بدون عنوان


صدر العدد التاسع (صيف 2014) من الدورية المحكّمة "عمران" للعلوم الاجتماعية والإنسانية التي يصدرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. ويعالج هذا العدد قضايا تنموية واقتصادية متعلقة بالسياسات الصناعية بشكل رئيس، إلى جانب جملة من الدراسات والمراجعات والمناقشات.

يضمّ العدد دراسة الباحث علي عبد القادر علي "العدالة الاجتماعية وسياسات الإنفاق العام في دول الثورات العربية" وتهدف إلى إبراز التحدّي الذي يواجه دول الثورات العربية في صوْغها سياسات إنفاقٍ عامّ تلبّي ما طالبت به الثورات. في سبيل ذلك، تنظر الدراسة إلى الثورات العربية بوصفها سعيًا نحو تأسيس أنظمة حكم ديمقراطية؛ بمعنى إنشاء مؤسسات سياسية تعددية وما يعني ذلك لكفاءة المؤسسات الاقتصادية. وتقترح الورقة أن تحدّي صوْغ إنفاق عامّ ملائم لطموحات الثورات في تحقيق عدالة اجتماعية يكمن أساسًا في خلوّ جعبة المؤسسات الدولية المانحة للعون التنموي، مثل صندوق النقد الدولي، من فكرٍ تنموي جديد في مجال صوْغ سياسات الإنفاق العامّ، على الرغم من وجود الشواهد التطبيقية التي توضّح نجاعة سياسات الإنفاق العامّ التوزيعية في تحقيق العدالة الاجتماعية. وهي شواهد تستعرضها الورقة، التي تعرض أيضًا نتائج تطبيقية ناجمة عن حجم الطبقة الوسطى في عيّنة دول الثورات العربية، وتوضح أن هذه الطبقة تمثّل أغلبية السكّان في هذه الدول، وتقترح أن الانتقال إلى نظام حكم ديمقراطي يستند إلى تفضيلات الناخبين من شأنه أن يفرض اتّباع سياسات إنفاق عامّ توزيعية.

وتقدم دراسة دارم البصام "سياسات التنمية البديلة في بلدان الثورات العربية" مساهمة في التطوير المفاهيمي والنظري لتشخيص سياسات التنمية البديلة في مجتمعات بلدان الثورات العربية، إذ إنها تأخذ بالمقاربة السياقية في عمليات المفصلة والتحليل والتمييز للظواهر ورسم البدائل وفق الخصوصيات المحلية، بعيداً عن مسلّمات النظريات الكبرى والأيديولوجيات التي تتغافل في معالجاتها عن ثراء الخصوصيات الثقافية وعن فهم منظومات القيم المحلية وضرورة توفير استجابات لها في السياسات التنموية. كما تأخذ بمقاربات وأدوات منهجية جديدة متعددة المعارف وعابرة للتخصصات في العلوم الاجتماعية، وذلك لتجنُّب الاختزالية في استيعاب ما يجري. وفي اختيار بدائل السياسات التنموية تعتمد الدراسة وحدتين أساسيتين للتحليل: أُولاهما الاقتصاد المالي والنقدي، وثانيتهما اقتصاد الشأن الإنساني، اقتصاد العيش الكريم الذي يسلّم باقتران التنمية بالحرية ويركز على اقتصاد المواطنة كـ "ممارسة" لا كمنظومة حقوق فحسب.

وفي دراسة الباحثين إبراهيم أحمد بدوي وسامي عطا الله "إعادة تأهيل السياسة الصناعية في الوطن العربي دروس الماضي وتحديات الحاضر وآفاق المستقبل" مقترح إستراتيجيا للسياسة الصناعية العربية لمعالجة تحديين أساسيين: الأول هو كيف يمكن للحكومة أن تعلم بالمدخلات الأساسية العمومية المطلوبة للشركات لكي تتمكن من إنتاج منتجات جديدة ومتطورة تساهم في تنويع قاعدة الاقتصادات العربية. والثاني، ما هي المبادئ العامة التي يجب أن تقود عملية تزويد هذه المدخلات، وخصوصًا لتفادي اعتبارات الاقتصاد السياسي المرتبطة بمحاولات "التماس الريع".

وتتناول دراسة الباحث محمد ناجي التوني "تحليل الوضع الراهن للصناعات الصغيرة والصناعات المتوسطة في دول مجلس التعاون الخليجي" اهتمام دول مجلس التعاون المتزايد بالصناعات الصغيرة والصناعات المتوسطة في العقدين الماضيين. وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على الأهمية التنموية للصناعات الصغيرة والصناعات المتوسطة، فضلا عن بيان أهم ملامحها وخصائصها وميزاتها، وأهميتها الاقتصادية عند دول مجلس التعاون الخليجي، ودورها في تنمية الصادرات ودعمها، وحصر التحديات والمعوقات التي تواجه تطور هذه الصناعات في ظل التطورات العالمية المتسارعة بفعل اتساع اندماج اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي في الاقتصاد العالمي.

وتبحث دراسة ساري حنفي وريغاس أرفانيتيس "كتابة مقالات الرأي في الصحف اللبنانية: سبات الحياة العامة للأكاديميين العرب" في مساهمة الأكاديميين في كتابة مقالات الرأي في الصحف اللبنانية، ضمن تساؤلات من قبيل: لماذا يكتب الأكاديميون مقالات رأي في الصحف؟ ما حجم مساهمة الأكاديميين؟ هل يعزز رأيهم وجهة نظر الصحف أم يقيم توازنًا مع وجهة النظر هذه؟ في أي نوع من القضايا يكتب الأكاديميون؟ ما دور المحررين في صفحات الرأي؟ وتتكون منهجية هذه الدراسة من مرحلتين: مرحلة اختيار عينة عشوائية منتظمة لتحديد حجم مساهمة الأكاديميين في صفحات الرأي، مقارنة بفئات أخرى من الكتّاب ومرحلة التحليل النوعي، من عيّنة أوسع.

وفي دراستها "الإخوان المسلمون: سياسات الفجوة الجيلية في حقبة ما بعد الثورة" تسعى ضحى سمير للكشف عن الديناميات الداخلية من خلال مدخل سوسيولوجي يركز على التفاعلات الجيلية داخل الحركة، وتحديدًا رؤى وتصورات جيل الشباب في أعقاب أحداث الخامس والعشرين من كانون الثاني / يناير 2011، تجاه عدد من القضايا، منها الهيكل التنظيمي وعملية صنع القرار؛ ثقافة السمع والطاعة؛ إشكالية الدعوي والسياسي؛ الموقف من الحياة الحزبية؛ إشكالية الثورة والإصلاح. تستخدم الدراسة بصورة منهجية مقابلات مركّزة شبه منظّمة مع بعض منتسبي الحركة وأعضائها السابقين، وتعتمد على سير ذاتية منتقاة، ومجموعات "فيسبوكية"، وأشرطة فيديو لأعضاء الحركة، وذلك بسبب ندرة العمل العلمي حول الديناميات الداخلية للإخوان المسلمين.

ويشتمل العدد التاسع من عمران كذاك على مقالات ومناقشات منها: "العفوي والموجّه في الفعل الإنساني" لشهاب اليحياوي، و"قراءة في الثورات العربية مخاطر الارتداد إلى المربع الأول" لوليد نويهض، إضافة إلى مراجعة منشورات وكتب وتقارير.


للحصول على أعداد المجلة (نسخ ورقية أو إلكترونية) أو مقالات مفردة منها، أو الاشتراك السنوي فيها، زرّالمكتبة الإلكترونية للمركز.