بدون عنوان


صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات العدد الثامن (ربيع 2014) من مجلة "تبين" الفصليّة المختصة بالدراسات الثقافية والفلسفية، ويرأس تحريرها الدكتور عزمي بشارة. وقد تضمّن هذا العدد جملةً من الدراسات والبحوث والمقالات المحكّمة.
 
في العدد دراسة ليحيى بن الوليد عنوانها "عبد الله العروي مثقفًا". وتتناول الدراسة العروي مثقفًا في السياقات العربية الراهنة وضمن تخصّصه الأكاديمي والفكري المتنوّع، ويسائل الباحث منتج العروي ودوره في ضوء رؤية العروي نفسه لا سيّما المتعلقة بأدوار المثقف التاريخية. وفي دراسته "مفهوم الرؤية إلى العالم بوصفه أداة لقراءة تاريخ الفكر الفلسفي"، يناقش الطيب بوعزة مفهوم "المعنى الكلّي" مدخلا ضروريًّا لفهم الظاهرة الإنسانية، ويسعى إلى تحديد دلالة المفهوم، وشروط تأسيسه، في المجال الفلسفي والسوسيولوجي، والحوافز التي جعلت علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا ملزمين باستعماله.

ويبحث مشير باسيل عون في دراسته "الغيبة الإلهية في فكر مارتن هايدغر" مسألة الله في فكر الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر. وينعقد التحليل في الدراسة على استجلاء الروابط التي ينشئها هايدغر بين كينونة الكائنات وحقيقة الله. وفي دراسة "فخّ الحداثة ومشكلات الترحيل" للباحث عبد العليم علي، سعيٌ إلى ضبط مفهوم الحداثة، وتحديد مساراته وسياقاته المكانية والزمانية، وهجرته إلى سياقات أخرى وأثره فيها، مع توقّف عند تقلبات المفهوم بين الفنّ والفلسفة والاجتماع، إضافةً إلى كشف الفخاخ التي نصبتها الحداثة لتسوير نفسها وإطلاقها في الفضاء الإنساني.

ويتضمّن العدد الثامن من مجلة "تبيّن" أيضًا، دراسة الباحث نادر كاظم "نهاية السرديات الصغرى في تجاوز أطروحة ما بعد الحداثة". ويريد الباحث لهذه الدراسة أن تؤسّس لأطروحة تتجاوز ادّعاء ما بعد الحداثة القائل إنّ زمن السرديات الكبرى انتهى، وأنّ الزمن الراهن هو زمن السرديات الصغيرة التي تتمحور حول الاهتمام بالذات ورعايتها. وترتكز الدراسة على افتراض أنّ هذه السرديات الصغيرة قد وصلت إلى طريق مسدود، وصارت عصيّة، متفلّتة من بين أيدي غالبية الأفراد.

وتأتي دراسة "وعي الراهن واستشراف الآتي في الرواية التونسية" خلاصة بحث للباحث محمود طرشونة في مجموعة روايات تونسية صدرت قبيل الثورة وبعيدها، في محاولة لدراسة تجاوز الرواية مسألة توصيف الراهن ورصْد التحوّل داخل النص الروائي، إلى وعيه وإدراك عوامله ومعرفة فواعله، تمهيدًا للتمرّد على الواقع المتردّي، ونسفه، واستشراف بديل له.

وتبحث دراسة "هيرمينوطيقا الفعل الإنساني" للباحث  مصطفى العارف، في التساؤل المركزي لبول ريكور المتعلق بالمكان البشري للشرّ ونقطة اتّصاله بالواقع الإنساني. ويعرض الباحث لإجابة ريكور عن هذا السؤال من خلال ملامح أنثربولوجيا فلسفية في بداية كتابه "فلسفة الإرادة"، حيث ركّزت هذه الدراسة على موضوع "عدم العصمة"، متمثلًا في الهشاشة التكوينية للإنسان التي جعلت الشرّ ممكنًا.

وتبحث دراسة الباحث الناصر عمارة "المرض: مقاربة إيتيقية هرمينوطيقية"، في تأويل المرض بوصفه مظهرًا لحياة إيتيقية داخلية وعميقة لوجود متلبّس بالجسد، ليقول شيئًا ما عن تلك الحياة التي تختبئ وتتموّه، لتُفلت من العلاج بوصفه عقابًا في المنظور الإيتيقي للطبّ المعاصر بما يحمله من شرور تتلوّن بلون العلم، وتحاجج بسلطة المعرفة. وفي دراسته "المسألة الدستورية وإشكالية الانتقال الديمقراطي: حالة المغرب"، يعرض الباحث جواد الرباع لأشكال تناول الانتقال الديمقراطي في الدراسة والبحث، منطلقًا من الحالة المغربية، ومن افتراض أنّه ينبغي ألّا يُنظَر إلى الانتقال الديمقراطي من منظور أحادي بوصفه صوغ دستور ديمقراطي وإقامة مؤسسات فحسب، بل ينبغي التحرّك وفقًا لمعادلة التوازن والتوافق بين التكوين السياسي والتكوين الاجتماعي. ودراسة الديمقراطية بمفهومها السياسي تظلّ منقوصة، إذا جرت بمعزلٍ عن تحليل مضمونها الاجتماعي.

ويحوي العدد الثامن من مجلة "تبيّن" في باب "من المكتبة"، مقالة جان مولينو "مراحل التأويلية" ترجمة عبود كاسوحة. وفي باب قراءات الكتب ومناقشاتها، يحوي العدد عرض كتاب جان غراندان "المنعرج الهرمينوطيقي للفينومنيولوجيا"، إعداد كمال طيرشي؛ وكتاب لور جرجس في شأن عملية تحويل الأقباط من جماعة إلى أقلية، إعداد مارلين نصر.


للحصول على أعداد المجلة (نسخ ورقية أو إلكترونية) أو مقالات مفردة منها، أو الاشتراك السنوي فيها، زُر المكتبة الإلكترونية للمركز.