بدون عنوان

أصدر المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات العدد الثاني لكلّ من الدوريّتين المحكّمتين الفصليّتين "عمران" للعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة و"تبيّن" للدراسات الفكريّة والثقافيّة. ويعالج محور العدد الثاني من مجلة "عمران" مسألة "تغيّر أنماط التديّن في الوطن العربيّ" مساهمةً أكاديميّةً في تناول التدين بوصفه ظاهرةً اجتماعيّة تتأثر بعوامل داخليّة وخارجيّة، فيما يتطرق ملف العدد الثاني من مجلة "تبيّن" إلى "الرواية العربيّة والتحوّلات الاجتماعيّة والثقافيّة" كمساهمة أكاديميّة في إثراء النقاش الروائيّ العربيّ.


قراءة متجددة في التّدين

وتحاول مساهمات مجموعة من الأكاديميّين والباحثين العرب في ملف مجلة "عمران" (العدد الثاني: خريف 2012) إعادة قراءة السلوك الدينيّ في المجتمعات العربيّة. كما يضم العدد الثاني من مجلة "عمران" دراسات متنوعة وقراءات في إصدارات حديثة في التاريخ والسياسة والاجتماع.
ويشير مدخل محور العدد الثاني من "عمران" إلى أنَّ "تغيّر أنماط التدين لا يكون بالضرورة ودائمًا نتاج تبدّل العادات من الداخل، وإنّما أحيانًا، وفي غالب الحالات، يعكس صورة آتية من خارج الغلاف المحلّي الذي يعيش فيه الإنسان"، ليقترح إعادة قراءة التحولات التي طرأت على السلوك الدينيّ بكلّ مظاهره.
وضمن هذا الملف، يتابع الباحث التونسيّ حسن مرزوقيّ في دراسة عنوانها "الإسلام الطُّرقي ومستويات التأصيل" الكيفية التي ازدهر بها نمط التديّن الصوفيّ في تونس في العقدين الأخيرين على الرغم من الشوط الكبير الذي قطعه المجتمع التونسيّ في التحديث وتفتيت البنى التقليديّة، بينما يناقش محمد حلمي عبد الوهاب من مصر في دراسته - التي جاءت تحت عنوان "جدل الوالي والوليّ في التجربة الصوفيّة المصريّة" - الدّور الخاص للجماعات الصوفيّة. ويتناول الباحث الفلسطينيّ هاني عوّاد ظاهرة "التديّن الشبابيّ بوصفه نمطًا منفلتًا من المؤسسة الأيديولوجية"، بينما يناقش الباحث المغربي حسن رشيق علاقة اللّباس بالتدين في بحثٍ عنوانه "المعرفة المشتركة في حياة الناس اليوميّة". ويختم السوسيولوجي المغربي عبد الغني منديب المحور بدراسةٍ استقصائيّة عنوانها "التديّن والمظهر الخارجيّ في الوسط الطلابيّ المغربيّ: مقاربة سوسيولوجية".
وإلى جانب محور أنماط التدين، يضم عدد الخريف من "عمران" دراسات متنوعة، منها دراسة "التمظهر السياسيّ للموت في السودان: قراءة في الأقدار والمصائر" لحسام الدين صالح، و"ملاحظات حول تدريس علم الاقتصاد من واقع الخبرة الأكاديمية" لعلي عبد القادر علي، بالإضافة إلى دراسة لصلاح الزرو التميمي تحت عنوان "التنمية الأسيرة: سياسيات التنمية في فلسطين وتأثيرها على فرص العمل".
وفي مناقشاتها ومراجعتها، تقدم "عمران" لقرائها تشكيلة من المواد والعناوين الجديدة، نذكر منها مثلا مقالة السوسيولوجي التونسي عادل بالحاج رحومة "السلفيّون والثورة التونسيّة: الهوية والمواطنة"، ومراجعة لكتاب "السعي إلى أمن الطاقة وإعادة تشغيل العالم الحديث".
وتجدون في العدد الثاني من "عمران" أيضًا ترجمةً لدراسة الأنثروبولوجية التركيّة نوليفر غول تحت عنوان: "الحداثة المحظورة: الحضارة والحجاب"، والتي تُعدّ نصًا مرجعيًّا للباحثين في ظاهرة الدين في المجال العام، إضافة إلى مجموعة من مراجعات الكتب والمناقشات والمقالات المتنوعة.


الرواية العربيّة والتحوّلات الاجتماعيّة والثقافيّة

تقدم مجلة "تبيّن" في عددها الثاني (خريف 2012) دراسات وأوراقا أعدّها مجموعة من الأكاديميّين والنقاد العرب لمناقضة ملف العدد، وهو " الرواية العربيّة والتحوّلات الاجتماعيّة والثقافيّة". وتحاول هذه المساهمات مقاربة التحوّلات التي عرفتها التجربة الروائيّة العربيّة في بُعديها الاجتماعيّ والثقافيّ عبر مناهج وزوايا متنوعة.
أشرف على ملف العدد الناقد والأكاديميّ صبري حافظ. وكتب في مقدمته يقول: "الواقع أنّ دراسات هذا الملف مجتمعة تكشف لنا أنّ النص الروائيّ العربيّ لم يكتف برصد ما دار في الواقع العربيّ، بل قام أيضًا بأحد أدوار المثقف المهمّة، وهو إبقاء جذوة العقل النقديّ متقدة، وكشف التدليس الذي يموّه على الحقائق أو يطمسها، وتعرية الواقع الحقيقيّ، ومنع أنصاف الحقائق من أن تؤسس مصداقيتها، والحفاظ على حالة من اليقظة الدائمة إزاء ما يدور، والكشف عمّا ينطوي عليه من مضمرات دالة. وقد فعل ذلك من دون أن ينسى نفسه، أو يتجاهل نصّيته، أو يغفل عن أهمية الجدل بين إستراتيجيات النص وتعزيز صيرورة الكتابة، وبين ما يدور من صيرورات أخرى متزامنة ومتفاعلة معها".
وفي أوراق الملف، يتناول يحيى بن الوليد موضوع "الرواية الجديدة في المغرب ورهان التشابك مع التحولات الاجتماعية"، في حين اهتم شعيب حليفي بـ"التأسيس للخيال المجتمعيّ في الرواية المغربية". وجاءت مشاركة عبد الله شطاح تحت عنوان: "الرواية الجزائرية التسعينية: كتابة المحنة أم محنة الكتابة؟". وعالج محمود طرشونة موضوع "التحول السياسيّ في الرواية التونسيّة". وكتب هاشم ميرغني عن "تحولات الرواية السودانيّة في التسعينيّات وما بعدها"، وتناول نبيل سليمان "جماليات الرواية في سورية وشواغلها". وكتب وليد أبوبكر عن "بعض التحوّلات الخاصّة في الرواية الفلسطينية الجديدة". وكانت مشاركة نجمة خليل حبيب تحت عنوان: "التحوّلات السياسيّة والاجتماعيّة والجمالية في الرواية الفلسطينيّة على مشارف القرن الواحد والعشرين". وكتب سلام إبراهيم: "الرواية العراقيّة: رصد الخراب العراقي في أزمان الديكتاتورية والحروب والاحتلال وسلطة الطوائف".

وإلى جانب ملف الرواية العربيّة، حمل عدد الخريف من "تبين" دراسات قيّمة، منها دراسة مشير باسيل عون عن مصائر الفلسفة في العالم العربيّ، ودراسة عبد الحميد هنية عن التجربة البحثيّة في مخبر "دراسات مغاربيّة"، ومساهمة محمد الشيخ في موضوع "تدريس الفلسفة في الكليات المغربيّة".

وتقترح الفصلية المهتمة بقضايا الثقافة والفكر، في نافذتها: "من المكتبة"، ترجمة وتقديما لتجربة فرانكو موريتي بقلم مدير تحرير الدورية ثائر ديب، وتحت عنوان "الرواية: التاريخ والنظرية".

وفي مناقشاتها ومراجعتها، تقدم "تبين" لقرائها تشكيلة من المواد والعناوين الجديدة، نذكر منها مثلا شهادة الروائي السوري فواز حداد "الواقع أولاً"، ومراجعة لكتاب "السياسة والشرع والمجتمع في الفكر الإسلاميّ: اللحظة التيميّة".

وفي تقرير العدد كتب عبد الرحيم أبو حسين عن أشغال الندوة التكريمية التي تناولت حياة وأعمال المؤرخ كمال الصليبي في أيار/مايو الماضي بالجامعة الأميركية في بيروت.


للحصول على أعداد المجلتين (نسخ ورقية أو إلكترونية) أو مقالات مفردة منها، أو الاشتراك السنوي فيها، زرّ المكتبة الإلكترونية للمركز.