بدون عنوان

فخامة الرئيس أشرف غني يلقي كلمته في المؤتمر
فخامة الرئيس أشرف غني يلقي كلمته في المؤتمر
فخامة الدكتور أشرف غني
فخامة الدكتور أشرف غني
الدكتور سلطان بركات يرحب بفخامة الرئيس أشرف غني
الدكتور سلطان بركات يرحب بفخامة الرئيس أشرف غني

في اليوم الثاني من مؤتمر "التطلّع إلى إرساء السلام في أفغانستان"، الذي يعقده مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات فرع واشنطن في الفترة 21-23 حزيران يونيو 2021، ألقى الدكتور سلطان بركات كلمة ترحيبية قدّم فيها فخامة السيد الدكتور محمد أشرف غني، رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية، الذي ألقى محاضرة حول عملية إرساء السلام في أفغانستان على إثر قرار الإدارة الأميركية سحب قواتها وقوات حلف شمال الأطلسي من بلاده. وقد أشاد الرئيس غني بقرار الرئيس الأميركي جو بايدن سحب القوات الأميركية من أفغانستان، ووصفه بأنه يؤدي إلى تسريع عجلة السلام في أفغانستان.

وشدد الرئيس الأفغاني في محاضرته على أهمية انعقاد هذا المؤتمر وإسهامه في تشكيل المعرفة حول مسار السلام وحل النزاع في أفغانستان، وأنه بات من الضروري الاستعانة بالخبراء والأكاديميين المجتمعين في المؤتمر من أجل التوجه إلى الشعب الأفغاني الذي يعيش 20 في المئة منه في الشتات، حيث سيكون لهذه الخلاصات الأكاديمية تداعيات على أرض الواقع.

وألمح في بداية محاضرته إلى أن حالة عدم اليقين التي يعيشها العالم بعد اجتياح جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والتي تؤدي دومًا إلى الالتفات إلى تفادي كثرة المخاطر، يعيشها الأفغان منذ 43 عامًا متواصلة، وبسبب ذلك لا يفكر الأفغان في المخاطر فقط، بل في الإمكانيات والفرص أيضًا. ودعا الرئيس الأفغاني حركة "طالبان" إلى وقف العنف والرضوخ لإرادة الشعب، مؤكدًا استعداده إلى تقديم موعد الانتخابات وضمان انتقال السلطة بشكل منظم في أفغانستان.


وقال "نحن لا ننظر إلى أفغانستان من منظور الماضي، بل الحاضر والمستقبل، والشعب الأفغاني يريد أن يعيش بسلام"، مضيفًا "نحن نتمسك بالسلام ولسنا معنيين بالسلطة، وكبار العلماء المسلمين في أفغانستان وباكستان وفي السعودية أعلنوا مواقفهم، ودانوا القتال وقالوا عن ذلك إنه ليس من تعاليم الإسلام". وتابع "إن خيارنا سلام دائم وعادل، ولكن إذا فرضت علينا الحرب، فسنفاجئ العالم، ولكن كما كان في الماضي وفي كل مرة اضطررنا بها إلى القتال، كان الدمار كبيرًا، فدعونا لا نكرر ذلك".

وأضاف الرئيس الأفغاني "إن حركة طالبان ترتكب خطأ استراتيجيًا بزيادة العنف في وقت يكون به مسار سياسي مطروح على الطاولة، إنه مسار الدوحة"، محذرًا من أنّ "هناك كارثة في الطريق آتية، تتمثل بوقوع حرب أهلية، وإذا قدر الله لأفغانستان أن تغرق في النزاع على غرار سورية ولبنان، فإنّ المنطقة كلها ستتأثر بهذه التداعيات". وتساءل عن الدوافع التي حدت بحركة "طالبان" لتدمير البنية التحتية التي جرى إنشاؤها في السنوات الماضية، والتي كلفت ملايين الدولارات، وقيامها بتفخيخ منازل المواطنين بالألغام، بحسب قوله، ما اضطر آلاف المواطنين إلى النزوح عنها، قائلًا "إنه لا أحد يمكن أن يتنافس مع حركة طالبان في هذا السياق". وتساءل "ماذا لو كانت طالبان تؤمن بمركزية الأمة الأفغانية؟ أم إنها تضع علاقاتها مع رعاتها وشركائها أولًا؟". وخاطبهم قائلًا "اختاروا وأوضحوا خياركم للشعب الأفغاني، وقدموا رؤيتكم لعودة 3 ملايين لاجئ من باكستان والملايين من إيران، واعرضوا خططكم حول السياسة المائية للبلاد، وحول موارد الشعب الأفغاني".

وألقى الرئيس الأفغاني الضوء على العواقب التي من الممكن أن تترتب على الجوار الإقليمي في حالة إذا كانت أفغانستان ضعيفة، مؤكدًا أنه إذا تحوّلت أفغانستان إلى دولة قوية، فإن هذا سيؤثر بشكل إيجابي في المصلحة الجماعية للقارة. ومن هذا المنطلق، أشار إلى أن هناك تحولًا استراتيجيًا يحدث بالفعل، ولذا يجب إعادة صياغة الشراكات واستغلال هذه الفرصة. 

تجدر الإشارة إلى أن أعمال هذا المؤتمر الدولي الذي تقدم فيه مجموعة من الخبراء والأكاديميين أوراقها البحثية يُبث عبر منصة زووم ومنصات المركز العربي ومركز دراسات النزاع والعمل الإنساني على شبكات التواصل الاجتماعي.