بدون عنوان

سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال حضوره حفل افتتاح المنتدى

أقام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تحت رعاية سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبحضوره، مساء أمس (السبت الموافق 5 كانون الأول/ ديسمبر 2015) حفل افتتاح أعمال "منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية"، الذي ينظمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" لمدة ثلاثة أيام في فندق ريتز كارلتون بالدوحة. وحضر الافتتاح كذلك معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في دولة قطر، وعدد من أصحاب السعادة الوزراء وكبار المسؤولين، والدكتور عزمي بشارة المدير العامّ للمركز العربي ونخبة من الأكاديميين والخبراء والباحثين وضيوف المنتدى.

سعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي، وزير التعليم والتعليم العالي - قطر

وأكد معالي الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي في دولة قطر، في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح أنّ التعليم الخليجي يواجه تحديات كبيرة، أهمها الإنفاق غير المتوازن على مكونات العملية التعليمية وعناصرها. وأشار إلى ضعف مخرجات التعليم العام النظامي في دول المجلس على الرغم من تكلفته الباهظة، إلى جانب الاعتماد المتزايد على المعلمين الوافدين، وتأثيراته السلبية في الحس الوطني الخليجي وقيمة المواطنة. كما انتقد عدم التوظيف الأمثل للتكنولوجيا بالصورة المطلوبة للنهوض بالعملية التعليمية إلى الآن على الرغم من التقدم التكنولوجي الكبير في المجال التعليمي والإنفاق الضخم عليه. وأشار إلى تحدٍ آخر يتمثل في اقتصار التعليم التقني والمهني في بعض الدول على الفتيان دون الفتيات، كما أنّ النظرة الدونية لهذا النوع من التعليم المهم، ما زالت موجودة لدى أفراد المجتمع. وأشار إلى وجود فجوة بين مخرجات المؤسسات التعليمية وبين حاجات سوق العمل، ومتطلبات الالتحاق بالجامعات، وكذلك الانفتاح السلبي على العالم الخارجي والثقافات الأخرى، ما يؤثر في الهوية الثقافية والاجتماعية بما في ذلك اللغة العربية، مؤكدًا أنّ هذه التحديات ليست مقصورة على المستوى الخليجي بل تعانيها معظم الدول العربية.


تجربة قطر

وأشار الدكتور الحمادي إلى ما تضمنه تقرير التنافسية العالمية 2015-2016 والذي يضع قطر في مراكز متقدمة دوليًا وإقليميًا وعربيًا؛ إذ إنها حازت المرتبة الأولى على المستوى العربي والرابعة عشرة على المستوى العالمي في ذلك التقرير، والأولى عربيًا والتاسعة دوليًا في جودة التعليم الابتدائي، والأولى عربيًا والخامسة دوليًا في جودة التعليم الثانوي، والأولى عربيًا والسابعة دوليًا في جودة الإدارة المدرسية، والأولى عربيًا والثامنة عشرة دوليًا في توفير الإنترنت في المدارس.

وأعرب عن أمله في أن تساهم منتديات من قبيل "منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية" في تحقيق النظرة الشمولية إلى قطاع التعليم، وتحقيق مزيد من التقارب والقواسم المشتركة بين المؤسسات التعليمية في دول مجلس التعاون من خلال تعزيز فرص استثمار القطاع الخاص في التعليم، والتقارب في المناهج التعليمية، وبناء أدوات موحدة لقياس الجودة في الأنظمة التربوية، وأخرى لقياس جودة المخرجات، والتوسع في الجامعات الخاصة لخدمة أبناء الجاليات، وفي توظيف التكنولوجيا الحديثة من خلال التطبيقات الجوالة المعرّبة؛ لتعزيز الهوية واللغة العربية.


مجلس التعاون الخليجي: مسيرة التحديات

سعادة السفير عبد الله بشارة

تحدث خلال حفل افتتاح منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية سعادة السفير عبد الله بشارة الأمين العام الأول لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (1981-1993). واستعرض سيرة مجلس التعاون منذ نشأته في ثمانينيات القرن الماضي والجهد الذي بذله القادة لتحقيقها. وأوضح أنّ فكرة المجلس ولدت في خضم تحديات جسيمة، وجاء من أجل مواجهتها، واستمرت المسيرة على هذا النحو منذ ذلك الحين. فقد كانت الحرب العراقية - الإيرانية السبب الرئيس وراء إنشاء المجلس؛ إذ تطلب الأمر حشدًا عربيًا ودوليًا لمنعها من الوصول إلى تراب الخليج، والحفاظ على توازن القوى، ومقاومة تغيير النظام الإقليمي، وتأمين موقف عربي موحد، وخلق وعي عالمي مؤيد لمساعي المجلس، وممارسة الضغوط على الطرفين لوقف القتال.

وتناول عبد الله بشارة الأهداف التي سعى المجلس لتحقيقها منذ انطلاقته الأولى وبالأخص على الصعيد العربي بتأسيس شراكة عربية - خليجية تقوم على التفاهم السياسي والانتفاع الاقتصادي والتداخل الثقافي في أجواء من الألفة والاطمئنان. كما تطرق إلى أربعة موضوعات قال إنها ذات حيوية خاصة في دبلوماسية مجلس التعاون الحالية؛ وهي ملفات الطاقة والإرهاب ومخاطر الطائفية والحوار مع إيران ومستقبل الوضع العربي.


المركز العربي مشروع فكري تنويري

الشيخ سحيم بن محمد آل ثاني

وقدم الشيخ سحيم بن محمد آل ثاني، الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، كلمة المركز في الحفل، وأشار فيها إلى أنّ منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية هو جزءٌ من تقليدِ المؤتمراتِ السنويةِ المحكّمةِ التي دأبَ المركزُ على عقدِها سنويًا، فإلى جانب المنتدى، يعقد المركز "المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية" الذي نظَّم منه أربع دوراتٍ حتى الآن، وسوف يعقد دورته الخامسة في آذار/ مارس المقبل حول موضوعيْ: "الحرية في الفكر العربي المعاصر" و"قضايا التمدين ومشكلاته في المدينة العربية المعاصرة". وستُعلَن في هذا المؤتمر نتائج جائزة المركز السنوية. كما يعقد المركز سلسةً من المؤتمرات حول "العرب والعالم"، وقد نظَّم منها حتى الآن أربع دوراتٍ تناولت موضوعات "العرب وتركيا" و"العرب وإيران" و"العرب وأميركا"، و"العرب وروسيا". وسوف يبحث المؤتمر المقبل الذي سينعقد في أيار/ مايو 2016 موضوعَ "العرب والصين".

وجاء في كلمة المركز أيضًا أنّ فعاليات المركز العربي ومشاريعه البحثية المختلفة تنطلق من رؤيته الأساسية لقضايا النهضة العربية. وفي هذا الإطار، أطلق المركز مؤسسةَ "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية"، الذي يرصد تاريخ الألفاظ والمصطلحات العربية على مدى الألفَي سنةٍ الماضية. وتعملُ في المعجمِ اليومَ مجموعةٌ مختارةٌ من أبرز اللغويين ومؤلفي المعاجم والمختصين في الحاسوب، وسوف تصدر مجلداتُه تباعًا على مدار الخمسة عشر عامًا المُقْبلة.

وقد اعتمد المركز برنامجين من أجل تعزيز الكفاءة الداخلية للباحثين العرب، وتيسير عملهم وإنتاجهم للأفكار، وهما: "برنامج باحث زائر"، و"برنامج المنح البحثية". والبرنامجان مفتوحان لجميع الباحثين العرب وفق شروطٍ معينة، ويجري حاليًا العمل بهما بالفعل. كما يرتبط المركز بمذكراتٍ وأُطرِ تفاهمٍ مع العديد من المؤسسات العلمية والجامعية العربية.

وإلى جانب العمل البحثي هذا، يُعنى المركز العربي بتحليل السياسات، ويشتمل ذلك على استنهاض الأفكار والعصف الفكري حول ما يحدث في وطننا العربي، وإنتاجِ تحاليلَ سياساتٍ وتقديراتِ رأيٍ مُعمَّقةٍ متوافرةٍ على موقع المركز الإلكتروني.

ويُصْدِر المركز أيضًا دورياتٍ علميّةً محكَّمةً، هي "تبيُّن: للدراسات الفكرية والثقافية"، و"عمران: للعلوم الاجتماعية والإنسانية"، و"سياسات عربية"، ومجلة "أسطور: للدراسات التاريخية". ومن المُنتَظرِ أنْ يَصدُرَ الكتابُ السنويُ الأولُ من مجلة "استشراف: للدراسات المستقبلية" في نهاية العام الحالي (2015)، وهي المجلة الخامسة للمركز. كما أنّ المركز سيعمل على إصدار مجلتين سادسةٍ وسابعةٍ، هما "دراسات معجمية" و"تنمية".

وإلى جانب هذه المجلات يشتملُ المركزُ على وحدةِ ترجمةِ الكتبِ التي تعكفُ على ترجمةِ الكتبِ المرجعيةِ والمهمّةِ الصادرةِ بلغاتٍ متعددة، طامحًا بذلك إلى أنْ يُقدِّم مساهمته في قضية التفاعل الثقافي والحضاري، وخدمةِ قضايا النهوض العربي. وفي هذا السياق ينشط قسم الإصدارات في المركز بنشر الكتب في الموضوعات المختلفة بعد تحكيمها وفق الأصول الأكاديمية، وقد أصدر المركز حتى الآن نحو 141 كتابًا، وهي إضافةٌ ذاتُ أهمّيةٍ جليّةٍ إلى المكتبة العربيّة.

كما أطلق المركز قبل أربعة أعوامٍ برنامجَ قياسِ الرأيِ العامِّ، وهو أضخمُ مشروعٍ عربيٍ لقياسِ اتجاهاتِ الرأي العامِّ نحو موضوعات اقتصادية واجتماعية وسياسية راهنة ومهمّة.

وتقدّم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالشكر إلى دولة قطر لاحتضانها هذا المشروع الفكري والتنويري المهم لينمو بكل حرية واستقلالية.


معهد الدوحة صرح أكاديمي لتخريج الباحثين والمهنيين

الدكتورة هند المفتاح

ومن جانبها قدمت الدكتورة هند المفتاح كلمة باسم معهد الدوحة للدراسات العليا، الذي افتتح عامه الدراسي الأول قبل نحو شهرين، بعد أن كرّس المركزُ العربي الجهدَ والوقتَ على مدارِ أكثرِ من أربعةِ أعوامٍ في تأسيسه. وقالت إنّ رسالةَ معهدِ الدوحة للدراسات العليا هي بناءُ مؤسّسةٍ أكاديميّةٍ مستقلّةٍ للدراسات العليا في العلوم الاجتماعية والإنسانية والإدارة العامّة واقتصاديات التنمية. وأضافت أنّ نقطة التحوّل الأهم، كانت عندما حظي مشروعُ المعهدِ بدعمٍ سخيٍ من صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حين كان ما زال وليًا للعهد؛ فقد رآه صاحب السمو من خلال رؤية قطر الوطنية وخارطة طريقها نحو بناء رأس المال البشري والهوية في قطر، وأيضًا من خلال رؤيته لأهمية دور النخبة الثقافية والمهنية العربية، ومساهمتنا في التنمية البشرية على المستوى العربي.

وأشارت إلى أنّ معهد الدوحة يعمل من خلال تكاملِ التعليمِ والتعلّمِ مع البحث العلمي على نحوٍ يؤهلُ خريجيه كي يصبحوا أكاديميّين باحثين في تلك التخصصات، ومهنيين يتمكنون من التزام المعايير العلمية العالميّة والأدوات البحثية المنهجية الحديثة القائمة على مبدأ تداخل التخصصات، وقادةً قادرين على الدفع قُدُمًا بالمعرفة الإنسانية والاستجابة إلى حاجاتنا في سبيل التطوّر الفكري والاجتماعي والمهني، منوهة إلى أنّ معهد الدوحة يتبنّى استخدامَ اللغةِ العربية لغةً رئيسةً للدراسة والبحثِ مدعومة باللغات الحيّة الأخرى.

واوضحت الدكتورة هند المفتاح المراحل التي مر بها مشروع معهد الدوحة منذ ولدت فكرته بمرحلةٍ تشاوريةٍ تأسيسيةٍ أطلقها الدكتور عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في عام 2011، إلى أن فتح بابَ القبولِ للسنة الجامعية الأولى 2015-2016 في تسعةِ برامج للماجستير، هي: العلوم الاجتماعية والإنسانية، والفلسفة، والتاريخ، واللسانيات والمعجمية العربية، والأدب المقارن، والإعلام والدراسات الثقافية، والإدارة العامة، والسياسة العامة، واقتصاديات التنمية. وانطلقت الدراسة في المعهد في بداية شهر تشرين الأول / أكتوبر 2015، وقد تمّ قبول أول فوجٍ من طلاب معهد الدوحة للدراسات العليا؛ وهم 148 طالبًا وطالبة من قطر والدول العربية والخليجية والأوروبية.

وتابعت المتحدثة القول: "إنّ تحقيقَ حلمِ معهدِ الدوحةِ يتقاطعُ ويتكاملُ مع مسيرةِ الإصلاحِ والحداثةِ التي انتهجتها قطر الحديثة، إذ تمّ رسمُ خريطةِ طريقٍ لمستقبلِ البلاد تحت "رؤية قطر 2030"، والتي هدفت إلى تحويل قطر بحلول عام 2030 إلى دولةٍ متقدمةٍ قادرةٍ على تحقيق التنميةِ المستدامة ... فقيادتُنا بنظرتها الثاقبة، مؤمنةٌ بأنّ الاستثمارَ في بناء رأس المال البشري أولويةُ المرحلةِ القادمةِ لبلوغِ المستوى المنشودِ في تحقيق التنمية المستدامة، إذ إنّ قيادتَنا تؤمنُ أنه لا هويةَ من دون انتماءٍ لحلقاتٍ أوسعَ، وأنّ قطرَ جزءٌ من منطقة الخليج العربي، وجزءٌ من العالم العربي والعالم الإسلامي، وجزءٌ من الإنسانية والمجتمع الدولي".

وأشارت الدكتورة هند إلى أنّ المعهد، إضافة إلى العمل الأكاديمي على برامج الماجستير حاليًا، والدكتوراه في المستقبل القريب، يقدّم دوراتٍ تدريبيةً مهنيةً لمختلف الوزاراتِ الحكوميةِ في قطر. وقد قدّم حتى الآن 100 دورةٍ، شارك فيها 112 من القيادات القطرية في القطاع الحكومي، بما في ذلك الدورات التي بدأ المركز العربي للأبحاث بتقديمها، قبل أن يحوِّل هذا المشروع إلى المعهد.

حضور متنوع وكبير في افتتاح المنتدى