عنوان الكتاب في لغته: How to be Conservative
المؤلّف: روجر سكروتن Roger Scruton
تاريخ النشر : 2014
الناشر: Bloomsbury Publishing Plc., London
عدد الصفحات: 208
على خلاف المذاهب السياسية المعروفة مثل الاشتراكي والشيوعي والجمهوراني والقومي وحتى الليبرالي، وإن بدرجة أقل، لا يحظى مذهب المحافظين بتقدير في أوساط النخب الفكرية والسياسية في البلدان ذات الثقافة الفرنكوفونية التي تكون فيها الفرنسية اللسان الأوّل أو الثاني. فلئن وجدنا في إنكلترا حزبًا عريقًا يسمّي نفسه حزب المحافظين ساهم في بناء دولتها الحديثة وتطوير مجتمعها وتثبيت أسس الديمقراطية والتداول السّلمي للسلطة فيها، ووجدنا فلاسفة ومفكرين يدافعون عن آراء هذا الحزب وبرامجه السياسية، ولئن وجدنا أيضًا في الولايات المتحدة الأميركية قطاعًا واسعًا من الرأي العام لا يتوانى في تعريف نفسه محافظًا، فإننا لا نرى الأمر نفسه في بلدان مثل فرنسا أو ألمانيا أو إيطاليا أو سويسرا. وفي بلد يخطو خطواته الأولى نحو الديمقراطية مثل تونس، حيث المشهد السياسي آخذ في التشكّل ولا تزال التباينات الأيديولوجية والفكرية بين الأحزاب والتيارات السياسية غير واضحة المعالم بعدُ، يُوصّف موقف سياسي أو فكري ما محافظًا على سبيل الاستهجان أو الرفض أو حتى السبّ والشتم مثلما هو الأمر بالنسبة إلى مصطلح رجعي أو يميني أو معادٍ للثورة، ولا يستخدم من باب التوصيف لموقف سياسي وتمييزه فكريًّا عما سواه.
وفي حين حظيت مختلف المذاهب والأيديولوجيات السياسية المعاصرة مثل الليبرالية والليبرتارينية والاشتراكية والجمهورانية والجماعتية والديمقراطية الاجتماعية بتقديم في الموسوعات وفي المداخل المخصصة للفكر السياسي والفلسفي المعاصر، لم يحظ المذهب المحافظ إلّا ببعض الإشارات أو التعريفات الموجزة في هوامش الكتب. لذلك تحوم حوله الكثير من الأحكام المسبقة والمتحيّزة، وكثيرًا ما ينعت بأنه مناهض لمبادئ الديمقراطية والحداثة والتقدّم، ويُصنّف ضمن خانة الرجعية والعداء للحداثة والأنوار ولفكر حقوق الإنسان. إنّ كلّ هذه الأحكام المسبقة المناهضة للمذهب المحافظ هي ما حاول الفيلسوف البريطاني روجي سكروتن تفنيده في العديد من كتبه ومقالاته وتحديدًا في هذا الكتاب الصادر سنة 2014.
* نشرت هذه الورقة في العدد 20 (ربيع 2017) من مجلة "تبين" (الصفحات 135-144) وهي مجلة فصلية محكّمة يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات وتُعنى بشؤون الفكر والفلسفة والنقد والدراسات الثقافية.
** تجدون في موقع دورية "تبيّن" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.