بدون عنوان

في سياق تحضيراته لعقد المؤتمر المؤتمر السنوي الثالث لمراكز الأبحاث العربيّة المزمع عقده في الفترة الواقعة بين 6 و8 كانون الأوّل / ديسمبر 2014، والذي سيكون موضوعه هذا العام "دول مجلس التعاون الخليجي: السياسة والاقتصاد في ظلّ المتغيرات الإقليمية والدولية"، استقبل المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات أكثر من 150 مقترحًا بحثيًّا توزّعت على المحاور التالية: جيوبوليتيك الخليج والمتغيرات الإقليمية والدولية، والعلاقات مع القوى الدولية الأخرى، ودول مجلس التعاون والنظام الإقليمي العربي، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجه دول الخليج العربية وسعيها إلى تحقيق مزيد من الاندماج.

يدلّ هذا التفاعل الكبير مع موضوع المؤتمر على مدى اهتمام الباحثين والأكاديميين الخليجيين والعرب والأجانب بالإشكاليات والقضايا والتحدّيات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي ودورها الإقليمي والعربي، وبمستقبل مشروع مجلس التعاون في ظل التغيرات العميقة التي تشهدها المنطقة والعالم. والجدير بالملاحظة أنّ جزءًا مهمًّا من المتقدمين بمقترحات بحثية، هو من فئة الباحثين الشبّان الذين نالوا درجتَي الدكتوراه أو الماجستير حديثًا، وأبدَوا حماسة كبيرة للمساهمة في تناول موضوعات المؤتمر المتنوعة، علمًا أنّ جميع المقترحات البحثية خضعت لتحكيم أكاديمي صارم. كما سيجري تحكيم جميع الأوراق بعد إنجازها، تأكيداً للطابع الأكاديمي للمؤتمر.

لقد أرسى المركز العربي تقليدًا سنويًّا في مؤتمر مراكز الأبحاث العربية، وهو أن يدعو ضيوفًا من مراكز أبحاث من دول أجنبية للمساهمة في تقديم وجهات نظرهم الأكاديمية في موضوعات المؤتمر. واستمرارًا لهذا النهج، جرى توجيه دعوات لحضور مؤتمر هذا العام إلى مراكز أبحاث أجنبية مختلفة مهتمّة بمنطقة الخليج العربي وقضاياه المتنوعة.

لقد اختار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن يكون موضوع المؤتمر هذا العام عن دول مجلس التعاون الخليجي بسبب تنامي أهمية الدور الذي أخذت دول الخليج العربية تقوم به في الآونة الأخيرة في شؤون المنطقة وقضاياها المختلفة حتى غدت تضطلع بدورٍ مركزي في السياسة العربية، نتيجة غياب أدوار الدول المحورية (سورية، والعراق، ومصر)، بخاصة بعد ثورات الربيع العربي والتغيرات العميقة التي أعقبتها. فضلًا عن ضرورة الوقوف على التحدّيات الجسيمة التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي في ظلّ تطورات إقليمية ودولية بالغة الأهمية.

وجدير بالذكر أنّ المركز العربي يعقد ثلاثة مؤتمرات مركزية سنويًّا، هي: المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية الذي يُعقد في آذار / مارس من كلّ عام، ويجري فيه توزيع الجائزة العربيّة؛ ومؤتمر التحوّل الديمقراطي الذي يُعقد في أيلول / سبتمبر، ويعالج هذا العام قضية الطائفية وصناعة الأقلّيات؛ ومؤتمر مراكز الأبحاث العربية الذي يُعقد في كانون الأوّل / ديسمبر، ويُدعى إليه عادةً أكاديميون، وباحثون، وممثّلون عن مراكز الأبحاث السياسية والإستراتيجية في الوطن العربي، فضلًا عن شخصيات سياسية، ومجموعة واسعة من الإعلاميين العرب والأجانب، بحيث يشكّل فضاءً للتفاعل بين كلّ هؤلاء في السياق الأكاديمي العام للمؤتمر.