بدون عنوان

جلسة حوارية بعنوان "صناعة السلام في القرن الأفريقي والحوار الاستراتيجي مع دول الخليج العربية"
السيد تابو إمبيكي، رئيس جنوب أفريقيا الأسبق، ورئيس لجنة الاتحاد الأفريقي العليا للقرن الأفريقي والحوار مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية
السيد تابو إمبيكي أثناء تقديمه المحاضرة
جانب من الحضور المشارك
زاوية أخرى للحضور المشارك

عقدت وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالتعاون مع معهد الدوحة للدراسات العليا، يوم الأربعاء 3 آذار/ مارس 2020، جلسة حوارية بعنوان "صناعة السلام في القرن الأفريقي والحوار الاستراتيجي مع دول الخليج العربية"، قدمها تابو إمبيكي، رئيس جنوب أفريقيا الأسبق، ورئيس لجنة الاتحاد الأفريقي العليا للقرن الأفريقي والحوار مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقد أدار الحوار الدكتور عبد الوهاب الأفندي، عميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا.

استهل إمبيكي الجلسة بالإشارة إلى قرار الاتحاد الأفريقي بتشجيع التكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي في القرن الأفريقي، ولا سيما بين السودان، وجنوب السودان، وإريتريا، وإثيوبيا، وجيبوتي، والصومال، وكينيا، وأوغندا؛ وذلك سعيًا لتحقيق ثلاثة أهداف أساسية: السلام والاستقرار، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتكامل والوحدة. وتساعد هذه اللجنة في أعمالها، منظمة الأمم المتحدة، التي عينت ممثلًا خاصًا لهذا الغرض، ومنظمة "إيغاد" (الهيئة الحكومية للتنمية IGAD).

وأوضح إمبيكي أن المهمة الرئيسة المنوطة باللجنة هي زيارة بلدان القرن الأفريقي، والتحاور مع الحكومات والمجتمع المدني والمشرّعين القانونيين، بشأن كيفية تحقيق التكامل والتنمية، بما يتوافق مع متطلبات هذه الدول واحتياجاتها. وقامت اللجنة بزيارة أربع دول حتى الآن: الصومال، وجيبوتي، وكينيا، وأوغندا، على أن تزور جنوب السودان، والسودان، وإثيوبيا، وإرتيريا مع نهاية آذار/ مارس 2020.

وتطرق إمبيكي إلى انخراط دول في منطقة الخليج العربية في قضايا القرن الأفريقي، ولا سيما في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن. وأوضح أنه لا يمكن الحديث عن تكامل وتنمية في القرن الأفريقي، من دون وقف انخراط الدول من خارجه. وأشار إمبيكي إلى التوترات بين دول مجلس التعاون، وانعكاساتها على القرن الأفريقي. فالمنافسة بين دول المجلس كان لها أثر سلبي في استقرار منطقة القرن الأفريقي، من هنا جاء سعي اللجنة لإطلاق حوار استراتيجي مع دول المجلس لتحقيق السلام والاستقرار في القرن الأفريقي.

وعدد إمبيكي بعض التحديات الرئيسة في القرن الأفريقي الواجب تناولها، وأهمها ضرورة إنهاء الحرب في الصومال، وإدامة التقارب بين إثيوبيا وإريتريا، وتحدّي الاستقرار في جنوب السودان، والتوترات بين الصومال وكينيا حول الحدود البحرية. وأمل إمبيكي أن تستطيع اللجنة إيجاد حلول لهذه المشكلات.

وتحدث إمبيكي عن تزايد نفوذ إسرائيل في أفريقيا، ولا سيما مساعيها للتوغل في القرن الأفريقي، واهتمامها بالحصول على صفة دولة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي؛ وهي الصفة الممنوحة بصفة استثنائية من خارج قارة أفريقيا لمنظمة التحرير الفلسطينية فقط. وأضاف أن إسرائيل تنشط نشاطًا مهمًا اليوم في القارة الأفريقية، وتحاول عبر رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، تغيير موقف بعض القادة الأفارقة من القضية الفلسطينية.

واختتم إمبيكي الجلسة بالحديث عن المنفعة المتبادلة التي يمكن تحقيقها، من خلال الشراكة بين دول القرن الأفريقي وغيرها من الدول. وأعقبت الجلسة أسئلة ومداخلات من الحضور.