بدون عنوان

الجلسة العاشرة بعنوان "الشباب المقدسي: تجارب نضالية جديدة" ويترأسها حلمي ساري
نوار ثابت: تحولات النضال الشعبي في القدس: ظاهرة "المرابطات" نموذجًا
كمال الجعبري: تحولات النضال الشعبي في القدس: ظاهرة "المرابطات" نموذجًا
أحمد أسعد: السوسيولوجي والسياسي في حراك /لا حركة المرابطين في المسجد الأقصى (2000–2019).
الجلسة الحادية عشر بعنوان "الصراع على الصورة والمكان (1)" ويترأسها عبد الله البياري
عصام نصار: الاستعمار بالمخيلة: القدس في الصورة الفوتغرافية المبكرة
هاني حوراني: القدس في التصوير الفوتغرافي المبكر (1839-1948)
الجلسة الثانية عشر بعنوان "الصراع على الصورة والمكان (2)" وتترأسها لين فاخوري
محمد الرنتيسي: النظام الخاص بالعمارة الداخلية لمباني القدس الدينية والعلاقة التبادلية الناشئة عن النظام بين الآنسان والبيئة المبينة
عمر الشخيبي: النظام الخاص بالعمارة الداخلية لمباني القدس الدينية والعلاقة التبادلية الناشئة عن النظام بين الآنسان والبيئة المبينة
مليحة مسلماني: صورة المكان بين الأضداد في المخيلة الإسرائيلية: القدس نموذجًا
الجلسة الثالثة عشر بعنوان "القدس في الإعلام الدولي" ويترأسها إبراهيم الجازي
عبير النجار: حكاية مدينة التوقير والمقاومة: القدس في وسائل الإعلام الدولية
إيهاب عوايص: معالجة الموقع الإلكترونية للقنوات الفضائية الغربية لقضية نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس: دراسة تحليلية مقارنة
أسعد حمودة: معالجة الموقع الإلكترونية للقنوات الفضائية الغربية لقضية نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس: دراسة تحليلية مقارنة
الجلسة الرابعة عشر والأخيرة بعنوان "القدس في الإعلام الفلسطيني" ويترأسها باسم الطويسي
محمد اشتيوي (عبر سكايب): آليات تفعيل الإعلام الفلسطيني لمواجهة التحديات في مدينة القدس
سجود عوايص: أثر المحددات السياسية في مفهوم القدس في الإعلام الفلسطيني
مداخلات الجمهور
مداخلات الجمهور
الحضور المشارك في المؤتمر
مداخلات الجمهور
معين الطاهر، الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومنسق مشروع بحث وتوثيق القضية الفلسطينية، يختتم أعمال المؤتمر

اختُتمت يوم الإثنين 17 حزيران/ يونيو 2019، في العاصمة الأردنية عمّان، أعمال مؤتمر "القدس: تحديات الواقع وإمكانات المواجهة"، الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالتعاون مع الجامعة الأردنية ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، في الفترة 15-17 حزيران/ يونيو 2019. وقد اشتمل برنامج اليوم الثالث والأخير على خمس جلسات، تناولت قضايا متعددة تتعلق بقضايا الشباب المقدسي، وحالة الرباط في المسجد الأقصى، والصراع على الصورة والمكان، والقدس في الإعلام الدولي، والقدس في الإعلام الفلسطيني.

الشباب المقدسي: تجارب نضالية جديدة

افتتحت نوار ثابت وكمال الجعبري أولى جلسات اليوم الثالث للمؤتمر ببحث قدّماه بعنوان "تحولات النضال الشعبي في القدس: ظاهرة المرابطات نموذجًا". أكدا فيه بروز دور المرأة الفلسطينية فاعلًا أساسيًا في الهبّات الأخيرة في القدس، من خلال مشاركتها بالاعتصامات والوجود في ساحات المواجهة، ومشاركتها أيضًا في تنفيذ العمليات الفدائية، وحاولا في البحث تفكيك الإشكاليات المتعلقة بحقيقة التحول الحاصل في الدور النضالي للمرأة المقدسية. واستندا في ذلك إلى مقابلات شخصية مع فلسطينيات مقدسيات شاركن في هذه الظاهرة على صعيد الأفراد أو المؤسسات، كما أشارا إلى العوامل المؤثرة في تشكل هذه الظاهرة السياسية والاجتماعية، وأثرها في الدور النضالي للمرأة المقدسية، ولم يغفلا العوامل السياسية المتعلقة بمنعطفات القضية الفلسطينية، والعوامل المتعلقة بطبيعة البيئة الاجتماعية للنساء في المجتمع الفلسطيني.

أما أحمد أسعد في بحثه بعنوان "السوسيولوجي والسياسي في حراك/ لا حركة المرابطين في المسجد الأقصى"، فقد سعى لتقديم مقاربة سوسيولوجية سياسية للحراك، بتحليل حراك المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، من خلال التركيز على ماهية ذلك الحراك وطبيعته ووظائفه وروافعه. واعتمد على مناهج عابرة للتخصصات، يجمع فيها بين التاريخ الشفوي والبحث الميداني، بتقنيات الملاحظة بالمشاركة والمعاينة الميدانية. وأشار إلى أن التاريخ الشفوي يؤدي دورًا مهمًا في إضاءة الزوايا المُظلمة في دراسة الفعل الفلسطيني المقاوم وفهمه، مؤكّدًا أن الرباط المقدسي هو رباط فردي موسمي، غير بنيوي، يتلقى دعمًا ضئيلًا من بعض الأحزاب السياسية الفلسطينية، كما أنه غير مرتبط تنظيميًا بأحزاب الإسلام السياسي الفلسطينية الناشطة في الضفة وقطاع غزة. فالحراك ذو طابع ديني لكن جوهره اجتماعي وسياسي وطني.

الصراع على الصورة والمكان

خصصت الجلستان الحادية عشرة والثانية عشرة للحديث عن الصراع على الصورة والمكان في الحالة المقدسية وكيفية مواجهتها لعمليات التهويد و"الأسرلة" التي تتعرض لها مدينة القدس. ابتدأ عصام نصار الجلسة الحادية عشر ببحثه بعنوان "الاستعمار بالمخيلة: القدس في الصورة الفوتوغرافية المبكرة"، تحدث فيه عن وجوب الفصل بين مدينة القدس كفضاء اجتماعي فلسطيني اقتصادي اجتماعي ثقافي عربي، في سياق صراعنا الفلسطيني العربي مع الاحتلال الصهيوني، وما بين فكرة المدينة حال كونها مدينة مقدسة ذات أهمية كبيرة في سياق الأديان. كما قدم الباحث تصوّرًا لتمثيل القدس في الصور الفوتوغرافية المبكرة التي أنتجها مصورون غربيون زاروا المدينة وعموم الشرق. وأشار إلى أن الصورة الفوتوغرافية ليست لقطة محايدة لما هو أمام الكاميرا في لحظة التصوير فحسب، بل هي إنتاج تقني وفني وتمثيلي اختير موضوعها بعناية، وأنتجت بهدف توزيعها في الأسواق الأوروبية. وهي بذلك مستندة إلى رغبة المشاهد الأوروبي في رؤية ما هو متوقع بالنسبة إليه عندما يكون الأمر مرتبطًا بالمدينة المقدسة. ويقدم الباحث نتيجة مفادُها أن القدس في المخيلة الأوروبية فكرة قبل أن تكون مكانًا في هذا العالم المادي، تستند إلى ذاكرة جماعية أوروبية أنتجت مفاهيمها الخاصة تجاه المدينة المقدسة.

قدم الباحث هاني الحوراني بحثًا بعنوان: "القدس في التصوير الفوتوغرافي المبكر 1839_1948"، استعرض فيه عرضًا تاريخيًا ووصفًا للجهود التصويرية لمدينة القدس، سواء على يد المصورين الأوروبيين والأجانب أو المصورين الغربيين الذين استقروا في المنطقة، إلى جانب المصورين المحليين الذين بدؤوا بالظهور تباعًا. ونظرًا إلى قلة الكتابات باللغة العربية عن التصوير الفوتوغرافي لفلسطين، وعلى نحو أخص لمكانة القدس في التصوير الغربي والمحلي، تطرق الباحث إلى المصادر والمراجع الغربية في هذا المجال، وسعى لتقديم نظرة بانورامية لموقع القدس في التصوير خلال أكثر من قرن، وقدّم قراءة نقدية للجهود البحثية في هذا الحقل.

استكمالًا لموضوع الصراع على الصورة والمكان، تناول كل من الدكتور عمر الشخيبي ومحمد الرنتيسي في الجلسة الثانية عشرة موضوع "النظام الخاص بالعمارة الداخلية لمباني القدس الدينية والعلاقة التبادلية الناشئة عن النظام بين الإنسان والبيئة المبنية"، أشار الباحثان إلى أن التصميم الداخلي لعمارة القدس الدينية أفرز وظائف متعددة للفضاءات الداخلية المختلفة، وذلك إثر العناية والرعاية الفائقة التي أولاها المصمم لمهمات تلك الفضاءات. كما قام الباحثان بتحليل العلاقة بين النظام الخاص والمميز للعمارة الداخلية لمباني القدس الدينية وعلاقتها التبادلية الناشئة عن النظام بين الإنسان وبيئته المبنية. وتوصلت الورقة إلى وجود علاقة تبادلية مستمرة بين الإنسان والفضاء الداخلي المحيط به في مدينة القدس.

وفي بحث بعنوان: "صورة المكان بين الأضداد في المخيلة الإسرائيلية: القدس نموذجًا"، قدمت الباحثة مليحة مسلماني رأيًا بينت فيه تنازع صورة المكان في فلسطين بين أضداد نشأت عن تناقضات اشتمل عليها الفكر الصهيوني منذ البدايات، وتناولت الموقف الأيديولوجي الإسرائيلي تجاه المكان في فلسطين، وتجاه الفلسطينيين، محتكمًا إلى أسس الفكر الصهيوني وركائزه. وأظهر البحث الكيفية التي تظهر بها التناقضات برؤية اسرائيل لذاتها، كدولة من جانب، وبرؤيتها لفلسطين كأرض وشعب فلسطيني، من جانب آخر؛ ما نتج منه وجود صورتين مضادتين للمكان في فلسطين؛ أولاهما أن المكان بوصفة سجنًا، يؤدي وظيفة الحصار، ومادة حية لترجمة يومية عملية لأيديولوجيا المستعمر. وثانيهما أن المكان، بوصفه فضاءً لدولة على النمط الغربي، يُعدُّ "ديمقراطية حضارية متطورة"، تهتم بـ "الإنسان، والمقدسّات، والجماليات، وتسعى لتقديم صورة "إيجابية حضارية" عن المكان، وعن إسرائيل كدولة. كما أكدت أن شكل المكان باعتباره مرادفًا للأرض والوطن، هو الموضوع المركزي في الصراع العربي - الإسرائيلي، وفي المعركة على الوجود التي يخوضها الشعب الفلسطيني في مواجهة السيطرة الاستعمارية، وهو المساحة التي يتم من خلالها فرض السيطرة الإسرائيلية؛ العسكرية، والسياسية، والهوياتية، والثقافية. واستعرضت في بحثها قراءة وتحليلًا لصورة المكان الناتجة من الأضداد في المخيلة الاستعمارية، عبر التركيز على ثلاثة عناصر مكانية؛ وهي جدار الفصل العنصري، وحاجز قلنديا العسكري، والبلدة القديمة في القدس. وخلصت إلى أن صورة المكان في فلسطين تصبح ترجمة بصرية واقعية لمخيلة المستعمر وتصوراته تجاه ذاته، وتجاه المستعمرين.

القدس في الإعلام الدولي

سعت الباحثة عبير النجار في الجلسة الثالثة عشرة، من خلال بحثها المعنون بـ: "حكاية مدينة التوقير والمقاومة: القدس في وسائل الإعلام الدولية" إلى تحليل الصورة والكيفية التي يتم فيها تقديم مدينة القدس في الاعلام الدولي، خصوصًا في وسائل الإعلام المؤثرة والوكالات الدولية، والفضاء الإلكتروني، على أنها مدينة يهودية إلى حد بعيد، يتم فيها تهميش الوجود الفلسطيني والإسلامي والمسيحي على حد سواء. وأشارت أيضًا إلى أن التغطية الإعلامية البريطانية عن مدينة القدس لمدة ثلاثة عقود تظهر أن الاهتمام بالمدينة في الأخبار العالمية يتركز على البيانات الرسمية ومظاهر العنف والأحداث السياسية فقط. في حين تُظهر أن التصوير الإعلامي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بأطرافه يعكس تحالفات وعلاقات القوى المختلفة بين تلك الأطراف وعلاقاتهم البيئية.

أما الباحثان أسعد حمودة وإيهاب عوايص، فكان بحثهما بعنوان "معالجة المواقع الإلكترونية للقنوات الفضائية الغربية لقضية نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس: دراسة تحليلية مقارنة"، تناولوا فيه دراسة المواقع الإلكترونية للقنوات الفضائية: RT، CNN وBBC، بهدف التعرف إلى كيفية معالجة مواقع تلك القنوات لقضية نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس، ومدى حجم الاهتمام وردود الأفعال المتعلقة بهذه القضية التي أبرزتها هذه المواقع، إضافة إلى التعرف إلى الوسائل والعناصر التفاعلية والخدمات المساعدة المستخدمة في إبراز الموضوعات التي تناولت قضية نقل السفارة الأميركية، والمقارنة بينها للوقوف على نقاط الاتفاق والاختلاف في معالجة كل موقع لهذه القضية، معتمدةً منهج أسلوب تحليل المضمون، ومنهج العلاقات المتبادلة للوصول إلى النتائج وللإجابة عن أهداف الدراسة. وكشفت النتائج جملة من النقاط؛ أبرزها ارتفاع نسبة اهتمام موقع RT بقضية نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس مقارنة بغيره من مواقع الفضائيات الغربية عينة الدارسة، كما جاء اتجاه التغطية في تلك مواقع محايدًا بالدرجة الأولى. ويلاحظ من تغطية مواقع الفضائيات الثلاث استخدام إستراتيجية الصراع في تأطير الموضوعات المتعلقة بقضية نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس، حيث حازت البيانات والتصريحات والمؤتمرات على النسبة الأكبر كردود أفعال، مع قلة الاهتمام باستخدام العناصر التفاعلية مع الموضوعات. هذا التبيان ما بين عينة الدراسة يعود مرده إلى اختلاف أجنداتها وسياستها التحريرية والتي ترتبط بعدد من العوامل والمحددات السياسية والتمويلية التي تؤثر فيها وتتحكم في شكل هذه التغطية وطبيعتها.

القدس في الإعلام الفلسطيني

تضمنت الجلسة الرابعة عشرة والأخيرة بحثين؛ الأول قدمه محمد اشتيوي بعنوان "آليات تفعيل الإعلام الفلسطيني لمواجهة التحديات في مدينة القدس"، سعى من خلاله إلى استقصاء آليات تفعيل وسائل الإعلام الفلسطينية، بهدف مواجهة التحديات في مدينة القدس وتقييمها تقييمًا موضوعيًا. وأشار إلى غياب رؤية إعلامية فلسطينية موحدة، وإلى تغطية موسمية لقضايا القدس قائمة على مصلحة حزبية وفصائلية في ظل الانقسام السياسي الفلسطيني. وخلص إلى سعي الاحتلال لتدمير النواة الصلبة المتمثلة بالعائلة المقدسية عن طريق سلسلة من الإجراءات والسياسات التي تهدف إلى اقتلاع المقدسيين من أرضهم، وتهويد التعليم، ونزع الهوية العربية الإسلامية عن المدينة. كما شدد على أهمية اتخاذ قرار سياسي رسمي وفصائلي يعطي مدينة القدس أولوية وطنية وإعلامية، من خلال العمل على تكثيف التغطية اليومية، وتوحيد المصطلح الإعلامي، ووضع رؤية وإستراتيجية إعلاميتين واضحتين.

أما البحث الثاني، وقدمته الباحثة سجود عوايص بعنوان: "أثر المحددات السياسية في مفهوم القدس في الإعلام الفلسطيني"، فقد استندت فيه على التجاذبات السياسية والمحددات الحزبية التي تؤثر في قطبي الإعلام الفلسطيني (فضائية "فلسطين" المعبرة عن اتجاهات حركة فتح، وفضائية "الأقصى" المعبرة عن اتجاهات حركة حماس). وقد أبرزت الباحثة نقاط التوافق والاختلاف التي ميزت تغطية الفضائيتين، والأطر الإعلامية التي انبثقت القدس من خلالها بوصفها مفهومًا. وتوصلت إلى عدد من النتائج؛ من أهمها أن هناك توافقًا فلسطينيًا وإجماعًا على الحق الفلسطيني في القدس عاصمةً للفلسطينيين. لكنّ هناك اختلافًا حول حدود هذه العاصمة، فهي بالنسبة إلى فضائية فلسطين على هذا النحو: "القدس الشرقية" عربية، جزء من حل الدولتين، تجاورها "القدس الغربية"، أما بالنسبة إلى فضائية الأقصى فهي على هذا النحو: "القدس كاملة"؛ ما يعني أن المحددات السياسية لإعلام الحزبين كليهما، قد ألقت بظلالها على القدس ومفهومها.

أخيرًا، اختتم الباحث في المركز العربي ومنسق مشروع بحث وتوثيق الحركة الوطنية الفلسطينية؛ معين الطاهر، أعمال المؤتمر، بتقديم الشكر للمؤسسات القائمة على تنظيم هذا المؤتمر، وتأكيد أهمية الشراكة المؤسسية في مجال البحث العلمي والأكاديمي، كما قدم جزيل الشكر للمتحدثين والحضور على إنجاح فعاليات المؤتمر على مدار ثلاثة أيام.