بدون عنوان

تدعو مجلة "عمران"، الفصليّة المحكّمة المتخصّصة في العلوم الاجتماعية والإنسانية والتي يصدرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، أساتذةَ الجامعات والباحثين للمساهمة ببحوث في الموضوع التالي:

الإنتاج المعرفي في ظل الاستعمار: دروس من الاستعمار الفرنسي والبريطاني، والأميركي والصهيوني.

يكتسب تقاطع الإنتاج المعرفي والاستعمار، أهميةً قصوى في فهم ما يُعرَف بالمعرفة الاستعمارية؛ إذ إنّه يسلّط الضوء على دور المعرفة في تعزيز الحكم الاستعماري، مباشرةً (كالاحتلال)، أو بطريقة غير مباشرة (كالسيطرة عن بعد، ومن خلال الولاية الأم في المستعمرة). ووفقًا لمصطلح متداول، يكون إنتاج المعرفة، شكلًا من أشكال "القوة الناعمة" مقارنةً بالقوة العسكرية، وإن كانت لا تقلّ عنها أهمية. وقد استخدم البريطانيون تاريخيًا القوةَ الناعمة في مستعمراتهم في الهند والشرق الأوسط. واعتمدها الفرنسيون في شمال أفريقيا. ولجأ إليها الأميركيون في الفلبين وفيتنام وأميركا اللاتينية. في حين استعملها الإسرائيليون في فلسطين. وفي الآونة الأخيرة، استخدمها الأميركيون في العراق وأفغانستان، وحوّلتها إسرائيل إلى نظام مُحْكَم للتجسّس وجمع المعلومات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وجعلتها شائعة بين الفلسطينيين أنفسهم في إسرائيل.

تقوم الدعوة للمشاركة في مجلة "عمران" على الفرضية الأساسية التي تفيد بأنّ الإنتاج المعرفي مرتبطٌ بمصالح الدولة؛ إلا أنّ الدولة الاستعمارية لا تستطيع إنجاز المهمة وحدها بالوسائل العسكرية أو الإدارية. لهذا السبب، تلجأ إلى ما يسمّى الخبراء، للتعرّف إلى الثقافات المحلية ولتوسيع مجالات وجودها. إلا أنّ العملية ذاتها ليست بسيطة؛ إذ تنطوي على دراسة اللغات المحلية وأساليب العيش التي يعتمدها السكان الأصليون. وتشمل إجراء التعدادات والدراسات الاستقصائية المتخصّصة، وتثقيف المخبرين والخبراء المحليين. وتلجأ أحيانًا إلى العنف والتعذيب لاستخراج المعلومات.

على الرغم من أنّ عملية كهذه تعاني محاذير ثقافية وجغرافية، فهناك ما يكفي من الأدلة التي تثبت أنّ هناك سماتٍ مشتركةً لظاهرة إنتاج المعرفة في السياق الاستعماري بوصفها جزءًا من مشروع الحكم.

أمّا الهدف الثانوي من هذه الدعوة لتقديم الأوراق، فهو إلقاء نظرة فاحصة ونقدية على الطريقة التي جرى بها استخدام العلوم الاجتماعية الغربية المختلفة، للتفرقة بين السكان الأصليين والسيطرة عليهم.

ترسل ملخّصات الأوراق، على ألّا تتجاوز الصفحتين، في موعدٍ أقصاه منتصف شهر حزيران / يونيو 2015، في حين أنّ موعد تسليم الأوراق هو الأول من شهر شباط / فبراير 2016. ستخضع جميع الأوراق للتحكيم، وتُنشر باللغة العربية.

ترسل مقترحات البحوث وكلّ المراسلات على العنوان الإلكتروني:

omran@dohainstitute.org، أو: elia.zureik@dohainstitute.edu.qa