العنوان هنا
تقييم حالة 29 أبريل ، 2020

كيف عصفت جائحة كورونا بأسعار النفط؟ التداعيات على الدول العربية والاقتصاد العالمي

الكلمات المفتاحية

وحدة الدراسات السياسية

هي الوحدة المكلفة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بدراسة القضايا الراهنة في المنطقة العربية وتحليلها. تقوم الوحدة بإصدار منشورات تلتزم معايير علميةً رصينةً ضمن ثلاث سلسلات هي؛ تقدير موقف، وتحليل سياسات، وتقييم حالة. تهدف الوحدة إلى إنجاز تحليلات تلبي حاجة القراء من أكاديميين، وصنّاع قرار، ومن الجمهور العامّ في البلاد العربية وغيرها. يساهم في رفد الإنتاج العلمي لهذه الوحدة باحثون متخصصون من داخل المركز العربي وخارجه، وفقًا للقضية المطروحة للنقاش..

مقدمة

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 30 كانون الثاني/ يناير 2020 رسميًا عن تفشي فيروس كورونا المستجد، وأقرت أنه وباء خطير في 11 آذار/ مارس 2020، علمًا أن هذا الوباء بدأ في الانتشار في الصين منذ كانون الأول/ ديسمبر 2019، وتحديدًا في مدينة ووهان.

وباشرت الحكومة الصينية باتخاذ خطوات صارمة لاحتواء الوباء ومنع انتشاره، كإغلاق المدن والمنشآت والمصانع ومنع حركة السير وغيرها من الإجراءات. ونتيجة لذلك، توقّع خبراء تراجع استهلاك النفط بواقع 25 في المئة. ونظرت أسواق النفط إلى تراجع الطلب الصيني باعتباره تحذيرًا، وأن ذلك بداية مرحلة جديدة من ازدياد التخمة في السوق وتراجع الأسعار. وقد دفع هذا التطور السعودية، القائد الفعلي لمنظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك"، إلى الدعوة إلى عقد اجتماع يشمل أعضاء منظمة أوبك وروسيا ودولًا أخرى منتجة للنفط، في فيينا في 5 و6 آذار/ مارس 2020، للتباحث حول تخفيضات إضافية لإيقاف انحدار الأسعار. ولكن الاجتماع فشل في التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة تخفيضات إنتاج النفط، ما أدى إلى هبوط حاد في أسعار النفط مسجلةً أسوأ أداء منذ عام 1991.

وقد رفضت موسكو مقترحًا بزيادة تخفيضات الإنتاج عن مستواها الحالي بواقع 1.5 مليون برميل يوميًا حتى نهاية عام 2020، كما رفضت الرياض تمديد اتفاق خفض الإنتاج بالشروط الحالية مدة 3 أشهر أخرى. وقد بدأت السعودية بعرض تخفيضات في أسعار نفطها لشهر نيسان/ أبريل، كما تحدثت تقارير إعلامية عن عزم المملكة زيادة إنتاجها من النفط الخام إلى أكثر من 12 مليون برميل يوميًا لإغراق السوق، ما ساهم في الهبوط الحاد في أسعار النفط الخام. ويكمن موقف روسيا الرافض للتخفيض في أنها لا تريد أن تفقد حصتها في السوق، الأمر الذي أدخلنا مرحلة ما يسمى "حرب الحصص والأسعار" بين روسيا والسعودية.

وقد حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن الطلب العالمي سيتهاوى بنسبة 30 في المئة خلال عام 2020، تحت وطأة وباء كورونا الذي أدى إلى إغلاق المرافق الاقتصادية في معظم دول العالم وشلّ حركة السفر والمواصلات وقطاعات السياحة والترفيه وغيرها. ونجم عن ذلك أن السوق النفطية بدأت تعاني فائضًا أو تخمةً تبلغ 25 مليون برميل يوميًا.