العنوان هنا
مراجعات 16 أبريل ، 2020

مراجعة كتاب: القومية العربية الراديكالية والإسلام السياسي: إفرازان متناقضان للحداثة

نوري دريس

أستاذ محاضر في قسم علم الاجتماع، كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، جامعة لمين دباغين، سطيف (02)، الجزائر.

عنوان الكتاب بلغته الأصليةLe Nationalisme arabe radical et l'Islam politique: Produits contradictoires de la modernité.

المؤلف: لهواري عدّي.

الناشر: دار البرزخ الجزائرية.

مكان النشر: الجزائر.

تاريخ النشر: 2017.

عدد الصفحات: 286 صفحة.

مقدمة

يتناول هذا الكتاب الذي صدر باللغتين، الفرنسية (عن دار البرزخ الجزائرية) والإنكليزية (عن منشورات جامعة جورجتاون الأميركية)، لعالم الاجتماع الجزائري لهواري عدّي، أهم تيارين أيديولوجيين هيمنا على الحقل السياسي في العالم العربي الحديث: القومية العربية الراديكالية والإسلام السياسي. وتنبع أصالته من مقاربته المتعددة الاختصاصات في دراسة الإسلام السياسي والقومية العربية الراديكالية. بما مكّنه من النفاذ إلى الأعماق التاريخية للظاهرتين لفهم نشوئهما وتحليل انعكاساتهما على الحقل السياسي العربي، من دون الوقوع في فخ إعادة إنتاج الكليشيهات التي أنتجها الاستشراق الغربي في مرحلة أولى، أو العلوم الاجتماعية العربية التي هيمن عليها الطرح الثقافوي طويلًا في مرحلة لاحقة، ولا في عملية سَيكلجةPsychologisation للفعل السياسي تنتهي غالبًا بإدانة أشخاص بعينهم في ديناميكيات تاريخية طويلة.

نعتمد في هذه المراجعة على النسخة الفرنسية التي صدرت في الجزائر، في أيلول/ سبتمبر 2017، عن دار البرزخ بعنوان: Le Nationalisme Arabe Radical et l'Islam Politique: Produits contradictoires de la modernité. ويمكن ترجمة هذا العنوان إلى العربية كما يلي: القومية العربية الراديكالية والإسلام السياسي: إفرازان متناقضان للحداثة. هو كتاب من القطع المتوسط، يتكون من 286 صفحة، مقسّمة قسمين رئيسين؛ الأول يتناول الحركة القومية العربية، والثاني يتناول الإسلام السياسي في العالم العربي مع مقدمة عامة وخاتمة للكتاب. ويتكون كل قسم من ثلاثة فصول فرعية.

من خلال عنوان الكتاب، يتّضح منذ البداية تأثر المؤلف بأطروحة عالم الأنثروبولوجيا الأميركي كليفورد غيرتز Clifford Geertz (1926-2006) حول الأيديولوجيا الذي اعتبرها إفرازًا للحداثة، وبذلك، فإن عدّي يعلن ابتعاده عن المقاربة الوضعانية Positivisme التفسيرية التي اعتمدها إيرنست غيلنر (1929-1995) في دراسة القومية في المغرب الكبير، ويتبنى المقاربة التأويلية الفيبرية (نسبة إلى ماكس فيبر) لفهم الحقل السياسي العربي الذي يقول إنه لا يزال قيد التشكل.

* هذه المراجعة منشورة في العدد 31 (شتاء 2020) من مجلة "عمران" (الصفحات 183-195)وهي مجلة فصلية محكمة متخصّصة في العلوم الاجتماعيّة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات.

** تجدون في موقع دورية "عمران"  جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.