بدون عنوان

الدكتور محمد الطاهر المنصوري

استضاف سيمنار المركز العربي الدكتور يوم الخميس 20 تشرين الثاني / نوفمبر 2015 الدكتور محمد الطاهر المنصوري الذي قدّم عرضًا تحت عنوان: "استهلاك الثّلج في الحضارة العربية الإسلامية في العصر الوسيط: ما بين ترف العيش والتحكم في تقنيات التبريد. والدكتور محمد الطاهر المنصوري هو أستاذ التاريخ بمعهد الدوحة للدراسات العليا، وأستاذ سابق في الجامعة التونسية، وأستاذ زائر لعديد الجامعات الأوربية والعربية. وقد حاز جائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع الترجمة – الدورة الثامنة، عن ترجمة كتاب أليفيا كونستابل، إسكان الغريب في العالم المتوسطي في العصر الوسيط (من الإنكليزية إلى العربية).

وفي مقاربة علمية أصيلة، وفي حقلٍ معرفي ندُرت الإسهامات التاريخية فيه، تطرق الدكتور المنصوري لمسألة استعمال العرب الثّلج عبر العصر الإسلامي الوسيط، منذ الحجّاج بن يوسف في القرن الأول للهجرة، مرورًا بالخلفاء الأمويون فالخلفاء العباسيين، بوصفه مادة غذائية، ووسيلة لتبريد البيوت (أو تكييفها بلغة العصر)، وأيضًا بوصفه مظهرًا من مظاهر التعبير عن أبهة الملك وقدرته على استجلاب النادر من المواد. وأوضح الدكتور المنصوري أنّ نقل الثّلج لم يقتصر على المدن العواصم السياسية (للخلافة)، بل تجاوزه ليصل مثلا إلى مكة والمدينة المنورة، رغم أنهما ليستا مقرًّا للحكم، ولم يعد مقتصرًا على نخبة القوم، بل أصبح جزءًا من الصدقات التي يقدمها أتقياء الناس إلى المتصوفة والمجاورين إذ يسقون السويق والثّلج والسكر.

اهتمام شديد أبداه الباحثون والطلبة الحاضرون بموضوع السيمنار غير المألوف

ثم عرض الباحث لكيفية نقل الثّلج من مواطن اقتطاعه إلى مواطن استهلاكه، في الفترات الأولى من دولة الإسلام، من خلال تحديد هذه المناطق التي يقتطع منها الثّلج، حيث يظل متراكمًا كامل فصل الصيف ويسمح بتزوّد المدن "بذهب العصر الوسيط الأبيض"، ومن ثمّ عرض جملة من العناصر التي تتدخل في نقله، وكيفية نقله واهتمام الدولة به وجعله ضمن المهام السلطانية.

وقد قدّم الدكتور المنصوري في النهاية استنتاجات تهمّ جوانب تتعلّق بأهمية الثلج في حياة الناس في العصر الوسيط الإسلامي، خاصة في المشرق، وهي أهمية غذائية وعمرانية وسياسية؛ كما تطرّق إلى بعض الجوانب التقنية التي تبرز مدى سيطرة العرب والمسلمين على تقنيات التبريد.

وأعقب العرض نقاش واسع أسهم فيه جمهور الحاضرين من أساتذة وباحثين وطلبة ومهتمين.

يذكر أن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يفتح المجال أمام الباحثين والطلبة والمهتمين المقيمين في قطر والمتواجدين بها لحضور السيمنار الأسبوعي الذي يعقده كلّ يوم خميس، بدايةً من الساعة الثانية بعد الظهر في قاعة مكتبة المركز العربي.

ويخصص سيمنار المركز العربي ليوم الخميس 26 تشرين الثاني / نوفمبر 2015 لورقة يقدمها ابراهيم فريحات، أستاذ النزاعات الدولية في مركز بروكنجز وجامعة جورجتاون وعنوانها "إدارة التنافس الإقليمي السعودي-الإيراني". ويمكن للجمهور من خارج المركز العربي التسجيل لحضور السيمنار بإرسال رسالة إلكترونية تضمّ بيانات: الاسم، الوظيفة، رقم الهاتف، والعنوان الإلكتروني؛ إلى البريد الإلكتروني التالي: seminar@dohainstitute.org

سيمنار المركز العربي للأبحاث هو جلسة علمية دأب المركز على عقدها لباحثيه وموظفيه والمدعوين من خارجه (وقد أصبح مفتوحًا لكلّ من يريد التسجيل لحضوره)، يقدّم خلالها أحد الباحثين عرضًا عن مشروعٍ بحثي أتمّه أو هو بصدد إنجازه، ويشارك الحاضرون في مناقشة البحث وأفكاره ومنهجيته.