عنوان الكتاب: مدخل إلى نظرية التعقد في العلاقات الدولية.
المؤلف: محمد حمشي.
سنة النشر: 2021.
الناشر: الدوحة/ بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
عدد الصفحات: 460.
مقدمة
استدعى باحثو العلاقات الدولية، على نحو متواتر، ما اصطُلح عليه بالمُنعطفات سبيلًا لتقديم مفاهيم ونظريات ومناهج جديدة لإثراء حقل العلاقات الدولية؛ من "المنعطف اللغوي" "إلى المُنعطف الوجدانيّ - العاطفي"، ومن "المنعطف البصري" إلى "منعطف الممارسة". ولعلّ السّمة الغالبة لدى أنصار هذه المنعطفات تكمن في أنهم ناقمون على ما اعتبروها متلازمة فشلٍ متعدّدة الأوجه لازمت حقلهم طويلًا؛ فلا تزال الشكوك تحوم حول مدى استفادة بقية العلوم الاجتماعية مما قدّمه باحثو العلاقات الدولية، بل إنّ منهم من ذهب إلى القول إنّ "حقائق ووقائع الكوكب أبطلت العلاقات الدولية بوصفها ممارسة مؤسسية أو نظامًا معرفيًا".
في ضوء ذلك، تأتي هذه المراجعة لكتاب محمد حمشي مدخل إلى نظرية التعقّد في العلاقات الدولية، التي تروم تقديم قراءةٍ نقدية، في توجهٍ بحثيّ آخذٍ في الصعود على نحوٍ مثير، يمثّله من يمكن الاصطلاح عليهم بدُعاة "المنعطف الفيزيائي" في حقل العلاقات الدولية؛ وهي تسميةٌ أبتكرُها قياسًا على بقية المنعطفات، لأنّ هؤلاء الدعاة لم يُعرّفوا أنفسهم كذلك، إلا أنّ المشترك بينهم جميعًا استخدامهم مفاهيم فيزيائية إما لتشخيص حالة الاستعصاء المعرفي التي يعانيها الحقل، أو للنهل من عُدّة الفيزياء المفهومية بما يناسب ما سموه تارة "علم التعقّد"، وتارة أخرى "نظرية الكوانتوم"، وتارة ثالثة "علم الكونيات"، وتارة رابعة "الكونيات العلائقيّة".
نستهلُّ المراجعة بعرض المعالم الكبرى لمشروع العلاقات الدولية التعقدية، والمساءلات التي قدّمها التعقديون للجوانب الأنطولوجية والإبستيمولوجية والمنهجية والأخلاقية لحقل العلاقات الدولية. ثم نعرض تقييمًا للدروس التي قدّمتها نظرية/ فلسفة التعقّد لتجاوز "إشكاليّة النظرية الكبرى" في الحقل ومسألة علميّته عمومًا. ونناقش أخيرًا الأسباب التي أدّت إلى انسحاب التفكير التعقّدي إلى هامش التنظير الدولي.
* هذه المراجعة منشورة في العدد 61 (آذار/ مارس 2023) من دورية "سياسات عربية" (الصفحات 148-158)وهي مجلة محكّمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا كل شهرين.
** تجدون في موقع دورية "سياسات عربية" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.