/ACRPSAlbumAssetList/2024-daily-images/yeman-and-the-israeli-war-on-gaza.jpg
تحليلات استراتيجية 03 ديسمبر ، 2024

اليمن في الطوفان: مشاركة الحوثيين في إسناد غزة والعسكرة الأجنبية للبحر الأحمر

علي الذهب

عميد متقاعد وباحث يمني، متخصص في الشؤون الاستراتيجية العسكرية والأمنية. حاصل على الدكتوراه في تكنولوجيا النقل البحري والأمن والبيئة والسلامة البحرية. صدر له كتاب التهديدات الأمنية غير التقليدية غربي المحيط الهندي وخليج عدن: دارسة في تطوير آليات المواجهة (مركز الجزيرة للدراسات، 2022)؛ وفصل "التدخلات الإقليمية في الحرب اليمنية وتداعياتها على أمن الخليج العربي" في كتاب الأمن القومي العربي وتحديات الأمن الإقليمي (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2023)؛ وفصل "إعادة بناء المؤسسة العسكرية اليمنية في ضوء تداعيات الثورة الشعبية والتحول الديمقراطي عام 2011" في كتاب يمن الثورة والديمقراطية والحرب: التحولات السياسية وآمال بناء الدولة (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2023).

مقدمة

استدعت العملية العسكرية الموسومة بـ "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غلاف قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والعملية الإسرائيلية المعاكسة، الموسومة بـ "السيوف الحديدية"؛ تدخُّل فاعِلِين إقليميين، ما دون الدولة، في كلٍّ من اليمن ولبنان والعراق. وعلى امتداد العام الأول للمواجهة شارك الحوثيون (أنصار الله) بسلسلة متواصلة من الهجمات بالصواريخ والطائرات الانقضاضية غير المأهولة، التي استهدفت إسرائيل، وحركة الشحن البحري المرتبط بها في البحر الأحمر، وخليج عدن. ونَسَب الحوثيون إلى أنفسهم هجمات أخرى شملت أهدافًا عسكرية بعيدة في عُمق إسرائيل، وموانئها في البحر الأبيض المتوسط، وسفنًا تجارية ذات صلة بها في بحر العرب وغربي المحيط الهندي. وكانت لهذه المشاركة ارتدادات عنيفة، إسرائيلية وأميركية بريطانية، مع تصاعدٍ، غير مسبوق، للوجود العسكري الأجنبي جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن.

تسلِّط هذه الورقة الضوء على الزوايا المختلفة لمشاركة الحوثيين في حرب غزة، خلال العام الأول لنشوبها، وموقع هذه المشاركة بين الأدوار المنسوبة إلى كيانات محور المقاومة في هذه الحرب، وإبراز الاستجابات المختلفة لإسرائيل وحلفائها تجاه الحوثيين، والوجود العسكري الأجنبي الناشئ قُبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن.