوع الهوية الوطنية إلى العلوم الإنسانية، أم الاقتصاد، أم إلى منظومة القيم؟ أَنَشأت الهويات مع بروز القوميات في أوروبا، أم أن بروز الفكر القومي هو حصيلة بروز هويات وطنية (لغوية وثقافية)، على حساب اللاتينية والكثلكة؟

وقد أوضح الباحث أنّ القراءة تُظهر في أدبيات الهوية أنها موضوع متغّير تبعًا للفترات الزمنية، والتحولات، والضغوط الداخلية والخارجية، كما أنها موضوع خاضع للتلاعب والاستناد إلى أساطير وتزوير واصطناع بطولات، على غرار ما نشهده اليوم من عودة في أوروبا إلى إبراز الهويات مع صعود اليمين والشعبويات والعنصرية؛ ما يعني أن النظرة إلى الهوية ومعالجتها تختلف من جيل إلى آخر، وتبعًا للدوافع والضغوط وأنماط التفكير؛ أي أنّ الهوية أمر مصطنع وغير مستقر في الكثير من الأحيان.


ثم انتقل الباحث إلى الهوية الوطنية في مصر، وبيّن أنّ بروز الأفكار والتوجهات التي تتناول هوية مصر يرتبط بتبلور الوطنية المصرية بين ثورة عرابي وثورة 1919؛ حيث كان الجدال حول انتماء مصر إلى رابطة إسلامية، أو أن هويتها تتمثّل باستقلالها عن أي ارتباط خارج حدودها. ومثّلت ثورة 1919 انتصار التوجه المصري على حساب الانتماءات الأخرى. كما أكد أنّ مصر التي لم تتأثر بالتيارات القومية العربية، التي ظهرت في المشرق، قد صاغت بعد ثورة 23 يوليو قوميةً عربية تقع مصر في قلبها وتمسك بقيادتها. لكنّ هزيمة حزيران 1967 أضعفت فكرة مصر العربية في التزامن مع صعود الحركات الإسلامية، في وقت كانت الدولة تغلّب مبدأ المصلحة على مبدأ الانتماء؛ الأمر الذي كان يفضي إلى عزلة وانكفاء دورها الإقليمي.

ولم يغب عن الباحث الإشارة إلى موكب المومياوات الملكية الذي جرى مؤخرًا في القاهرة في 3 نيسان/ أبريل 2021، والذي يبرز استمرار وجود الثقافة الفرعونية لدى الحديث عن الهوية الوطنية في مصر، على خلاف لبنان مثلًا حيث لا تجد الثقافة الفينيقية هذه المكانة.

وقد أعقب المحاضرة نقاش ثريّ، شارك فيه الباحثون في المركز العربي، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته، وأساتذة باحثون من ربوع الوطن العربي وخارجه، كما شارك فيه جمهور المتابعين عبر وسائط التواصل الاجتماعي.