Author Search
أستاذ محاضر دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية بجامعة رتغرز بولاية نيوجرز، عمل مع الأمم المتحدة لمدة 25 سنة شغل فيها عدة مناصب.

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يوم الأربعاء 13 كانون الأول/ ديسمبر 2023، الدكتور عبد الحميد صيام، المحاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية في جامعة رتغرز في ولاية نيوجرسي الأميركية، وقد قدّم مشروع كتاب عنوانه "أوراق أممية"، روى فيه أهم مراحل تجربة عمله في الأمم المتحدة التي دامت أكثر من ربع قرن.

في معرض تقديمه للمشروع، قال الباحث إن الكتاب ليس سيرة ذاتية، بل هو عبارة عن ملاحظاتٍ واستنتاجاتٍ وتأملاتٍ، جمعها خلال عمله في ست بعثات أممية خلال الفترة 1992-2003، وسردٍ لصفحات من حياته وعلاقاته الشخصية في المنظمة. ومن خلال هذا الكتاب، يسجل تجربة عمله السابق، بصفته ملحقًا إعلاميًّا، أو متحدثًا رسميًّا، أو عضوًا في فريق تحقيق في مسألة معينة، أو مبعوثًا لإدارة الإعلام. ثم يقدّم خلفية عن موضوع مهماته، ويطرح جوانب سياسية وإنسانية للقضايا بناءً على تجربته الشخصية.

ويوضح الباحث أن "أوراق أممية" هي ملاحظات شاهد عيان أُتيحت له فُرصٌ نادرة، ليكون من تلك المهمات تجارب متنوعة ينسجها الخيط الأممي؛ بعضها إيجابي مثل استقلال إريتريا، وبعضها بلون الدم كما حدث في تفجير مبنى الأمم المتحدة في بغداد عام 2003، وبعضها بلون رمادي الذي لم يُحسَم النزاع بشأنه، مثل قضية الصحراء الغربية.

ويشمل الكتاب خمسة فصول، يروي أول فصل منها مشاركته في وفدٍ للأمم المتحدة في قضية "لوكربي" خلال الفترة 1992-1999، وهي قضية متعلقة بتسليم ليبيَّين للمحاكمة، وُجّهت إليهما تهمة تفجير طائرة "بان آم 103" فوق بلدة لوكربي الإسكتلندية، يوم 21 كانون الأول/ ديسمبر 1988. ويهتمّ الفصل الثاني بتجربة قصيرة عمل خلالها الباحث مراقبًا لسير عملية الاستفتاء المتعلق باستقلال إرتيريا عام 1993، في حين يهتمّ الفصل الثالث بسنة كاملة من عمله ملحقًا صحافيًّا ومتحدثًا باسم بعثة مراقبة الاستفتاء في الصحراء الغربية، المعروفة اختصارًا بـ "مينورسو". أمّا في الفصل الرابع، فيخوض الباحث في مآسي العراق التي كان شاهدًا عليها؛ من آثارٍ مدمرة للحصار الذي فرضته الأمم المتحدة على العراق في إثر غزو الكويت، وحربٍ للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد نظام صدام حسين، وذلك بتفويض من مجلس الأمن الدولي، ثم الغزو الأميركي للعراق واحتلاله البلاد، وصولًا إلى تفجير مقر الأمم المتحدة عام 2003، الذي أفقده عددًا كبيرًا من أقرب زملائه. ثم يختتم الباحث كتابه بتجربة عمله في المكتب الإعلامي في كل من باكستان، وأفغانستان التي شهدت "أولى حروب القرن 2001" بحسب تعبيره، ويقصد بذلك الحرب على الإرهاب التي شنّتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر.

وأوضح الباحث أن في الكتاب جانبًا نظريًّا أيضًا، وأشار إلى الآليات التي اعتمدتها الأمم المتحدة في حلّ النزاعات الدولية، بما فيها "آلية العقوبات الشاملة أو العقوبات الجزئية أو الذكية، واستخدام الفصلين السادس والسابع من الميثاق، ومدى فاعلية كل فصل، وآلية المفاوضات ومحاولة إرضاء جميع الأطراف والتوافق أو التنافر داخل مجلس الأمن وأثر ذلك في حل النزاعات".

وقد وصفت الدكتورة عائشة البصري، الباحثة في المركز العربي، في تعقيبها على مشروع الكتاب، بأنه مشروع ضمن كتابة المذكرات التي تُعنى بانتقاءِ أحداث معيّنة أدّى فيها الكاتب دورًا أو عاينها عن كثب، ووصفِها وتحليلِها؛ ما يجعل المذكرات في منزلة وسطى بين التاريخ والسيرة الذاتية، موضوعية وذاتية في آنٍ واحد. وأشادت باتصاف الباحث بالصراحة والشجاعة في توثيق تجربته الطويلة والمهمة باعتبارها تجربة عربية في منظمة اقترنت، منذ نشأتها، بحروب وأزمات ما زالت تعصف بالمنطقة العربية.

شهد السيمنار نقاشًا متعلقًا بطبيعة المنظمة الدولية، وعمل موظفيها، وقد حضره طلبة وباحثون وأكاديميون من المركز العربي ومعهد الدوحة للدراسات العليا.