Author Search
أستاذ مشارك في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، وبجامعة سانت أندروز. يحمل درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة سانت أندروز. عمل ودرّس في العديد من الجامعات، منها جامعة دبلن (2008 – 2009)، وجامعة إدنبرة (2009 -2014). تتركز اهتماماته الأكاديمية في العلاقات الدولية والسياسة المقارنة، مع التركيز على منطقة الشرق الأوسط.
سيمنار المركز بعنوان: لماذا نخشى "الفتنة"؟
الدكتور أدهم صولي محاضرًا والدكتور مراد دياني رئيسًا لجلسة السيمنار
الدكتور أدهم صولي
الدكتور مراد دياني
الحضور المشارك أثناء تقديم الدكتور صولي للمحاضرة
الدكتور صولي يجيب عن تساؤلات الحضور

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، يوم الأربعاء 26 شباط/ فبراير 2020، الدكتور أدهم صولي، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، وبجامعة سانت أندروز البريطانية، الذي قدّم محاضرةً بعنوان "لماذا نخشى "الفتنة"؟".

استهلّ الباحث محاضرته بعرض العديد من القرائن على مركزية مفهوم "الفتنة" في المجال التداولي العربي، سواء في وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية، أو في وسائط التواصل الاجتماعي، أو في الكتب والدوريات، أو في الخطابات الدينية والسياسية وغيرها؛ وسواء تعلق ذلك بـ "الفتنة" الطائفية أو السياسية أو "فتنة المرأة" أو غيرها.

ثم عرج على السياقات التاريخية للمفهوم، مبرزًا أنه قد هيمن على الخطاب السياسي العربي منذ ولادة الإسلام. فقد تمّ تبنّي المفهوم من قبل الأنظمة الحاكمة، والقوى المعارضة، والمجتمع المدني. ليستمرّ في ضوئه وبمسوّغه شجب الشرعية وفضحها وإلغائها، وحتى قتل الخصوم.

ثمّ بدأ الباحث، في مقاربة منهجية سوسيولوجية تاريخية، بتسليط الضوء على تشكّل، وإعادة إنتاج، وتأثير مفهوم الفتنة في العلاقات السياسية والاجتماعية في الوطن العربي؛ طارحًا العديد من الأسئلة: كيف يمكننا أن نفسّر إعادة إنتاج مفهوم الفتنة واستخدامه في الخطاب العربي؟ وما هو تأثير هذا الاستخدام على الصراعات السياسية؟ ولماذا يقوم الفاعلون السياسيون/ الاجتماعيون بتبنّي مفهوم الفتنة واستخدامه؟ وما هي هذه "الفتنة" التي دائمًا تُخشى إثارتها؟ وفي النهاية، لماذا نخشى "الفتنة"؟

الفرضية البحثية الأساسية للدكتور صولي في هذا المشروع البحثي هي أنّ الفتنة تعدّ أكثر من مصطلح أو مفهوم؛ فلقد أصبحت مؤسسةً تاريخية (Historical Institution)، ومكوّنًا رئيسًا في الثقافة السياسية العربية الإسلامية. وبوصفها مؤسّسةً تاريخية، تشكّل الفتنة مجموعةً من المعايير الخارجية، والضوابط الدينية والسياسية، التي تم استيعابها من قبل الفاعلين الاجتماعيين. ولذلك ساهمت في تشكيل، وتنظيم، وضبط السلوك السياسي والتعبير الاستطرادي.

واختتم الباحث عرضه بالحجاج بأنّ "الفتنة" قد أصبحت مؤسسةً للسيطرة الاجتماعية، وأداةً لقمع النشاط الاجتماعي - السياسي والتعددية في المجتمعات العربية.

وأعقب المحاضرة نقاشٌ عامّ، شارك فيه الباحثون في المركز العربي، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته، وجمهور الحضور.