Author Search

باحث زائر في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.


سيمنار المركز العربي يناقش تطور مدينة القدس في الفترة الأردنية
الدكتور منصور نصاصرة
الدكتور عصام نصار
الدكتور هاني عواد
الدكتور منصور نصاصرة خلال تقديم العرض

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 4 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الدكتور منصور نصاصرة، الباحث الزائر في المركز، والذي قدّم محاضرة عنوانها: "القدس في الفترة الأردنية: 1948–1967"، وهي جزء من مشروع كتاب يشتغل عليه حول تطور "القدس الأردنية" واستمرارها كما صاغها المقدسيون أنفسهم عبر العديد من التحولات والانقطاعات ومحاولات السيطرة منذ نشأتها عام 1948 حتى انتفاضة الكرامة في أيار/ مايو 2021.

استهل نصاصرة محاضرته بالإشارة إلى أن الكتاب يهدف إلى الكشف عن كيفية استمرار مقاومة المقدسيين، وإصلاحهم للسياسات والممارسات الإسرائيلية في المدينة المحتلة عبر إرث القدس التي بُنيت خلال الإدارة الأردنية. ثم تحدّث عن القصة غير المروية للقدس العربية الأردنية (1948-1967)، وناقش الاتجاهات والمراحل الرئيسة للاحتجاج المقدسي تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى انتفاضة أيار/ مايو في حي الشيخ جراح عام 2021، مع التركيز على حملات السيادة الإسرائيلية والاحتجاج والمقاومة اليومية الفلسطينية.

أوضح نصاصرة أن فهم القدس اليوم لا يمكن تحليله بعمق من دون فهم السياسة الأردنية والفلسطينية في القدس الشرقية منذ عام 1948، مشيرًا إلى أن المقدسيين بنوا وطوّروا وقدّموا مساهمات كبيرة في إنشاء عالم حضري يمكن تسميته "القدس الأردنية"، ولا يزال يتمتع بالقوة والفاعلية حتى اليوم، حتى عندما يقول الرأي السائد إن "الاحتلال" محاه.

ولفت نصاصرة إلى أن الكتاب يسدّ فجوة في الأدبيات حول القدس العربية تحت الحكم الأردني وارتباطاتها بالعالم العربي، من خلال التحقيق في آثار وجود عدد من القنصليات العربية في منطقة الحدود في الشيخ جراح، مع تسليط الضوء أيضًا على المنظمات والنشاط السياسي الفلسطيني في المدينة. وأشار إلى أنه سيجري تحليل المراحل والجوانب الرئيسة لإثبات السياسات الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية ومقاومتها منذ عام 1967 حتى انتفاضة أيار/ مايو 2021، وتسليط الضوء على الروابط مع الأسس والمؤسسات التي أُنشئت قبل عام 1967.

وقدّم نصاصرة نموذجًا لأحد فصول الكتاب بعنوان "حدود الأردن والمنطقة الحدودية في القدس: القصة غير المروية للشيخ جراح"، بيّن فيه أهمية حي الشيخ جراح من وجهة نظر المقدسيين والأردنيين العاديين، وموقعه الجيوسياسي وتاريخه وذكرياته والروابط المستمرة بالحكم الأردني في المدينة. وأكد أنه من دون الخوض في تاريخ الشيخ جراح، لا يمكن تحليل حالة الحي في السياق المناسب، إذ إن الاحتجاجات الفلسطينية فيه عام 2021 واستمرار ترحيل العائلات منه لا يمكن تقييمهما بالكامل من دون فهم دور الحكم الأردني في المدينة وحدودها.

وقد عقّب الدكتور عصام نصار، أستاذ ورئيس برنامج التاريخ في معهد الدوحة للدراسات العليا، على المحاضرة، مثمّنًا جهد الباحث في تسليط الضوء على التاريخ المجهول للقدس في الفترة الأردنية، على الرغم من شحّ الدراسات حولها. وتساءل نصار عن شرعية استخدام مصطلح "القدس الأردنية"، وتحفّظ على اعتبار أعيانها أردنيين لمجرد حصولهم على الجنسية. ودعا إلى دراسة خصوصية أحياء المدينة المختلفة، وأهمية المواقع الدينية اليهودية في الصراع عليها، ودور مهجّري القدس الغربية والسلطة الإدارية الأردنية في تشكيلها. وختم بالتأكيد أن ملاحظاته تهدف إلى تطوير المشروع البحثي لا هدمه.

وشهد السيمنار مشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والطلبة في المركز العربي ومعهد الدوحة، حيث دار نقاش مستفيض حول المقاومة الفلسطينية المقدسية، وارتباطها بالإرث الأردني في المدينة، وكيف شكّلت التحولات في فترة الحكم الأردني ملامح المدينة.