العنوان هنا
تقييم حالة 05 مارس ، 2013

انتفاضة بورسعيد: انبعاث النزعة الجهويّة في ظلّ غياب الوحدة الوطنية

الكلمات المفتاحية

هاني عواد

باحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومدير تحرير دورية عمران. عمل سابقًا مساعدًا أكاديميًّا في جامعة بيرزيت، التي نال منها شهادة الماجستير في الدراسات العربيّة المعاصرة. حاصل على شهادة الدكتوراه في التنمية الدولية من جامعة أكسفورد في بريطانيا. تتركز اهتماماته البحثية على الحركات الاحتجاجية، والسوسيولوجيا التاريخية، وسوسيولوجيا المكان، وسياسات الريف، والسوسيولوجيا الحضرية والنظرية السياسية. صدر له كتاب عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر بعنوان "تحولات مفهوم القومية العربية: من المادي إلى المتخيل".

حلّت الذِّكرى الثّانية للثّورة المصريّة، والبلاد تعيش حالةً من عدم الاستقرار. وقد شهدت البلاد في الخامس والعشرين من كانون الثّاني / يناير 2013 أحداث عنفٍ في مراكز المدن، تصاعدت مع إصدار المحكمة الابتدائيّة الحكم بالإعدام على واحدٍ وعشرين مواطنًا اتُّهموا بارتكاب جريمة القتل العمد في أحداث العنف التي شهدها ملعب (استاد) بورسعيد الرياضيّ في شباط / فبراير 2012 بعد مباراة كرة القدم بين ناديي "المصري" و"الأهلي"، والتي أسفرت عن مقتل أربعةٍ وسبعين مشجِّعًا. وقام أهالي المحكوم عليهم بعد إصدار حكم المحكمة بالهجوم على سجن بورسعيد حيث يوجد المُتَّهمون، لتندلع بذلك اشتباكاتٌ تواصلت على مدار الأيّام التالية، راح ضحيّتها عشرات المواطنين. وتطوّرت الأحداث في الأسبوعين التّالييْن لذلك، حتّى تحوّلت المدينة إلى ساحاتٍ للتّظاهر والعصيان المدني، رُفعت فيها شعاراتٌ طغى عليها الطّابع الجهوي. وهذا ما يُكسبها أهميّةً؛ إذ إنّها كانت التّظاهرات الأولى التي اتّخذت شكلًا مناطقيًّا بعد اندلاع الثّورة المصريّة.

تحاول هذه الورقة تحليل طبيعة الانتفاضة في مدينةِ بورسعيد، والكشف عن جذورها الاجتماعيّة والثقافيّة. وتخصِّص القسم الأخير لتحليل مواقف القوى السياسيّة في المُعارضة والحُكم؛ تلك التي اتّخذت شكلًا مغايرًا في تعاملها مع الأزمة.