العنوان هنا
مراجعات 02 أكتوبر ، 2017

أيّ مستقبلات للعرب؟ قراءة في تقرير "مستقبلات العرب: ثلاثة سيناريوهات لعام 2025"

الحواس تقية

​باحث ومشرف على دراسات العالم العربي بمركز الجزيرة للدراسات

جمعت الثورات العربية بين عنصرَيِ المفاجأة والتأثير الكبير والممتد؛ فأظهرت من جانبٍ حدودَ الدراسات المستقبلية التي فشلت في توقعها، وأبرزت من جانبٍ آخر الحاجةَ إليها لاستشراف مستقبل المنطقة العربية؛ لأنّ تأثير تحولاته المفاجئة يمتد إلى بقية أنحاء العالم. وقد كانت أوروبا أشدّ مناطق العالم انشغالًا بذلك؛ وذلك لأنها مشدودة إلى المنطقة العربية برابطين على الأقل: الجوار الجغرافي، الذي يجعل الطرفين يتأثر أحدهما بالآخر كما ظهر في أزمة اللاجئين، والمصالح الاقتصادية، وخاصة في مجال الطاقة؛ إذ تلبي المنطقة العربية جزءًا كبيرًا من حاجات أوروبا، وتحصل منها، في المقابل، على دخول مهمة لتوازناتها المالية.

تتكفل المفوضية العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي بصياغة السياسات التي تصب في مصلحة كل أعضائه، وتحتاج لذلك إلى برج رقابة يمدّ بصره بعيدًا ليرى الأحداث القادمة في المناطق الحيوية التي يندرج العالم العربي فيها. وهذا البرج هو معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية، الذي شكَّل عام 2014 فريق الاستشراف العربي، المكون من خبراء أوروبيين وعرب، يتصدون لمهمة تقديم دراسة عن مستقبل المنطقة العربية لا تترك مجالًا مرة أخرى لعنصر المفاجأة الذي أربك القيادات الأوروبية في عام 2011. وكانت ثمرة بحثهم تقرير مستقبلات العرب: ثلاثة سيناريوهات لعام 2025، الصادر عام 2015، من تحرير فلورنس غوب وألكسندرا لبان، والذي نعرض في هذه القراءة النقدية لأهم عناصره واستشرافاته، قبل أن نقدم مجموعة من الملاحظات النقدية بشأنه.


* هذه المراجعة منشورة في الكتاب السنوي الثاني 2017 من دورية "استشراف" (الصفحات 281- 289)، وهي مجلة محكّمة للدراسات المستقبلية والاستشرافية، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات مرة كل سنة.

** تجدون في موقع دورية "استشراف" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.