Author Search
​أستاذ ورئيس قسم التاريخ في معهد الدوحة للدراسات العليا.
الدولة موضوعًا للمعرفة في سيمنار المركز العربي
الدكتور عبد الحميد هنية محاضرًا والدكتور مراد دياني رئيسًا لجلسة السيمنار
الدكتور عبد الحميد هنية
الدكتور مراد دياني
الدكتور عبد الحميد هنية خلال تقديم العرض أمام الجمهور الحاضر للسيمنار
الحضور المشارك في السيمنار
زاوية أخرى للحضور المشارك أثناء تقديم الدكتور هنية محاضرته

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي عُقد في الدوحة، يوم الأربعاء 22 كانون الثاني/ يناير 2020، الدكتور عبد الحميد هنيّة، أستاذ التاريخ الحديث ورئيس برنامج التاريخ بمعهد الدوحة للدراسات العليا، الذي قدّم محاضرةً بعنوان "عندما تصبح الدولة موضوع معرفة: من ابن خلدون إلى مصلحي القرن التاسع عشر".

أكّد المؤرخ التونسي في بداية عرضه أنّ كلمة "الدولة" تَعرف في الكتابات التاريخية المتعلقة بالعالم العربي الإسلامي استخدامات عديدة، أقلّ ما يمكن قوله عنها إنها مربكة وتمزج بين ظواهر مختلفة؛ بحيث، تحاول توضيح الغامض بما هو أكثر غموضًا منه؛ لذلك لا يمكن حلّ هذه المشكلات المعرفية إلا إذا تركنا أوهامًا استغرافية معيّنة. وأوّل هذه الأوهام، وفقًا للباحث، وربما الأكثر تأثيرًا، هو التفسير الغائي الذي يؤدي إلى تقديم "الدولة" كظاهرة موجودة في كل الفترات التاريخية؛ ومن ثمّ تَبرز الحاجة إلى القيام بتاريخية مفهوم "الدولة".

وأكّد الباحث على الهدف الأساس من المحاضرة، وهو متمثل بالقيام بجنيالوجية مختلف العبارات الدالة على البناءات السياسية التي يُطلق عليها اليوم، جزافًا عبر التاريخ، كلمة "الدولة"، وكذلك استعمالاتها؛ وذلك بالتركيز على الفترة الممتدة من عهد عبد الرحمن بن خلدون في القرن الرابع عشر ميلاديًا إلى عهد الإصلاحيين في القرن التاسع عشر. ومع تتبع هذا المسار، عكف الباحث على تبيان أركيولوجية مختلف العبارات المستخدمة من طرف الفاعلين قصد إضفاء الدلالات على هذه البناءات السياسية المتغيّرة.

وأبرز الباحث أنّ ابن خلدون هو أول من نظَّر لمفهوم "الدولة" في القرن الرابع عشر، وأنّ إصلاحيي القرن التاسع عشر في العالم العربي هم الذين بدؤوا تكريس استخدامه وأعطوه نهائيًا صبغته الموضوعية.

للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع، حملنا المحاضر على التفكير في السجلات اللغوية التي تمّ في إطارها نشر المعرفة حول ظاهرة الدولة، وكذلك التفكير في دلالات النقاشات التي سادت بين الفاعلين الاجتماعين حول الكلمات المستخدمة في كل مرحلة من المراحل المختلفة لسيرورة بناء الدولة بين القرنين الرابع عشر والتاسع عشر، وقد استند في كل ذلك إلى البلاد التونسية بوصفها حقلًا بحثيًا مشخصًا نرصد من خلاله مجمل هذه التفاعلات.

وأعقب المحاضرة نقاشٌ عامٌّ، شارك فيه الباحثون في المركز العربي، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته، وجمهور الحضور.