قام وفد من كلية الدفاع الوطني العُماني، يوم الأربعاء 2 شباط/ فبراير 2022، بزيارة إلى المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومعهد الدوحة للدراسات العليا. وترأس الوفد آمر الكلية اللواء الركن جوي (مهندس) صالح بن يحيى بن مسعود المسكري.

وقد تقدّم مستقبلي الوفد العُماني الدكتور عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي، والدكتور عبد الوهاب الأفندي، رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا بالوكالة. واستُهِل اللقاء بترحيب الدكتور بشارة بالوفد، مستعرضًا الأهداف الرئيسة التي تأسس بموجبها المركز، وأشار إلى تكوين جماعة علمية عربية تُعنى ببحث ودراسة القضايا العربية أو الإقليمية التي تؤثر في الواقع العربي، وتوظف لهذا الغرض مجموعة من المشاريع والبرامج والأدوات البحثية.

وقد أكد الدكتور الأفندي، في معرض ترحيبه بالوفد، الرسالة المشتركة للمركز والمعهد بتطوير العلوم الاجتماعية والإنسانيات خدمة للنهضة العربية، عبر دعم وإحياء هذه العلوم التي لم تحظَ بالقدر الكافي من الاهتمام في المحيط العربي، رغم أهميتها للنهضة ورفعة الأمم. وبناء عليه، فإنّ المعهد يهدف إلى توطين العلوم الاجتماعية والإنسانية وإحيائها في المنطقة: أولًا باستيعاب منجزاتها وآخر ما توصلت إليه، وتجويد التحصيل فيها؛ وثانيًا بتطويرها بما يناسب حاجات شعوب المنطقة العربية وبلدانها؛ وثالثًا بالتفوق فيها عالميًا، حتى يكون العرب من المساهمين المؤثرين فيها. وأوضح أن المعهد والمركز العربي قد قطعا أشواطًا طويلة على طريق تحقيق هذه الغايات، عبر التدريس والبحث والنشر وعقد المؤتمرات، والتواصل مع المؤسسات التعليمية العربية والأجنبية وبناء الشراكات معها، وكذلك تخريج أكثر من ثمانمئةٍ من طلاب الدراسات العليا. وأكد أن الباب مفتوح للتعاون في مجالات كسب المعرفة وتطويرها وإنتاجها، وفي مجالات عديدة مثل برامج الماجستير في الدراسات الأمنية النقدية، أو إدارة النزاع والعمل الإنساني، أو العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أو دراسات الدبلوماسية والتعاون الدولي.

وقد تعرف الوفد في هذه الزيارة إلى المركز العربي، من خلال عرضٍ قدّمه الدكتور محمد المصري، المدير التنفيذي للمركز، تناول فيه دور المركز العربي بصفته مؤسسة بحثية مختصة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية، في جوانبها النظرية والتطبيقية. واستعرض رؤية المركز ونشاطه العلمي والبحثي من مؤتمرات، وندوات، وإصدارات متنوعة من كتب ودوريات علمية محكّمة ساهمت في خلق تواصل بين المثقفين والمتخصصين العرب في هذه العلوم، وبينهم وبين قضايا مجتمعاتهم، وكذلك بينهم وبين المراكز الفكرية والبحثية العربية والعالمية. كما قدّم الأستاذ علي الكعبي المستشار الإعلامي عرضًا تعريفيًا بمعهد الدوحة الذي يقدّم برامج ماجستير للدراسات العليا معتمدة دوليًا، وأضاف أن المعهد يهدف من خلال برامجه الأكاديمية ونشاطات أساتذته البحثية في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية والإدارة العامة إلى تحقيق رسالته المتمثلة في المساهمة في تكوين جيلٍ جديدٍ من الأكاديميين والباحثين المستقلين فكريًّا، والمتمكّنين من المعايير العلمية العالمية والأدوات البحثية المنهجية الحديثة القائمة على مبدأ تداخل التخصصات.

وفي الختام، ونيابةً عن آمر كلية الدفاع الوطني والهيئتين الإدارية والتوجيهية والمشاركين والمشاركات في كلية الدفاع الوطني، تقدّم السيد طارق محمد المنذري بالشكر لإدارة المركز والمعهد على الاستضافة والمحاضرات الضافية التي عُرضت، وأثنى فيها على الإنجازات في إثراء الناتج الفكري من خلال نشاطهما العلمي البحثي، والدوريات المحكّمة والمؤتمرات البحثية والاهتمام الواعي باللغة العربية وعكس وجهات نظر المجتمع العربي. وهو ما يتوافق مع السعي الدؤوب لخلق بيئة بحثية نقدية في العلوم الاجتماعية والإنسانية، وتحليل القضايا الاقتصادية والسياسية والمؤثرة في البيئة الخليجية والعربية والعالمية، ومد جسور الحوار والتعاون مع المراكز الفكرية والبحثية العربية والعالمية.

وقد جرى خلال هذا اللقاء تبادل للدروع والهدايا التذكارية.