بدون عنوان

صورة جماعية في ختام أعمال الدورة الثالثة للمدرسة الشتوية
محاضرة عامة من تقديم نينا فايزيهوميير
بارفين تشاكين
تعقيب إحدى المشاركات على مداخلة بارفين تشاكين
غيزم كايا
تعقيب الدكتور دانييل ستوكيمير
جوناثان لوك ملتشيوري
تعقيب ونقاش حول المداخلة
جورج ميهاي كونستانتينسكو
تعقيب ونقاش

اختتمت، يوم الخميس 13 كانون الثاني/ يناير، أعمال الدورة الثالثة لبرنامج المدرسة الشتوية، التي ينظّمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وانطلقت أعمالها يوم 4 كانون الثاني/ يناير، وكان موضوعها هذه السنة "الشعبوية: أنماط ونماذج". شارك في الدورة ثمانية عشر باحثًا وباحثة، حضوريًا في مقرّ المركز العربي في الدوحة، أو عن بعد، وقد عرضوا مشاريعهم البحثية، التي تناولت أنماط الشعبوية حول العالم ونماذجها المختلفة، وعقّب عليها الأكاديميون والخبراء من أساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وباحثي المركز العربي، وعدد من الباحثين والأكاديميين من المتخصّصين في موضوع الشعبوية، هذا فضلًا عن سلسلة المحاضرات العامة، التي شهدتها هذه الدورة، وقدّمها عدد من الخبراء البارزين في الموضوع، وبُثّت عبر منصات التواصل الاجتماعي للمركز العربي، على نحوٍ أتاح للمشاركين فرصة اكتساب المعرفة وتبادلها، وتطوير أعمالهم البحثية.

افتُتحت أعمال اليوم السابع من برنامج المدرسة الشتوية، 12 كانون الثاني/ يناير 2022، بمحاضرةٍ لأنجيلوس كريسوجيلوس، المحاضر بقسم العلوم السياسية والعلاقات الدورية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة لندن الحضارية، وكانت بعنوان "بين قوة الشعب وقوة الدولة: تناقضات الشعبوية في العلاقات الدولية"، أشار خلالها إلى الاهتمام المتزايد لدى الباحثين بحقلَي العلاقات الدولية والسياسة الخارجية في دراسة الشعبوية من هذا المنظور، وعرض الأدبيات المتعلقة وكشف مسارات بحثية جديدة، متعلّقة بالشعبوية في العلاقات الدولية. وأشار كريسوجيلوس إلى النقاشات الجدلية التي تناولت تأثير الشعبوية في العلاقات بين الدول، والتي تأثرت كثيرًا، خلال فترة طويلة، باستدعاء المقاربات السائدة حول الشعبوية في حقلَي العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، من حقل السياسة المقارنة، ومن منظور يتمحور حول الغرب على نحو ملحوظ. ولخص الباحث محاضرته بعرض تصورٍ استراتيجي مطّرد للشعبوية، يرسم صورة أكثر انتقادًا لوعود الشعبويين بالتحرر وعلاقة ذلك بقوة الدولة والنظام الدولي، من خلال منهاج مقارن فوق مناطقي، واضعًا التكرارات الإقليمية للشعبوية في سياق عالمي.

واختُتمت أعمال اليوم الأخير من المدرسة الشتوية، 13 كانون الثاني/ يناير 2022، بمحاضرة لنينا فايزيهوميير، الأستاذة المساعدة في السياسة المقارنة في كلية الشؤون العالمية والعامة في جامعة آي إي بإسبانيا، وكانت بعنوان "قياس الشعبوية باستخدام مسوح الخبراء"، أشارت خلالها إلى أن المسوح المتخصصة لم تعد تقتصر على البحوث التي تُعنى بالأحزاب أو على استنباط الأحكام حيال أوضاع سياساتها، بل باتت تُستخدم أيضًا على نحوٍ متنامٍ لسبر سمات الأحزاب التنظيمية، ومواقفها حيال القضايا المرتبطة بالديمقراطية والشعبوية. وعرضت فايزيهوميير التحديات المنهجية التي تواجهها المسوح المتخصّصة؛ تحديدًا في البحوث التي تُعنى بالشعبوية، على غرار المشكلات المتعلقة بانحياز الخبراء، والمقارنة بين البلدان، والعبء والإرهاق اللذَين يلاقيهما المختصون بهذا المجال.

واختتم محمد المصري، المدير التنفيذي للمركز العربي، أعمال الدورة الثالثة للمدرسة الشتوية، وأعرب عن شكره للمحاضرين وللمشاركين في الدورة الحالية، وللّجنتين التوجيهية والتنظيمية، وأشار إلى نجاح الدورة وتحقيقها أهدافها، من خلال توفير مساحة أكاديمية للمشاركين للانخراط في نقاشات معمّقة، وعرض أبحاث تحمل منظورات ومناهج وتخصّصات مختلفة في دراسة الشعبوية. وأكّد المصري أنّ اهتمام المركز العربي بدراسة الشعبوية لن ينتهي مع اختتام أعمال المدرسة الشتوية، وسيحافظ المركز على علاقته بالمجتمع الأكاديمي الذي أنتجته هذه الدورة.

وتجدر الإشارة إلى النجاح الذي حققته الدورتان الأوليان من المدرسة الشتوية، والذي كان حافزًا لأن تحرص إدارة المركز العربي على الاستمرار في هذا التقليد الأكاديمي؛ بهدف اجتذاب الباحثين المهتمّين بالقضايا والمحاور البحثية التي تطرحها المدرسة في دوراتها المتعاقبة، لإتاحة فرصة توطيد العلاقات بباحثي المنطقة العربية، واكتساب المعرفة وتبادلها.