Author Search

عميد كلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية في معهد الدوحة للدراسات العليا.

إعادة بناء الدولة في السودان وتحديات الإرث الاستعماري وصراع الموارد موضوعًا لسيمنار المركز العربي
حامد علي محاضرًا في سينمار المركز العربي
هاني عواد مترأسًا لجسلة السيمنار
عمار الشمايلة معقبًا في السيمنار
الحضور المشارك في السيمنار

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 7 أيلول/ سبتمبر 2022، الدكتور حامد التجاني علي، عميد كلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية في معهد الدوحة للدراسات العليا، الذي قدّم محاضرةً بعنوان "إعادة بناء الدولة في السودان وتحديات الإرث الاستعماري وصراع الموارد".

ناقش الباحث في محاضرته أبعاد الفدراليّة الماليّة في السودان، وقدرة المواطنين السودانيين على إدارة شؤونهم الماليّة على المستوى المحليّ، وتتبّع تطوّر الإطار المؤسّسيّ واتجاهات التحويلات الماليّة على مدى عدّة عقود بين المراكز الحضرية التاريخية السودانية والأطراف المتمثلة بالولايات. وقال الباحث إنّ الهشاشة الماليّة الحادّة تؤدّي إلى تفاوت التحويلات إلى الولايات مع مرور الوقت على نحو كبير. وفي حين سهّلت عائدات صادرات النفط زيادة التحويلات، فإنّ انفصال جنوب السودان قلّص الدعم تقليصًا حادًّا. وأضاف الباحث قوله إنّ نظام المستعمر الذي يحكم علاقات الإنتاج، بعد استقلال السودان عام 1956، قد استمر من دون كثيرِ فائدةٍ بالنسبة إلى العمال. وكانت المناطق التي تماثل المراكز التاريخية غنيةً؛ بالنظر إلى الثروة الحيوانية، والأراضي الشاسعة، والمياه والمعادن، إلا أن الحكومة المركزية خلقت آليات يجري بواسطتها تحويل هذه الثروات من هذه المناطق، من دون وجود آلية لتوزيع الثروات بطريقة عادلة. وقال إنّ ذلك قاد إلى نشوء حركات تطالب بالعدالة في توزيع الثروة والسلطة وخلق كيانات ثقافية مُجابهة، ولكن لم ينتج من هذه الصراعات سوى الفشل وبلوغ مدى يصعب الاستمرار فيه، منبهًا إلى أهمية ملاحظة أوجه الشبه بين مطالب الحركات الاجتماعية في السودان والمطالب التي نشطت في بلدان "الربيع العربي"؛ مثل المطالبة بالعدالة الاجتماعية، والمساواة الاقتصادية، والهوية الثقافية.

وقال الباحث إن الغرض من مشروعه البحثي هو الخروج من إطار الصراع منذ الاستقلال، وتناول جذور الصراع المتمثلة في شُحّ استغلال الموارد، وضعف الدولة، وهشاشة بنيتها المالية، مؤكدًا أنّ الاعتراف بالعلاقات غير المتكافئة بين المراكز التاريخية السودانية والأطراف قد يساهم في وضع أولويات اقتصادية وسياسية، وخلق نظام حُكم يتفهم أسباب الصراعات، بما في ذلك التنافس على الموارد الطبيعية، إضافة إلى مسألتَي المظالم والتهميش الاقتصادي. وطالب الباحث بإعطاء الأولوية لبناء الدولة والفدرالية المالية؛ من أجل معالجة الأسباب الجذرية للصراع والتخلف.

وقد قدّم الدكتور عمار الشمايلة، أستاذ العلوم السياسية في معهد الدوحة للدراسات العليا، مداخلة تعقيبية نبّه فيها إلى أن دراسة تاريخ العلاقات التي ربطت المراكز السودانية بالأطراف أمرٌ يساعد على فهمِ جذور صعود حركات اجتماعية، وفهمِ أسباب انتشار العنف، وذكّر بحالات عربية عديدة، خاصةً منذ اندلاع الثورات العربية في مطلع العقد الماضي. ونبّه الباحث إلى أهمية عدم تقديم فكرة الفدرالية بديلًا من الديمقراطية. وقد أعقب السمينار نقاشٌ ثريّ شارك فيه باحثون وأساتذة في المركز العربي ومعهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته.