Author Search
أستاذ مشارك في الفلسفة بجامعة لافال بكندا، عمل سابًقا أستاذًا بمعهد العلوم الاجتماعية وبكلية الحقوق بالجامعة اللبنانية. حاصل على دكتوراه في الفلسفة من جامعة باريس الثامنة في عام 1980، له العديد من الدراسات والبحوث والكتب المنشورة.
جانب من المشاركين في السيمنار عبر تطبيق زووم
سهيل القش
مراد دياني مترئسا الجلسة
فارس يواكيم
رشيد بوطيب
من السيمنار

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، الدكتور سهيل القش، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة لافال بكندا، الذي قدّم محاضرةً بعنوان "لبنان: المِرْآةُ المتكسرة؛ السرديات الاستشراقية".

انطلق القش من تعدد استراتيجيات الاستشراق لرصد الثوابت والمسلّمات التي تعطي لهذه التعددية الاستشراقية وحدتها وتماسكها. ومن الثوابت المركزية لمختلف السرديات الاستشراقية، سلّط القش الضوء على إشكالية "النهضة" التي تؤرخ لتلقّف المجتمعات العربية للحداثة الغربية، وذلك في مرحلتين مختلفتين: مرحلة إنشاء مدرسة روما المارونية في نهاية القرن السادس عشر، ومرحلة حملة بونابرت على مصر في نهاية القرن الثامن عشر؛ وتتناول الأولى لقاء الحداثة الغربية بالمسيحية الشرقية، في حين تتناول الأخرى لقاءها بالإسلام.

وبعد وصفه مختلف أنواع الاستشراق، أشار القش إلى العلاقة بين السلطات الأوروبية في تشكّلها بوصفها أمة-دولة، وبين المعرفة الاستشراقية المواكبة لتحول الأمة-الدولة الى إمبراطورية، مستشهدًا بقول ابن خلدون في وصفه نشوء دولة موحدة، إنه "لا بد من وجود متحد اجتماعي (قبيلة، عشيرة، إثنية) قادرة بقوة عصبيتها أن تتغلب على بقية العصبيات وأن توحدهم في دولة متجانسة". وأضاف أنه بغضّ النظر عن إمكانية تطبيقها حاليًا على الدولة الحديثة، يبقى أن صهر عدة إثنيات في شعب واحد واكبته دائمًا ممارسات تميزت بعنفها ضد التعدد والتنوع باسم وحدة قادمة متجانسة.


وأبرز القش استحالة حصر الخطاب الاستشراقي في النموذج الأيديولوجي أو السياسي الملاصق والمبرر للسلطة، إذ وجد هذا النموذج التقليدي مضطرًا إلى مواكبة المعطيات المستجدة على الأقل منذ الحرب العالمية الثانية، فأصبح لا مناص للاستشراق، كما يقول جاك بيرك، من تجديد رؤيته ومناهجه بما يتناسب مع الأوضاع المستجدة، بتحديد ملامح الاستشراق المتجدد.

وخلص الباحث إلى القول إنه إذا كان الغرب، الذي ابتدع علم الإناسة الحديث (Ethnologie)، اكتشف أن هذا العلم المستجد الذي يدرس المجتمعات البدائية لا يلبّي درس الحضارات العريقة، وأن كل من ليس رجلًا أبيضَ ليس بدائيًا، ابتدع الاستشراق لدراسة هذه الحضارات. ولذا، فإنّ مشكلة العرب مع المستشرق أنه لم يأتِ بمفرده ليتعرف إلى حضارتهم، بل أتاهم بمعيّة جيوش احتلال وحداثة قاهرة، وناصبوه العداء باعتباره مواكبًا للسلطة الكولونيالية، وتملكّهم العجب حين اكتشفوا مع جاك بيرك وأمثاله وجود استشراق علمي أتاهم تعلقًا بحضارتهم أو حبًا للعلم. فكل تجربتهم مع الغرب لا تنبئ بهذا الاحتمال وهم الذين اعتادوا، مثل إدوارد سعيد والفلسطينيين والعرب، أن يرادفوا بين الغرب والظلم والتسلط.

وأعقب المحاضرة نقاش ثريّ، شارك فيه عن بُعد الباحثون في المركز العربي، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته، وأساتذة باحثون من الوطن العربي وخارجه، كما شارك فيه جمهور المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.