بدون عنوان

صدر عن المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات عنوانان جديدان، يتناول أولهما بالتّحليل الثّورة المصرية بمساهمة مجموعة من الباحثين والمختصين، فيما يؤرخ الأستاذ محمد جمال باروت في كتابه "العقد الأخير في تاريخ سوريّة: جدليّة الجمود والإصلاح" للتحولات التي شهدتها سورية خلال السنوات العشر الأخيرة وفق منهجٍ مركب للتحليل، وصولا إلى توثيق الأشهر الخمسة الأولى من الثورة السورية بمنهج يقوم على مقاربة "التأريخ المباشر".



الثّورة المصريّة: الدّوافع والاتّجاهات والتحدّيات

أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السّياسات كتابًا جديدًا عنوانه "الثّورة المصريّة: الدّوافع والاتّجاهات والتحدّيات" (608 صفحات من القطع الكبير). ويعدّ هذا الكتاب من الأعمال القليلة جدًّا التي صدرت حتّى الآن، وتصدّت بالتّحليل للثّورة المصريّة في محاولة لاكتشاف دوافعها الحقيقيّة؛ هذه الثّورة التي عدّها محمود عبد الفضيل في تقديمه لهذا الكتاب حلقة جديدة من حلقات الثّورة الوطنيّة الديمقراطيّة منذ ثورة أحمد عرابي في سنة 1882 مرورًا بثورة 1919، حتّى ثورة 23 يوليو 1952، ووصفها بأنّها "عودة الرّوح" إلى الشّعب المصريّ بعد أربعين عامًا من الموت والرّكود السياسيّ. وهذا الكتاب يقدّم قراءة تحليليّة وتوثيقيّة متعدّدة الأبعاد لهذه الثّورة، ويضع بين أيدي القرّاء ورجال التاريخ والإعلام شبه يوميّات لهذه الحركة، الأمر الذي يتيح لنا اكتشاف قوّة الشّعارات التي رفعتها، ولا سيّما شعار "الحريّة والعدالة والكرامة"، وكذلك الزّخم الكبير للقدرة الشعبيّة الذي ربّما يجد تفسيره في حجم الغضب الذي كان كامنًا في صدور الناس الذين طالما شعروا بإهانة كرامتهم، وتجسّد في ميدان التحرير الذي بات فضاءً جديدًا للحريّة تمكّن من فتح فجوة في الجدار السياسيّ نحو التّغيير الديمقراطيّ.

  شارك في تأليف هذا الكتاب نخبةٌ من الباحثين الذين توزّعت دراساتهم على الجوانب المتعدّدة للثّورة المصريّة، وجاءت على النّحو التالي: لماذا قامت الثّورة؟ (علي ليلة)؛ محاولة لفهم الثّورة المصريّة (علي الرجال)؛ القائد والفاعل والنّظام (أمل حمادة)؛ رمزيّة ميدان التّحرير (آية نصار)؛ الاتّجاهات المناطقيّة وعلاقتها بالمركز (جمال زهران)؛ توثيق الثّورة وعلاقتها بالمركز (محمد صابر عرب)؛ التعدديّة الحزبيّة والثّورة (أحمد عبد ربه)؛ الإسلاميّون والثّورة (أميمة عبد اللطيف)؛ الإعلام الجديد وفرص التحوّل الديمقراطيّ (نرمين سيد)؛ المعارضة الإلكترونيّة وعلاقتها بالتحوّل الديمقراطيّ (علاء الشامي)؛ الإعلام المصريّ والثّورة (محمد شومان)؛ الثّورة المضادّة (رابحة سيف علام)؛ اقتصاد ما بعد الثّورة (غادة موسى)؛ محدّدات مسار التّحوّل في مصر (شيماء حطب)؛ المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة حاكمًا سياسيًّا (باكينام الشرقاوي)؛ مستقبل العلاقات المصريّة - الإسرائيليّة (عبد العليم محمد)؛ فاعليّة الإرادة وإدارة الفاعليّة (عبد الرحمن حسام).



محمد جمال باروت: سورية في السّنوات العشر الأخيرة

صدر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتابٌ جديد للباحث محمد جمال باروت عنوانه "العقد الأخير في تاريخ سوريّة: جدليّة الجمود والإصلاح" (462 صفحة من القطع الكبير). وهذا الكتاب محاولة لتفسير الدّوافع الحقيقيّة للأحداث الجارية في سوريّة اليوم، ومساهمة بحثيّة مهمّة في عمليّة اكتشاف المقدّمات الموضوعيّة والعوامل الجوهريّة التي أدّت إلى اندلاع حركة الاحتجاجات في سوريّة في 15 آذار 2011.يتحدّث الكتاب عن سوريّة خلال العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين، وعن علاقة التّنمية بالتغيّر الاجتماعيّ، ويعرض مسار عمليّة التغيّر السياسيّ في سوريّة منذ ما قبل اندلاع حركة الاحتجاجات بقليل، وبالتّحديد منذ 19/2/2011 وهو اليوم الذي اندلعت فيه تظاهرة حيّ الحريقة في دمشق، حتّى تمّوز 2011، ويرصد، خلال هذه الفترة ما يسمّيه "ثورة المجتمعات المحليّة" أي ثورة المدن المتوسّطة والصّغيرة، علاوةً على الأحياء الشعبيّة والعشوائيّة في المدن الأخرى، ثمّ يقارن الزّحف السلميّ للأطراف نحو المركز، مثل زحف أطراف دمشق على ساحة العباسيّين، بالزّحف الفلاحي شبه المسلّح مثل غزو جبل الزاوية لمدن متوسّطة مثل أريحا وجسر الشغور ومعرّة النعمان. وفي هذا السّياق حاول الكاتب أن يستقصي الفاعلين الاجتماعيّين والسياسيّين الحقيقيّين لهذه الثّورة، وأن يعثر على تفسيرٍ لقدرة هؤلاء في تأمين الزّخم والاستمرار لهذا التحرّك الشعبيّ الواسع.يتألّف الكتاب من قسمين: الأوّل ركَّز على المنهجيّة المركّبة (تاريخيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وسكانيّة وسياسيّة)، أي أنّه استخدم العلوم الاجتماعيّة والعلوم السياسيّة كوحدة مترابطة في الوصف والتّحليل لفهم العلاقة بين التّنمية والتغيّر الاجتماعيّ، وسلّط الضّوء على اختلاف الرّؤى بين الدّاعين إلى تحرير الاقتصاد السوري والدّاعين إلى تصحيحه، وشدّد على ظاهرة رجال الأعمال الجدد الذين دعموا برنامج "اللّبرلة" الاقتصاديّة، ومعادلة "نموّ أكثر وتنمية أقلّ". أمّا القسم الثاني فقد تصدّى لرصد الحركة الاجتماعيّة في سوريّة ولا سيّما ما أسماه "ديناميّات يوم الجمعة" أو ما دعاه ثورة الأطراف على المركز، وعالج، في نطاق ذلك، التديّن والتديّن السلفيّ وغير ذلك من المسائل. وقصارى القول لدى الكاتب هو تحذيره من انهيار النّظام لأنّ "انهيار النّظام، ربّما يفضي إلى انهيار الهيئة الاجتماعيّة برمّتها"، والحلّ، بحسب الكاتب، هو "التّسوية التاريخيّة" وهي المرحلة الإجباريّة لعمليّة التغيّر الاجتماعيّ - السياسيّ للحؤول دون وقوع اضطراباتٍ أهليّة وطوائفيّة قد تتّخذ،في بعض الأماكن، صفة الحرب الأهليّة.