بدون عنوان

خلال اليوم الأول من المؤتمر
مهران كامرافا - مدير وحدة الدراسات الإيرانية في المركز العربي
شيرين طهماسب هنتر
آرانغ كشاورزيان
علي رضا إشراقي

انطلقت أمس الإثنين 16 آب/ أغسطس 2021، أعمال مؤتمر وحدة الدراسات الإيرانية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بعنوان "المؤسسات والسياسة في إيران". ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام، ويتضمّن عرض أوراق بحثية يقدّمها باحثون إيرانيون بشأن التحوّل الذي تشهده مختلف المؤسسات في إيران، منذ نشوء الجمهورية الإسلامية. ونظرًا إلى استمرار تأثير جائحة فيروس كورونا، فقد عُقدَ المؤتمر عبر منصة "زووم" Zoom.

افتتح المؤتمر الدكتور مهران كامرافا، مدير وحدة الدراسات الإيرانية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة جورجتاون في قطر. وأشار في كلمته إلى أنّ المؤتمر سيتناول المؤسسات المنتَخَبة وغير المنتَخَبة في الجمهورية الإسلامية، بما فيها المؤسسات والشبكات الرسمية وغير الرسمية وشبه الرسمية التي تنشئ نظامًا سياسيًا معقّدًا.

استهلّت الباحثة شيرين هنتر الجلسة الأولى، بتقديم ورقة بحثية تناولت "الجمهورية الإسلامية من منظور تاريخي ومؤسسي: أوجه القطيعة والاستمرار". رأت فيها أن نشوء الجمهورية الإسلامية أدّى إلى قطيعة حادّة في حياة إيران السياسية التاريخية، ويشكّل تحولًا تاريخيًا عما كان عليه ماضي إيران. وسلّطت الضوء على أهمية الدين قبل الثورة وبعدها، ولكنها لفتت إلى أنه لم تكن هناك دولة قائمة على أساس ديني في البلاد قبل عام 1979. وقد حصل تحوّل آخرٌ مهمّ في العام ذاته؛ إذ تحوّلت إيران من نظام ملكي إلى نظام جمهوري.

وقدم آرانغ كشاورزيان ورقة عن "الاحتجاجات والمشاركة والتمثيل في نظام سياسي ارتجالي"، دعا فيها إلى تحديد سياق الاحتجاجات بوصفها "جزءًا من السمات التأسيسية للجمهورية الإسلامية وتصوّرها على أنها منبثقة من خارج المؤسسات وليست بالضرورة مناهضة للنظام". ورأى أن قوة الاحتجاجات تنبع من قدرتها على إحداث تغيير في ما قد يُعدّ سلوكًا سياسيًا مقبولًا، من خلال تحدّي الحدود القانونية التي رسمتها السلطات أو توسيع صلاحياتها. وبحسب الباحث، يمكن فهم الاحتجاجات بصورةٍ أفضل بوصفها "استجابات لجوانب أعمق في أزمة تمثيل معينة".

واختتم علي رضا إشراقي الجلسة الأولى بورقة عنوانها "تطوّر الحرس الثوري". وسلّط فيها الضوء على وظائف الحرس الثوري المتعدّدة، ورأى أنّه من الصعب تحديد دائرة نشاط معيّنة لا تؤدي فيها المؤسسات دورًا مباشرًا أو غير مباشر. وقد برّر الحرس الثوري نفوذه وقوته بأنهما وسيلة لحماية أهداف الثورة؛ ما سهّل في تمدّده السريع على المستويين البنيويّ والوظيفي، ليشمل تأثيره كل جوانب السياسة الإيرانية تقريبًا.

ويتضمّن اليوم الثاني من المؤتمر، 17 آب/ أغسطس 2021، المزيد من الأبحاث عن دور الحرس الجمهوري السياسي، بما في ذلك دور المؤسسات التابعة لرئاسة الجمهورية ومجلس الشورى الإسلامي. ويلي ذلك أبحاث إضافية تعرض في اليوم الثالث، 18 آب/ أغسطس، وتتناول التغيّرات التي طرأت على السياسة الخارجية الإيرانية والنخبة الحاكمة والجهاز القضائي في إيران، إضافة إلى دور الانتخابات وأهميتها على الساحة السياسية الإيرانية.